تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الجمعة، حول عدة مواضيع تخص الشأن الوطني أبرزها تسليط الضوء على التجمع العمالي الذي من المنتظر أن ينظمه الاتحاد العام التونسي للشغل غدا السبت، والتطرق الى انطلاق نوايا خوض استحقاق الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة التي بدأت تبرز وتطفو على السطح يوما بعد يوم مع اقتراب الموعد اضافة الى تخصيص حيز هام للحديث عن زيارة رئيس الحكومة، أحمد الحشاني، الى فرنسا وتأثيرها على السياسة العامة للدولة.
سلطت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي، الضوء على الوقفة العمالية التي سينظمها الاتحاد العام التونسي للشغل، غدا، للتعبير عن رفضه لغياب الحوار وابلاغ رسائل عديدة أمام انعدام تواصل المنظمة مع الحكومة وانقطاع المفاوضات على جميع المستويات وأيضا غياب التواصل حتى مع مؤسسة رئاسة الجمهورية.
واعتبرت الصحيفة، أنه وبصرف النظر عن عناوين التجمع العمالي ‘الضخم’ المبرمج غدا، فان نجاح اي حكومة لا يمكن أن يكون مكتملا في ظل غياب الحوار مع الشريك الاجتماعي والمنظمات الوطنية ككل التي لها اسهام في حركة التحرير الوطني وبناء دولة تونس الحديثة. فجلوس الحكومة مع المنظمة للحوار ليس استنقاصا منها بل يزيد في دعمها وفي حفاظها على استقرار لان هناك قواسم مشتركة بين الطرفين. وأما التجاهل والتغييب المتعمد للشريك الاجتماعي حتى في المسائل التي تعنيه، يدفع المنظمات الوطنية الى المطالبة بمحاسبة الحكومة وبالبدائل القابلة للتحقيق من أجل الخروج من الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب.
وخلصت، الى أنه رغم أن كل طرف مطالب بالقيام بدوره، فان المنظمات الوطنية تبقى دوما في صلب اهتمامات أي سياسة وطنية وأي سلطة قائمة خاصة عندما تكون منظمات فاعلة ولها مكانتها التاريخية، وفق ما ورد بالصحيفة.
وتطرقت صحيفة (المغرب) في ورقة خاصة، الى انطلاق نوايا خوض استحقاق الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة التي بدأت تبرز وتطفو على السطح يوما بعد يوم مع اقتراب الموعد مشيرة الى أنه وان اختار البعض عدم الكشف عن نيته فان البعض الاخر اعتبر أن الوقت مناسبا للافصاح عن ذلك والانطلاق في غمار هذا الاستحقاق الانتخابي الابرز منذ خمس سنوات.
وأضافت، أن العديد من المتابعين لا يستبعدون اجراء تغيير في قواعد اللعبة الانتخابية في ربع الساعة الاخير وتضمين شروط جديدة تحد من عدد المترشحين لافتة الى أنه وفي انتظار ما ستكشف عنه الايام المقبلة أعلن، يوم أمس، أحد الوجوه السياسية البارزة، منذر الزنايدي، الذي تقلد مناصب وزارية عديدة ما قبل الثورة عن عزمه ‘الاستجابة الى نداء الواجب الوطني’. كما أعلنت عديد الوجوه السياسية عن نيتها الترشح على غرار، عبير موسي، رئيسة الحزب الدستوري الحر وألفة الحامدي، رئيسة حزب الجمهورية الثالثة والناشط السياسي، نزار الشعري، بالاضافة الى ائتلافات أخرى قررت دعم مترشح وحيد وأحزاب لم تعلن بعد عن اسم مرشحها. أما أحزاب أخرى فقد اختارت مساندة رئيس الجمهورية في صورة ترشحه، حسب ذات الصحيفة.
من جانبها، اهتمت جريدة (الصحافة) في مقال لها، بزيارة رئيس الحكومة، أحمد الحشاني، الى فرنسا في أول نشاط له منذ تعيينه مطلع أوت الماضي خلفا لنجلاء بودن، معتبرة أن الزيارة حققت أهدافها حيث مثلت فرصة لتأكيد استمرار العلاقة الاستراتيجية مع فرنسا على جميع الاصعدة رغم كل ما يقال عن هذه العلاقة، علاوة على كونها فرصة مناسبة لساكن القصبة ليثبت قدرته على تنفيذ السياسة العامة للدولة التي يرسمها رئيس الجمهورية وفق الدستور الجديد.
واعتبرت في هذا السياق، أن أقوم المسالك لجلب الاستثمار هو ارساء بيئة مناسبة، وهذا ليس بالامر العسير على بلادنا متى توفرت الارادة أولا واتضحت ثانيا المقاربة في ادارة الشأن العام كي لا نرفع السقف ونتحدث عن برنامج، بل يكفي في الوقت الحاضر أن نجنح الى مقاربة انقاذ تشاركية ترسي ثقة بين الدولة والمجتمع وبين القطاع العام والقطاع الخاص ومع الاطراف الاجتماعية وتتم المصارحة بأن الحلول المناسبة لازمة اقتصادية جاثمة منذ عشرات السنين وتفاقمت خلال السنوات الماضية، لا تقف عند حدود الحلول البسيطة والهلامية ذات المردودية المحدودة التي لا توفر القدر الكافي من مواطن الشغل ولا تخلق الثروة التي تسمح بتسيير دواليب الدولة وانجاز البنية التحتية وتطوير الموافق العمومية.