تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية ، اليوم الثلاثاء ، على عدد من المواضيع التي تخص الشأن الوطني من بينها انطلاق حملة جرد شركات المناولة وانهاء أشكال العمل الهش وتنصيب جميع المجالس الجهوية بكامل ولايات الجمهورية اضافة الى التطرق الى الحرب على قطاع غزة في نهاية شهرها الخامس .
وأبرزت جريدة “الصحافة ” في مقال بركنها السياسي ، أن الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات محمد التليلي المنصري ، أعلن أنه تم تحديد فترة تقديم ترشحات أعضاء المجالس الجهوية لعضوية مجالس الأقاليم يومي الخميس والجمعة القادمين 7 و8 مارس ، مضيفا أن انتخابات أعضاء هذه المجالس ستكون مبدئيا يوم 13 مارس الجاري .
وبينت الصحيفة ذاتها ، أن هيئة الانتخابات كانت قد استكملت مؤخرا تنصيب 279 مجلس محلي في مختلف المعتمديات بعد صدور النتائج النهائية لانتخابات النتائج النهائية لانتخابات المجالس المحلية في دوريها الأول والثاني ، مضيفا أن الجلسات الافتتاحية لهذه المجالس برئاسة العضو الحائز على أكثر عدد من الأصوات .
وأشار المصدر ذاته ، الى أنه من المنتظر أن تباشر المجالس الجهوية مهامها في ظرف أسبوع بمقرات الولايات ، مبينا أنه تم الاتفاق مبدئيا مع مصالح وزارة الداخلية على أن يكون غدا الاربعاء موعد تنصيب جميع المجالس الجهوية بكامل ولايات الجمهورية .
واعتبر المتحدث ، أن تركيبة هذه المجالس تعكس المجتمع التونسي من حيث تمثيلية المرأة التي كانت في حدود 16 بالمائة والشباب (تحت 35 سنة) بنسبة 22 بالمائة وكذلك تمثيلية “حاملي ” الذين أصبحوا لأول مرة في تاريخ تونس موجودين في مجالس جهوية بنسبة 11بالمائة وفق تعبيره .
وتطرقت جريدة “الصباح” في مقال بصفحتها الوطنية ، الى تصريح المدير العام لتفقدية الشغل نور الدين التريكي الذي أكد ، أن حملة جرد شركات المناولة وعدد العاملين بها مهمة ليست سهلة في ظل شح المعطيات حول هذه الشركات التي لا تقوم بالتصاريح ، مضيفا أن الحملة التي انطلقت أمس الاثنين ستتواصل لأكثر من أسبوعين .
وأفاد المتحدث ، بأنه تم تكوين لجنتين أحدهما قانونية تترأسها وزارة الشؤون الاجتماعية مكلفة باعداد تصور قانوني لمجابهة ظاهرة المناولة ، مشيرا الى أنه سيتم التنسيق مع السجل الوطني للمؤسسات والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لتوفير معطيات اللازمة لانجاز حملة الجرد تنفيذا لقرار رئيس الدولة الأخير القاضي بانهاء كل أشكال التشغيل الهش .
وشدد المصدر ذاته ، أن التشغيل عبر آلية المناولة يتعارض في شكله المعتمد حاليا مع المواثيق الدولية ، مؤكدا أن الاستغلال التي تقوم به بعض هذه الشركات يرتقي في بعض الحالات الى جرائم الاتجار بالبشر، على حد قوله .
وأضاف التريكي ، أن الاشكال في تنفيذ الحملة يتمثل في ضعف الامكانيات اللوجستية ، مشيرا الى أن وزير الشؤون الاجتماعية تعهد بتوفير السيارات اللازمة للقيام بزيارات ميدانية لانجاز عمليات الجرد .
وبخصوص المستجدات في غزة ، أفادت جريدة ” المغرب ” في افتتاحية العدد ، بأن 5 أشهر من الحرب المتواصلة التي تنقلها منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام بشكل مباشر، انتهت الى أن يصبح الوضع الانساني في القطاع كارثيا في ظل شح كل المواد الأساسية والصحية التي يحتاجها 2.2 مليون انسان لتوفير ضروريات الحياة ومستلزماتها .
وأضافت الصحيفة ذاتها ، أن هذا الوضع لم تحل دونه التحذيرات الصادرة عن مؤسسات دولية كمؤسسة اليونيسيف التي حذرت طوال الأسابيع الفارطة من المخاطر الاضافية الناجمة عن الحرب الصهيونية على قطاع غزة ، وأهمها نقص المواد الغذائية وندرتها والانعكاس المباشر لذلك على حياة الأطفال في القطاع الذي يعاني 3 بالمائة من الهزال الشديد مما يهدد حياتهم .
وبينت في سياق متصل ، أن الموت بات محدقا اليوم بآلاف الأطفال والرضع في قطاع غزة ، وهو حتمي لهم منه في غياب اجراءات عاجلة تضمن تدفق المساعدات الغذائية والصحية بما يتناسب مع حاجيات القطاع الذي يتعرض منذ أكثر من 20 أسبوعا الى حرب مدمرة أودت بحياة عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين ، جلهم من الأطفال والنساء ، في ظل دعم أمريكي غير مسبوق للاحتلال عسكريا وسياسيا .
وأشارت الى أن الحرب كشفت عن الاصطفاف الأعمى للادارة الأمريكية مع الاحتلال ومنعها لأي قرار يصدر عن مجلس الأمن يقضي بوقف الحرب التي باتت اليوم من عناصر الفرز في المجتمع الدولي ، خاصة في ظل تناقض مواقف الدول الغربية منها ، وأساسا الدول الأوروبية التي تشهد اليوم انقسامات حادة في علاقة بالحرب وبالاحتلال .