تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الاربعاء ، على عدد من المواضيع التي تخص الشأن الوطني من بينها تخوفات صندوق النقد الدولي من تراجع النمو ومن ارتفاع التضخم في تونس والتطرق الى تواتر تأجيل التظاهرات الثقافية المرجعية وتدخل رئيس الجمهورية في هذا الشأن فضلا عن تسليط الضوء على المستجدات في قطاع غزة .
وبينت جريدة “المغرب” في افتتاحية العدد ، أن المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستاليتا غورغيفا قدمت بشكل مباشر وصريح اجابتها عن الأسئلة التي طرحت عليها في علاقة بالملف التونسي سواء تعلق الأمر بآفاق العلاقة بين الصندوق والسلطات التونسية أوبالصعوبات التي يواجهها الاقتصاد التونسي والأهم الاصلاحات الأخيرة التي مضت فيها البلاد ومن ضمنها المصادقة على تعديل قانون البنك المركزي بما يسمح للحكومة أن تقترض منه 7 مليارات دينار.
وأضافت في سياق متصل ، أن كل من المديرة التنفيذية للصندوق غورغيفا وكذلك مدير قسم الشرق الأوسط بالصندوق جهاد أزعور ينظران الى الوضع التونسي بحذر شديد مع الخشية من تفاقم المصاعب المالية للبلاد لا جراء عوامل تخصها فقط بل لطبيعة الرهانات التي تواجهها كامل المنطقة ، مبينة أن الرهانات دفعت الصندوق الى مراجعة توقعاته لنسبة النمو لسنة 2024 في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا .
وأكدت الصحيفة ، أن الصندوق على استعداد لتقديم الدعم لتونس ولايزال ينتظر خطوة من تونس تجاهه ، مشيرة الى أنه رغم كلمات رئيس الحكومة بأن تونس لم تغلق أبوابها أمام الصندوق بل هي منفتحة على التعاون معه ، الا أن الصندوق لم يتلق أية اشارة رسمية بذلك ، بل ان وفد خبرائه لم يزر البلاد للقيام بالمراجعات الدورية منذ أكثر من سنة ونصف السنة .
واعتبرت جريدة ” الصحافة ” في افتتاحيتها اليوم ، أن تونس أمام أزمة مركبة ومتداخلة الأبعاد يتقاطع فيها الثقافي مع الاجتماعي ومع الاقتصادي وحتى السياسي ، مبينة أنه رغم انتهاء الرقابة وغياب مقص الرقيب عن الابداع يقود الى ثورة ثقافية بالمعنى الحرفي للكلمة ، الا أن الممارسات القميئة لم تتغير بل لعلها ازدادت وتناسلت .
وأضافت ، أن المعركة الثقافية هي المعركة الأساسية التي لم يتم خوضها حتى الآن ولعلها كانت تكون القاطرة التي تجذب باقي القطاعات لوأحسن القائمون عليها بلورة قضاياها الحقيقية وأتقنوا حوكمة أزماتها المزمنة عبر سياسات جادة ”
وأشارت في سياق متصل ، الى أن غياب الاستراتيجيات الثقافية الكبرى يقودنا حتما الى الدور الموكول الى النخب سواء في علاقاتها بالفاعلين السياسيين أوفي ما يتعلق باسهامها الابداعي والفكري أوفي علاقاتها التفاعلية مع المجتمع ومع القضايا المطروحة فيه ومن بينها قضية مكانة الثقافة.
كما أكدت على ضرورة الاقرار بأن هناك استقالة في صفوف العديد من أفراد النخب التونسية الذين مضوا الى تأسيس مشاريعهم الفردية وآثر بعضهم الابتعاد واختيار مقعد المتفرج في حين انحسر الضوء عن الغالبية العظمى منهم لصالح فئة جديدة من المؤثرين والفاعلين مما يفسر تواتر ظواهر غريبة من قبيل الزوبعة التي تولد في فنجان .
وسلطت افتتاحية جريدة “الصباح” الضوء على الوضع في قطاع غزة ، حيث يبدو أن اسرائيل قررت وخططت وستنفذ في الساعات القليلة القادمة هجومها على مدينة رفح الفلسطينية ، المحافظة الجنوبية الخامسة لقطاع غزة والحاضنة اليوم لحوالي 1.4 مليون فلسطيني ، جلهم من النازحين اليها من مدينة غزة والشمال ومن مخيمات المنطقة الوسطى وبعض سكان محافظة خانيونس ، من اللذين ظنوا أن رفح ستكون ملاذهم من قصف العدو الصهيوني وخطته الهادفة الى ابادة أهالي غزة .
وأضافت الصحيفة ، أن العدو يعلم جيدا أن رفح باتت مكتظة باللاجئين في وضع انساني كارثي دون مأوى فحتى الخيام لم تعد تسعهم وحتى الشوارع لم تعد تتحمل عددهم وأي استهداف لأي مكان في رفح ستكون خسائره البشرية بالآلاف وفظاعاته لن يستوعبها أي عقل ، مشيرة الى أن ، العدو الصهيوني لا يبالي فهو ومنذ 8 أكتوبر يمارس سياسة الأرض المحروقة في الأراضي الفلسطينية التي دمر فيها كل مقومات الحياة ، وخطط لابادة سكان غزة وتهجير من تبقى من بينهم على قيد الحياة دون احترام لمواثيق ولامعاهدات دولية.
أمل