تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الاربعاء ، عددا من المواضيع المتصلة بالشأن الوطني من بينها تأجيل مرة أخرى جلسة المحاكمة في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد بطلب من المحامي للاطلاع على الملف واعداد وسائل الدفاع قبل الانطلاق في المرافعات بعد غد الجمعة وتسليط الضوء على ارتفاع مؤشرات العنف في المؤسسات التربوية وتسجيل أكثر من 14 ألف حالة عنف منذ بداية السنة الدراسية الحالية اضافة الى الاعلان عن الاجتماع الثلاثي بين تونس وليبيا والجزائر .
وأضافت جريدة ” الصباح ” في افتتاحيتها ، أن لسان الدفاع طالب بالاطلاع على الملف قبل الترافع وكأن هذا الملف غريب ومستجد ، بالرغم من أن أدق تفاصيله معلومة لدى الخاص والعام وبالرغم من الدلائل والاثباتات التي تورط الجهات المنفذة وربما حتى الجهات المحرضة والممولة والجهات التي استغلت وجودها في مفاصل الدولة لطمس الأدلة وغلق الملف وتغييب العدالة .
وأشارت ذات الصحيفة ، الى أن ملف شكري بلعيد وكذلك ملف محمد البراهمي وغيرهما من الملفات القضائية التي فتحت زمن العشرية السوداء ، شهدت كل أنواع التلاعب بالقضاء وتزييفه من أجل طمس الحقائق ومن أجل السماح بافلات المتهمين من العقاب ، مبينة أن الملفات تأخر النظر فيها وتأخر تحميل المورطين فيها المسؤولية بعد أن تحولت وثائقها واثباتاتها من أروقة المحاكم الى مكاتب السياسيين لتكون ورقة سياسية بيد كل مترشح للانتخابات يتناساها ويضعها جانبا بمجرد وصوله الى كرسي الحكم تحت ضغط التوافقات والتفاهمات ولعبة الكواليس السياسية ” .
وبينت في سياق متصل ، أنه من المفروض اليوم أن يكون القضاء قد تحرر من الضغوطات بدليل أن أطرافا عديدة كانت تعتقد بأنها “محصنة ” وجدت نفسها اليوم في مواجهة مصيرها وتحاسب على أفعالها وجرائمها بعد رفع اليد السياسية عنها لتفتح ملفاتها الجديدة والقديمة ولتكون الكلمة للعدالة ولا شىء غير العدالة .
و أكدت الصحيفة ، أنه على القضاء اليوم الاسراع بغلق ملف الاغتيالات السياسية وغيرها من الملفات الأخرى مثل ملف التسفير والغرفة السوداء وما جرى في السنوات التي تلت الثورة من عنف سياسي والذي وصل حد الاغتيالات والسحل وممارسة كل أشكال الهرسلة والعنف المادي واللفظي الذي تحول في بعض الأحيان الى أسلوب مفضل لبعض الجماعات السياسية أوتلك المحسوبة عليها .
وأوضحت جريدة ” المغرب ” في ركنها السياسي ، أن حادثة تعرض تلميذ في مدرسة ابتدائية بجهة صفاقس ، أثارت جدلا وتعاطفا معه بعد تضرر عينه ، مبينة في المقابل استنكار قطاع التعليم تحميل المسؤولية للاطار التربوي ومدير المدرسة وايقافهما وتفصي وزارة التربية من المسؤولية .
وأضافت الصحيفة ، وفق زكرياء داسي مستشار وزير التربية ، أن الذكور مسؤولون عن 75 بالمائة من حالات العنف ، مشيرا الى وضع استراتيجية وطنية تضم عديد الوزارات قصد التصدي للعنف المدرسي والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر تهدف الى تعزيز البرامج الرسمية تشمل محاور لتحفيز السلوكيات الايجابية مثل التعايش السلمي ومناهضة العنف وتخصيص حيز زمني أثناء حصص التدريس للحوار حول الظاهرة والتركيز ضمن الملتقيات والمهرجانات المدرسية على مواضيع العنف والمخدرات اضافة الى تنظيم حملات توعوية للتعريف بمخاطر تعاطي المخدرات .
وأشار المتحدث لذات الصحيفة ، الى أن من بين أسباب تفشي ظاهرة العنف في الوسط المدرسي الاكتظاظ داخل الأقسام ونقص الموارد البشرية في المؤسسات التربوية وتأثير أفلام العنف والمواقع الالكترونية ، مبينا أنه تم تجهيز 98 بالمائة من المؤسسات التربوية بكاميرات مراقبة وسيتم استكمال تعميمها على كل المدارس والمعاهد مع موفى 2024 لتصبح نسبة التغطية 100 بالمائة وذلك بهدف ابعاد الدخلاء على المحيط المدرسي والحد من ظاهرة العنف وتعاطي المحذرات .
وحذر ذات المصدر ، من أن العنف ينطلق من التنمر ويصل الى حد الانتحار ، لافتا الى وجود أزمة قيم بما يؤثر على المدرسة .
واعتبرت جريدة “الصحافة” في افتتاحيتها ، أن عديد المتابعين للشأن المغاربي يتحدثون عن امكانية بروز كيان جديد تكون البلدان الثلاثة التي أقرت الاجتماع الدوري أبرز مكوناته مع احتمال قوي لالتحاق موريتانيا به .
وأضافت الصحيفة ، أن الهدف هو اعادة الروح الى اتحاد المغرب العربي الذي يعيش سباتا شتويا منذ فترة طويلة لكن دون المغرب الأقصى بعد أن اختار هذا البلد توجهات سياسية واقتصادية متناقضة مع باقي البلدان وفي ظل تنامي التصعيد بينه وبين الجزائر الى حد الوصول الى القطيعة ربما تكون بلا رجعة ومع وجود جفاء مع تونس بدأت ملامحه تظهر منذ فترة وما فتئت الهوة تتعمق ولا يبرز أفق لرتقها في المدى المنظور .
وأكدت في سياق متصل ، أن المنطقة المغاربية تحتاج أكثر من أي وقت مضى الى رأب الصدع ، مبينة أن الأوضاع الراهنة تتطلب مزيد التنسيق من أجل الخروج من مأزق لعبة الأمم والتي هي قطعا في أتونه في هذه المرحلة .