تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الاحد، حول عدد من المواضيع التي تخص الشأن الوطني، أبرزها تسليط الضوء على ظاهرة العنف التي استشرت بشكل كبير في تونس وجعلت المواطنين يعيشون في خوف دائم ‘مما يقتضي وضع استراتيجية متكاملة لمحاربتها’ والتطرق الى عودة الحديث عن تجميع اليسار التونسي والتداول في شأن القوى والتيارات اليسارية في المشهد العام الى جانب الاشارة الى انطلاق الاستعدادات للموسم السياحي لسنة 2024، والتشديد على أهمية العمل المشترك بين مختلف الاطراف المتداخلة لانجاحه.
أثارت جريدة (الصباح) في افتتاحية عددها اليوم، استفهاما جوهريا حول التداعيات الكارثية لازدياد منسوب العنف في تونس وتمدد الجريمة بمختلف أشكالها على كيان المجتمع التونسي والاستقرار الامني معتبرة أنه من المنطقي أن تستحوذ هذه الظواهر السلبية بمختلف تفرعاتها على اهتمام التونسيين وتثير مخاوفهم باعتبار أنهم يعيشون على مدار الساعة على وقع أخبار الجرائم الفظيعة و’البراكاجات’ المروعة التي جعلت المرور من بعض المناطق والشوارع نهارا مجازفة قد تكون عواقبها وخيمة.
وأضافت الصحيفة، أن الارقام المفزعة والصادمة تدعو الى دق نواقيس الخطر والاستنفار من أجل محاربة ظاهرة العنف والجريمة التي استشرت وانتشرت في كل مكان. ولعل ما يزيد من المخاوف تسجيل أكثر من 600 ألف قضية عنف سنويا وما يثير الرعب أن الجريمة تنهي حياة أكثر من 500 شخص سنويا.
وبينت، أنه لا شك أن هذه الوضعية الخطيرة تقتضي ضرورة وضع استراتيجية متكاملة لمحاربة ظاهرة العنف والجريمة من خلال تشخيص أسبابها وايجاد حلول للتصدي لها ومحاصرتها والضرب بقوة وبيد من حديد على أيادي المنحرفين والمجرمين الذين يقترفون جرائمهم دون شفقة ولا رحمة مع تكثيف الدوريات الامنية في محيط المؤسسات التربوية والاحياء الشعبية وحتى المناطق الريفية. ويبدو أن أي تجاهل وعدم تحرك الاطراف المتداخلة بنجاعة وفاعلية قد تكون له تداعياته الكارثية، وفق ما ورد بالصحيفة.
وخصصت، نفس الجريدة، ورقة بصفحتها ‘الوطنية’، لتسليط الضوء على عودة الحديث عن تجميع اليسار التونسي والتداول في شأن القوى والتيارات اليسارية في المشهد العام وتجديد الدعوات الى وجوب الخروج من حالة التشتت والانقسام والاختلاف غير المسبوقة التي أثرت سلبيا على ‘وزن’ هذه القوى في المشهد السياسي تحديدا، وحالت دون قدرته على ادراك مواقع القرار والقوة التي لطالما تعلقت بهم همم أغلب القيادات والناشطين في التيارات اليسارية.
ونقلت جريدة (الصباح)، عن بعض المتابعين للشأن السياسي في تونس قولهم ان طرح مسألة توحيد اليسار في هذه الفترة انما يتنزل في سياق التحضير والاستعداد للانتخابات الرئاسية القادمة على اعتبار أن ذلك يعد ضرورة ملحة لتلافي أخطاء الماضي من ناحية ولضمان حظوظ أوفر لليسار في الصعود الى مواقع القرار والسلطة.
وذكرت أن البعض الاخر يرى أن تحقيق هذا المطلب مسألة ممكنة اذا ما تم التخلي عن ‘معضلة الزعاماتية’ التي لطالما شكلت عامل ضعف ووهن في جسم العائلة اليسارية. ولا يتحقق ذلك الا ضمن مشروع أو مبادرة متكاملة تضع في الاعتبار نقاط التقاطع حول أهمية وجدوى ووجوب تكوين وبناء أحزاب سياسية قوية قادرة على القيام بدورها في المرحلة القادمة وليس الاكتفاء بدور مكمل للمشهد، حسب ما جاء بذات الصحيفة.
أما جريدة (الصحافة)، فقد تطرقت في مقالها الافتتاحي، الى شروع مختلف الاطراف المتداخلة في القطاع السياحي في الاستعدادا للموسم السياحي 2024، من خلال تكثيف اللقاءات المشتركة بين وزارة السياحة وبقية الوزارات حرصا على انجاح هذا الموسم واشعاع الوجهة السياحية التونسية والانفتاح على مختلف الاسواق الواعدة معتبرة أن حسن التنسيق في ما بينهم وحرصهم على نظافة وجمالية المدن واستتباب الامن وضمان سلامة الطرقات وصيانتها باستمرار وتوفير خدمات فندقية بالجودة والمعايير العالمية المطلوبة وحسن الاستقبال، كفيل بضمان اشعاع الوجهة التونسية ومزيد توافد أكثر عدد ممكن من السياح الى بلادنا.
وأبرزت في هذا الاطار، أن هذه الجلسات والاجتماعات المشتركة والمتتالية وتكثيف العمل التوعوي والاتصالي وضبط خطة تسويقية كفيلة بتجاوز مختلف الاخلالات أو النقائص المسجلة في الموسم الفارط وهو ما من شأنه أن يساهم في تقديم منتوج سياحي بالجودة المطلوبة ووفق المعايير الدولية ويستجيب لانتظارات التونسيين في ما يخص السياحة الداخلية والسياح الاجانب على حد سواء وضمان استدامة السياحة التونسية حيث أصبحت اليوم العناية بالبيئة والنظافة عنصرا هاما في الجذب السياحي والترويج للوجهة التونسية.