افتتحت مساء أمس الخميس فعاليات مهرجان “جان روش” خارج الأسوار-تونس، الذي يتواصل إلى غاية يوم 25 فيفري الحالي.
وجرى حفل الافتتاح بقاعة سينما أفريكا بالعاصمة التي فتحت أبوابها استثنائيا لأول مرة بعد استمرار غلقها لسنوات، بعد أن كان من المبرمج أن تقام فعاليات الدورة بقاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة في إطار شراكة مع المكتبة السينمائية التونسية.
وينظم هذه التظاهرة معهد البحوث المغاربية المعاصرة بالشراكة مع جمعية مسارب، وبدعم من لجنة الفيلم الاثنوغرافي لمهرجان “جان روش “. وتهدف التظاهرة وفق المنظمين إلى دعم التنوع الثقافي من خلال المواضيع المتعددة التي تطرحها الأفلام المبرمجة، ومرافقة الطلبة في الاحتراف في الكتابة الوثائقية عن طريق الورشات، إضافة إلى منح الجمهور التونسي فرصة اكتشاف عالم الفيلم الاثنوغرافي.
وفي كلمة افتتاحية تحدثت مديرة معهد البحوث المغاربية المعاصرة “كاتيا بواسفان” عن الأفلام الوثائقية المنتقاة للعرض مبينة أنها تحمل الجمهور في رحلة ليغوص في كل التعقيدات الاجتماعية فهي أفلام إيثنوغرافية تتميز بالبحث والعمق والتفكير واحترام كلمات الفاعلين كما تحضر فيها السياسة والشعر على حد تعبيرها.
ومن جانبها شددت “ناتالي لوكا” رئيسة لجنة الفيلم الاثنوغرافي لمهرجان “جان روش” الدولي، على ما تتضمنه الأفلام من جوانب “علمية وعاطفية”، واصفة إياها بالأعمال “الفنية والعلمية” وهذا ما يميز مهرجان “جان روش” وفق تقديرها.
وأشارت إلى أن خروج هذا المهرجان ليحط رحاله في تونس، هو الأول له منذ تأسيسه سنة 1982 في فرنسا وخارجها، لافتة إلى تنظيم مثل هذه الفعاليات سابقا في بيروت (لبنان) وفي متحف حضارات أوروبا والمتوسط بمرسيليا وفي عديد المدن الفرنسية الأخرى.
وتعود فكرة تنظيم هذا المهرجان خارج الأسوار- تونس إلى العام الماضي وتحديدا خلال الدورة 42 لمهرجان “جان روش” بباريس، بحسب توضيحها، مشيرة إلى أن لجنة الفيلم الإثنوغرافي موجودة منذ 1953 من خلال جمعية أسسها عالم الأثنولوجيا المختص في الحضارات الإفريقية “جان روش” (1917-2004)، الذي أحدث هذا المهرجان سنة 1982 ليصبح اليوم من أهم التظاهرات الأوروبية للسينما الوثائقية ذات الصلة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية. ويقدّم المهرجان في شهر ماي من كل سنة أكثر من 70 فيلما وثائقيا تقع برمجتها ضمن مسابقة رسمية أو من خلال حصص وفق مجموعة من المحاور.
وتُولي برمجة الدورة التي تحتضنها تونس هذه الأيام اهتماما خاصا بمسائل الهجرة والمساواة بين النساء والرجال فضلا عن المسائل البيئية. وتقترح على روادها سبعة عروض أفلام أنتجت بين سنتي 2012 و2020 ستليها نقاشات بحضور أصحابها.
وقد ارتكز اختيار الأفلام وفق المنظمين، على إبراز العلاقة بين مهرجان “جان روش” والسينما المغاربية والإفريقية.
واستهلت العروض مساء أمس بتقديم فيلم “بابيلون” لعلاء الدين سليم واسماعيل ويوسف الشابي، تلاه حوار أدارته سهام الصيداوي أستاذة الأدب المقارن بجامعة منوبة والمخرج الفرنسي والباحث في الأنثروبولوجيا ميشال تابت.
وتوفر هذه الدورة أيضا سلسلة من الورشات في الكتابة الوثائقية والتحليل السينمائي، موجّهة لمجموعة من الطلبة تم اختيارهم بعد تقديم ترشحاتهم. وتمثل هذه الورشات فرصة للنقاش حول المشاريع التي سيقدمها المشاركون والمشاركات بتأطير من المختصين في السينما الوثائقية والاثنوغرافية. كما تمت برمجة حصّة “ماستر كلاس” مفتوحة للعموم، يوم 24 فيفري، يشرف عليها المخرج الفرنسي ذو الأصول المغربية “ايفان بوكارا” صاحب فيلم ” Pastorales électriques”، وهي فرصة للتعرّف على مسيرة المخرج وتجاربه السينمائية.
ريم