استكملت بولاية نابل عملية بذر المساحات المبرمجة من الزراعات الكبرى للموسم الفلاحي 2023-2024 والتي تفوق 70 ألف هكتار، منها 23 ألفا و800 هكتار من القمح الصلب، 22 ألفا و300 هكتار من الشعير والقمح اللين، و19 ألفا و200 هكتار من الأعلاف، و4000 آلاف هكتار من البقول الجافة و750 هكتارا من السلجم الزيتي.
ومن المؤمل ان تكون صابة الحبوب خلال الموسم الفلاحي الحالي طيبة مقارنة بالموسم الفارط، حيث من المتوقع ان تبلغ الصابة معدل الإنتاج العادي بالجهة والذي يناهز 1 مليون قنطار، بعد المعدلات النمتدنية لصابة الموسم المنقضي والتي لم تتجاوز 200 ألف قنطار، حسب ما أفاد به رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري عماد الباي، في تصريح لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
وأبرز المصدر ذاته أن الموسم الفلاحي الحالي شهد نقصا كبيرا في البذور الممتازة، حيث لم تتحصل ولاية نابل إلا على 1400 قنطار من القمح الصلب، في حين أن حاجياتها في حدود 6 آلاف قنطار أي بنسبة تزوّد قدرت بـ23 بالمائة، و40 بالمائة بالنسبة للشعير حيث تحصلت على ألفي قنطار من مجموع حاجيات يقدر بـ 5 آلاف قنطار.
وأشار إلى أنه تمّ في المقابل تزويد الجهة بـ5650 قنطارا من البذور العادية المراقبة من القمح الصلب، في حين أن حاجيات الجهة لا تتعدى 4800 قنطار، وذلك لتعويض النقص من البذور الممتازة، لافتا إلى أن 60 بالمائة من مزارعي الحبوب اعتمدوا خلال الموسم الحالي على البذور الذاتية.
كما شهد الموسم نقصا في التزود بالأسمدة الأساسية، حيث لم تتوفر سوى 24 بالمائة من الحاجيات من مادة ثنائي أمونيوم الفسفور (د.أ.ب)، و21 بالمائة من الأمونيتر، بالإضافة على تسجيل نقص بنسبة 37 بالمائة في التزوّد بمادة سوبر 45، وفق نفس المصدر.
وأضاف أنه رغم النقص المسجل في البذور الممتازة والاسمدة والذي سيكون له تأثير على الإنتاج، الا انه من المنتظر أن تشهد صابة الحبوب تحسّنا مقارنة بالموسم الفارط، لاسيما وأنها تبقى مرتبطة بالتغيّرات المناخية وكمية التساقطات التي يمكن تسجيلها خلال الفترة المقبلة والتي ستعود بالنفع على الزراعات الكبرى.
وأرجع عماد الباي تراجع صابة الحبوب خلال الموسم الفارط إلى التغيرات المناخية التي تميّزت بانحباس الامطار وارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الربيعية وهو ما أثر على الحالة العامة للزراعات الكبرى ، حيث تضرّرت مساحات هامة جراء الجفاف ونتج عنه نقص كبير في الإنتاج مقارنة بمعدل الإنتاج العادي.
وأضاف أنه تمّ تمكين عدد من الفلاحين المنتجين للحبوب من شهادة الإجاحة باعتبار أن حالة الجفاف تعد جائحة طبيعية بما يمكنهم من جدولة ديونهم ومساعدتهم على الانطلاق في موسم فلاحي جديد في آجاله، لافتا إلى تواصل المجهودات لحثّ مزارعي الحبوب على الانخراط في صندوق الجوائح لتأمين محاصيلهم وتمكينهم من التعويضات والامتيازات التي توفرها هذه الآلية ومنها جدولة الديون وإعفاء مستغلي الأراضي الفلاحية الدولية من دفع معلوم الكراء.
ومن جانبه، بين رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بمنزل تميم، محمد بن معاوية، أنه من المؤمل أن يكون الموسم طيبا في منزل تميم، التي تقدر مساحات الزراعات الكبرى بها حوالي 40 ألف هكتارا من جملة 70 ألف هكتار في الجهة ككل، وذلك رغم الصعوبات التي تم تسجيلها خلال فترة البذر والمتعلقة بالنقص المسجل في كميات البذور الممتازة حيث اعتمد المزارعون على البذور الذاتية.
وأكّد لصحفيّة وكالة تونس إفريقيا للأنباء أن الموسم يسير بشكل جيد خاصة مع نزول كميات متفاوتة من الأمطار خلال هذه الايام.
وتجدر الإشارة إلى ولاية نابل تساهم بحوالي 15 بالمائة من الإنتاج الوطني من الحبوب، حيث تقدر المساحة الجملية بحوالي 45 ألف هكتار، وتمثل زراعات القمح الصلب 20 بالمائة من المساحات، و20 بالمائة من القمح اللين، في حين يستأثر الشعير ببقية المساحة.
فتح