تطرقت بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الخميس ، الى عدد من المواضيع التي تهم الشأن الوطني من أبرزها الزيارة غير المعلنة لرئيس الجمهورية قيس سعيد الى مستودع القطارات بجبل الجلود ومحطة المترو الخفيف بتونس البحرية ومعاينة حجم الخراب الذي يشكوه هذا المرفق العمومي والاقالات التي شملت كل من وزير النقل ربيع المجيدي ووزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي فضلا عن تسليط الضوء على تواصل الحرب الصهيونية على قطاع غزة التي بلغت يومها ال160 دون بوادر لحلحلة الأزمة الانسانية في القطاع .
اعتبرت جريدة (الصباح) في افتتاحية عددها اليوم ، أن الاهمال المسجل في مستودعات وسائل النقل العمومي والسيارات الادارية ليس الا وجها من وجوه الفساد التي تنخر عديد المؤسسات وخاصة في القطاع العمومي ، فالاهمال ليس فقط في قطاع النقل بل أيضا في قطاعات أخرى على غرار المشاريع الكبرى والبنية التحتية الرياضية وغيرها …وهو ما يقف حائلا دون تحسن أداء القطاع العمومي والمرفق العمومي ككل، مشيرة الى أن الفساد يستشري كالسرطان ويعطل قطار التنمية وليس قطارات الضواحي أوالمترو فقط ، ومقاومته تتطلب نفسا طويلا وجهدا كبيرا مما يجعل مواجهته صعبة.
وأضافت الصحيفة ، أن الثورة قامت بسبب الفساد لكنه لم يتسن القضاء عليه بل تغيرت أساليب الفساد وطرقه خلال العشرية الأخيرة وأصبح له عناوين عديدة وأصناف مختلفىة لكنه في النهاية قوض كل الأسس والاهمال في مستودعات شركات النقل العمومي واحد من أوجه هذا الفساد .
وخلصت الى أن مقاومة الفساد تقتضي مقاربة تشاركية بين مختلف الأطراف المتداخلة لتطبيق القوانين الصارمة وتواجد كفاءات قادرة على تنفيذ هذه الاجراءات المقاومة للفساد لامسؤولين محكومين تكون أيديهم مكبلة بنواميس وتدابير سابقة علاوة على توفير الآليات اللازمة للقيام بذلك باعتبار أن المرفق العمومي يعيش تحت وطأة عديد الممارسات التي تعيق تطوره وتعطل قيامه بدوره على الوجه الأكمل .
وتساءلت جريدة (الصحافة) في مقالها الافتتاحي ، عن أسباب الاقالات التي شملت مؤخرا كل من وزير النقل ربيع المجيدي ووزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي ومدى علاقتها بشبهات فساد عالقة بالوزيرين ، أم أن المسألة في علاقة بغضب الرئيس وبالتالي فهي مجرد ترجمة لهذا الغضب الذي لم يخفه في زياراته غير المعلنة لعدد من المؤسسات الثقافية ولعدد من مستودعات النقل ؟
وأكدت الصحيفة ، على أن الوزيرين لم تتم اقالتهما بسبب تورطهما في ملفات فساد بل في الواقع ، فان أسباب الاقالة هي في علاقة مباشرة بضعف أداء الوزيرين مما يعني أن الخطأ في الأصل كان في مستوى “الكاستينغ “، مبينة أنهما لم يكونا في مستوى ما عهد اليهما من أدوار كبرى في “دولة الرئيس “المحاصرة في الواقع بسياقات صعبة اقتصادية واجتماعية وسياسية .
ولاحظت في سياق متصل ، أن اقالة الوزيرين لها ما يبررها بقوة ويكفي النظر في حال القطاعين لندرك حجم المبررات ولندرك أيضا بأن “الكاستينغ” منذ البداية كان بمقاييس خاطئة ، باعتبار أن المرحلة تحتاج الى كفاءات قادرة على اسناد مؤسسات الدولة ولا تحتاج الى “ولاءات ” غير مؤهلة لتحمل المسؤولية ، مشيرة الى أن “الكاستينغ ” القادم سيكون بوجوه مكشوفة وعلى أساس الكفاءة لاغير وأن تكون السياسات العمومية وفي كل القطاعات بعناوين واختيارات واضحة حتى يتحرك الجميع على ” خط سيادي واحد ” .
ومن جانبها سلطت جريدة (المغرب) الضوء في الافتتاحية ، على الحرب الصهيونية على قطاع غزة التي بلغت يومها ال160 دون بوادر لحلحلة الأزمة الانسانية في القطاع ناهيك عن ايقاف حرب الاحتلال على القطاع في ظل استمرار المنتظم الدولي والدول العربية في التعاطي مع الأحداث على أنها معركة سياسية بين الاحتلال والمقاومة ممثلة في حركة حماس .
وأشارت الصحيفة ، الى أن الاحتلال بات اليوم يتهم من قبل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “جوزيب بوريل” باستخدام المجاعة سلاحا في “غزة ” وذلك في كلمته له خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي ، مبينة أن ما يقوله المسؤول الأوروبي بعد خمسة أشهر من الحرب المدمرة على الفلسطينيين ، اقرار بفشل غربي وعربي في منع الابادة الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة ، والتي بدأت بالقاء القنابل ووصل اليوم الى حرب التجويع والترهيب الذي بلغ أوجه بقصف تجمعات وقوافل المساعدات الغذائية في القطاع .
وذكرت ، أن الوضع لا يغير من معادلة الادارة الأمريكية التي باتت اليوم تعلن عن تبنيها لمقاربة الانزال الجوي للمساعدات في قطاع غزة في انتظار استكمال بناء رصيف بحري بعد شهر من الآن ، ولكنها تتمسك برفض أي قرار ينهي الحرب أويجبر الاحتلال على فتح المعابر البرية لادخال المساعدات .
وخلصت الصحيفة الى أن تواطؤ ورياء الادارة الأمريكية جعل الصين تتهمها بشكل صريح اليوم بافشال أي مساع لانهاء الحرب ، ومنها المسعى الجديد الذي باشرته الأردن بدعوتها الى اصدار قرار دولى ينهي الحرب في القطاع ويلزم الاحتلال بذلك لتجنيب المنطقة حربا أوسع باتت تستعر نيرانها في لبنان وفي اليمن .