تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الخميس ، على دخول الاحتلال الصهيوني في مرحلة جديدة من حرب الابادة الجماعية باطلاق عملياته العسكرية في منطقة رفح في ظل صمت الضمير العالمي وفشل المنتظم الأممي في التوصل الى قرار دولي يلزمه بايقاف الحرب اضافة الى تسليط الضوء على دولة جنوب افريقيا التي تقدمت بطلب عاجل لمحكمة العدل الدولية بشأن الاعتداءات الصهيونية على رفح .
وأبرزت جريدة ” المغرب” في افتتاحية العدد ، أن خطوة التصعيد الراهنة في رفح الواقعة تحت حزام ناري كثيف من آليات الاحتلال وتهديدات صريحة باجتياحها البري في الساعات القادمة ، لم يغير كثيرا في مشهد التوازنات الدولية ولا في مساعي المجتمع الدولي لمنع ابادة جماعية تتم أمام أنظار العالم ومؤسساته التي عرت الحرب ازدواجية معاييرها وانحيازها الى الاحتلال وحلفائه الغربيين وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية .
وأوضحت ذات الصحيفة ، أنه رغم انتفاضة الشوارع الأوروبية والموقف الاسباني والايرلندي من جرائم الاحتلال الا أن الاتحاد الأوروبي لا يزال عند موقفه القديم القائم على تناسب الرد الصهيوني مع القانون الدولي وان لايقتل الكثير من المدنيين وهو ما بات ينتقده صراحة مفوض الشؤون الخارجية في المفوضية بقوله ” أي حد هو المقبول ” في اشارة الى عدد القتلى المرتفع .
وأضافت ، أن المشهد الدولي كشف عن سوءات الجميع وعن ازدواجية غربية مقيتة بررت مقتل أكثر من 13 ألف طفل في حرب دعمتها القوى الغربية ومنعت تنفيذ قرارات المؤسسات الأممية حتى تلك التي كانت محتشمة كقرار محكمة العدل الدولية التي طالبت الاحتلال بالامتناع عن أي ممارسات للابادة الجماعية بعد الطلب المستعجل الذي قدمته جنوب افريقيا .
ومن جهتها ، بينت جريدة “الصحافة” في افتتاحيتها ، أن المنظومة الأممية بكل هياكلها ومؤسساتها فشلت في وضع حد للحرب الصهيونية على غزة والتي ازدادت توسعا وشراسة بتحول الشطر الشمالي من القطاع الى جبل من الانقاض ومن تحته مدافن واسعة تضم آلاف المفقودين .
واعتبرت في سياق متصل ، أن الضمير العالمي لم يتحرك رغم فضاعة الجريمة ليضع حدا لهذه المأساة الانسانية اضافة الى فشل المنتظم الأممي في التوصل الى قرار دولي يلزم الكيان بايقاف الحرب رغم الصرخة الدولية التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارته لمعبر رفح ، حيث طالب وبصوت عال بايقاف الحرب.
كما أشارت الى فشل العالم ومنتظماته في ” اختبارت الضمير ” والأخلاق وسقوط أوروبا “الديمقراطية ” في التبعية لأمريكا ، فكلما اندفعت الى الاصطفاف ضد روسيا في حربها على أوكرانيا فانها تصطف دون تردد وراء الادارة الأمريكية في دعمها لاسرائيل وفي تبنيها للموقف الأمريكي الذي لم يتعب من ترديد تلك الجملة التي مهدت للجريمة في غزة ومفادها أنه “من حق اسرائيل أن تدافع عن نفسها” .
وأفادت جريدة “الصباح” في ركنها “صباح الخير” ، بأن دماء العروبة دبت من جديد في عروق جنوب افريقيا وتقدمت بطلب عاجل لمحكمة العدل الدوليىة بشأن الاعتداءات الصهيونية على رفح في الوقت الذي اكتفت فيه دول “عربية” بالمتابعة عن كثب أوالتنديد ، رغم أن عدة بلدان في غير مأمن من الصراع القائم في الشرق الأوسط ككل أوفي الأراضي الفلسطينية المحتلة بصفة خاصة .
وأشارت الى أن بلاد نيلسون مانديلا تهرع من جديد لكشف الجرائم الصهيونية ضد الانسانية في فلسطين وحرب الابادة الجماعية ضد هذا الشعب المسلوب من كل الحقوق في أراضيه المحتلة ،مبينة أن جنوب افريقيا أحرجت كل العالم وبالأخص القوى الاستعمارية على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا الداعمة للكيان الصهيوني والتي تستعمل حق الفيتو لتقويض حقوق الشعب الفلسطيني المضطهد في أراضيه المحتلة .
واعتبرت في سياق متصل ، أن هذا أول انتصار للفلسطينيين عن طريق جنوب افريقيا التي رفضت البقاء في موقع المتفرج في ظل تكتل القوى الكبرى مستعملة أضخم الأسلحة عن طريق الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل مقابل قصور الموقف العربي الذي عجز حتى عن مجرد التقدم بشكوى لدى المحاكم الدولية .
وأكدت الصحيفة ، أن دولة جنوب افريقيا لها من الجرأة والثقة في مواجهة الكيان الصهيوني وهذه القوى في المحاكم الدولية ، مشيرة الى أن القصور العربي وتطبيع عدد من البلدان مع الصهانية ومواقف المهادنة والمخاتلة و”الحسابات ” فقد عرتها رياح الحرية القادمة من جنوب افريقيا كما يقابلها “الحوثيون” بالانتصار للحق الفلسطيني في غزة رغم أنهم يتعرضون لشتى أنواع القصف من الجيشين البريطاني والأمريكي .