خفّض صندوق النقد الدولي، الأربعاء، مدفوعا بالحرب في غزة وعوامل أخرى، توقعاته لنمو الاقتصاد الإقليمي منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، مقارنة بتوقعات صادرة خلال أكتوبر 2023، بنسبة 5ر0 نقطة مائوية، ليصل الى 9ر2 بالمائة سنة 2024 في وقت لم يصدر فيه اي بيانات مفصلة عن دول المنطقة ومن بينها تونس.
وتأتي بيانات المؤسسة المالية الدولية، المنشورة ضمن عدد خاص حول “مستجدات آفاق الاقتصاد الإقليمي – منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا” على الموقع الالكتروني للصندوق، في ظل الحرب في غزة وصعوبات حركة الشحن على مستوى البحر الأحمر والتي اثرت على افاق النمو ودفعت نحو تحيين البيانات.
وكان صندوق النقد الدولي قدّر نمو اقتصاد تونس بنسبة 3ر1 بالمائة في 2023 و9ر1 بالمائة في 2024 مقابل 5ر2 بالمائة خلال سنة 2022، وفق بيانات نشرها حول النمو في تقرير آفاق الاقتصاد الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط واسيا الوسطى خلال شهر اكتوبر 2023، والتي ابقى فيها على نفس المعطيات الصادرة ضمن نشرة افريل من نفس التقرير.
وأكد الصندوق في تقريره الجديد لشهر جانفي 2024، أن الصراع اندلع في الوقت الذي كانت فيه المنطقة تشهد تباطؤا في معدلات النمو بالفعل، ليفاقم التحديات القائمة اذ أن مستويات الدين لاتزال مرتفعة، ولم يسجل التضخم انخفاضا كافيا حتى الآن في العديد من الاقتصاديات.
وأشار الصندوق الى ان الوضع تزيد من تعقيده عديد العوامل الأخرى من بينها تخفيضات إنتاج النفط المرتقبة في عدد من الاقتصاديات المصدرة للنفط، والتي تؤثر سلبا على نمو إجمالي الناتج المحلي الكلي ولا سيما دول مجلس التعاون الخليجي ، بالرغم من أن النشاط غير الهيدروكربوني لا يزال قويا.
وأضاف ان الوضع يزيد من تعقده، تشديد السياسات خاصة وان السياسات الكلية التقييدية لا تزال ضرورية لخفض مستويات الدين والتضخم المرتفعة في بعض البلدان.
وقال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، بصندوق النقد الدولي جهاد أزعور، ان ” التطورات المشجعة المتصلة بالتراجع المستمر في معدلات التضخم عبر معظم اقتصادات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تاتي تماشيا مع الاتجاهات العالمية، باستثناء بعض أجزاء المنطقة بسبب الأوضاع الخاصة بكل بلد”.
وأضاف ازعور ” منذ أكتوبر 2023 ، شهدت اقتصادات المنطقة تصاعدا حادا في مستويات عدم اليقين ومخاطر التطورات السلبية، ولا تزال الصورة مشوبة بعدم الوضوح إزاء مدة الصراع ونطاق التصعيد في حين يزيد تصعيد الوضع في البحر الأحمر على صعوبة التنبؤ بتطورات المشهد الحالي، وقد يتسبب في صدمة هائلة لعمليات الشحن، والتجارة الإقليمية، وربما كوابل الانترنات تحت سطح البحر.
ولاحظ ان قطاع السياحة قد يشهد في حال تصاعد وتيرة الصراع، تداعيات محققة أكثر حدة أو ربما دائمة، وقد يؤدي التشديد غير المتوقع لأوضاع التمويل عبر المنطقة، إلى ارتفاع فواتير الطاقة وتكاليف الاقتراض ومن ثم كبح النمو أيضا.
وبيّن أن استجابة السياسات الملائمة، ستكون متوقفة على “مدى تأثر البلدان بالصراع ومواطن الضعف القائمة والحيز المتاح من خلال هذه السياسات”، اذ “حيثما تظهر تداعيات حادة نتيجة الصراع أو تتفاقم المخاطر، سيكون من الضروري تنفيذ سياسات إدارة الازمات وغيرها من السياسات الاحترازية”.
ويتعين، على البلدان الأخرى، وفق أزعور، “مواصلة تعزيز هوامش الامان، كما يجب أن تواصل السياسة النقدية التركيز على استقرار الأسعار، وينبغي تصميم سياسات المالية العامة بناء على احتياجات البلدان والحيز المالي المتاح” لافتا الى “ان الإصلاحات الهيكلية تبقى ضرورية لتعزيز النمو والصلابة على المديين القريب والبعيد” .
وأكد الصندوق في خاتمة التقرير الاستعداد لتقديم الدعم في إطار التزامه تجاه المنطقة ومواصلته توفير المشورة بشأن السياسات والمساعدة الفنية والتمويل لبلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمساعدتها في الوقاية من الصدمات وتسهيل إجراء التصحيحات اللازمة.
علما وانه تمت الموافقة على تمويل بقيمة 27 مليار دولار أمريكي، لصالح منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ مطلع سنة 2020 .