قامت اللجان المحلّية لمقاومة الحفر العشوائي للآبار في سنة 2023، بإيقاف أشغال حفر ما لا يقلّ عن 123 بئرا بعدد من معتمديات الولاية،, وحجز المعدّات المُستعملة للغرض وتحرير محاضر في حقّ الأشخاص المخالفين، بإعتبار أن حفر الآبار العشوائية يُعدّ “شكلا من أشكال التعدّي على الملك العمومي للمياه”.
وكشف تقرير للمندوبية الجهوية للفلاحة بقفصة بأن ظاهرة حفر الآبار دون الحصول على التراخيص الضرورية،, ما انفكّت تتفاقم من سنة إلى أخرى، حيث قفز عدد المحاضر الجزائية التي حرّرتها المصالح المعنية في حقّ المُخالفين، من 63 محضرا سنة 2021 و102 محاضر في سنة 2022 الى 123 محضرا في السنة الماضية.
وتُشير تقديرات لمندوبية الفلاحة بقفصة إلى حفر ما لا يقلّ عن 6 آلاف بئر عشوائي في العشرية الأخيرة، وخاصة بمعتمديات سيدي عيش وقفصة الشمالية وقفصة الجنوبية والسند، ذات الطابع الفلاحي، وتوسّعت المُستغلاّت الفلاحية وعمليات الإحياء الفلاحي بواسطة الزياتين المُكثفة وأنماط زراعية أخرى كثيرة الإستهلاك للمياه.
وخلّف إستفحال ظاهرة حفر الآبار العشوائية تداعيات سلبية خاصة من ناحية الهبوط الحادّ في منسوب ومستوى الموائد المائية بالجهة وإستنزاف مياه هذه الموائد، من ذلك مثلا أن مستوى هبوط مائدة قفصة الشمالية قد بلغ حدود 9ر0 متر في السنة.
كما تسبّبت هذه الحفريات العشوائية التي تزامن تناميها مع سنوات متتالية من الجفاف، في بلوغ معدلات عالية من الإستغلال المُفرط للموارد المائية بالجهة، السطحية منها والجوفية، حيث تشير مثلا إحصائيات أعدتها مندوبية الفلاحة مؤخرا الى أن المُعدّل الجهوي لنسبة إستغلال مياه الموائد المائية العميقة يُناهز حاليا 169 بالمائة، فيما بلغت نسبة إستغلال الموائد المائية السطحية على الصعيد الجهوي 165 بالمائة.
وتبقى نسب إستغلال الموارد المائدة العميقة بكل من قفصة الشمالية والقطار هي الأعلى بالجهة، حيث تتجاوز 365 بالمائة بالنسبة لمائدة القطار و287 بالمائة في قفصة الشمالية، وبالنسبة لإستغلال المياه المتأتية من الموائد السطحية، فانّ نسب إستغلالها الأعلى توجد بقفصة الشمالية وبقفصة الجنوبية وبالقطار بنسب تصل إلى 197 بالمائة.
وتُقدّر الموارد المائية المُتاحة بولاية قفصة ب210 مليون متر مكعب في السنة، مُقسّمة ما بين 120 مليون متر مكعب مُتأتية من الموائد الجوفية و90 مليون متر مكعب مُتأتية من الموائد السطحية.
وكانت دراسة أنجزها مكتب دراسات في سنة 2020 بطلب من وزارة البيئة والشؤون المحلّية (سابقا)، قد نبّهت من خطر شحّ مياه الموارد المائية الجوفية منها والسطحية بقفصة في حال إستمرّ النمط الحالي لإستغلال هذه المياه على ما هو عليه الآن.
فم