تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الجمعة ، حول عدد من المواضيع التي تخص الشأن الوطني من أبرزها قرار اغلاق معبر رأس الجدير الحدودي وتداعياته السلبية على الحركة التجارية وعلى حركة المسافرين من الجانبين والتطرق الى ملف النقل العمومي الذي يستوجب اجراءات عاجلة لانقاذ هذا القطاع الحيوي اضافة الى تسليط الضوء على المبادرة الوطنية للخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي أعلن عنها الناشط السياسي والمحامي العياشي الهمامي منذ 3 أسابيع .
واعتبرت جريدة (الصباح) في افتتاحية اليوم ، أن تواصل أزمة المعبر وغلقه لن يخدم الا لوبيات التهريب التي تفتعل أحيانا الاشتباكات حتى تستغل المعابر غير القانونية لتهريب السلع في الاتجاهين ، ثم ان فقدان المواد التجارية ، التي تدخل بطرق قانونية من الأسواق يغذي بدوره التهريب ويغذي مسالكه .
وأضافت الصحيفة ، أن هذه الوضعية المعقدة للمعبر الحدودي ، قد تزداد تعقيدا خاصة مع اعلان وزارة الداخلية حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا انسحابها من المعبر والتوتر الذي يشهده الجانب الليبي بعد صراع حكومة الدبيبة مع بعض المجموعات المسلحة التي ظلت لسنوات تبسط هيمنتها على هذا المعبر وتتحكم في نسق العبور وتوقيته ولم تنجح حكومة الدبيبة المعترف بها دوليا رغم الأزمة الانسانية الليبية في بسط هيمنتها بشكل كامل على المعبر وتأمينه ولم تمنع الاضطرابات الأمنية التي تبرز من حين الى آخر .
وأكدت في سياق متصل ، أن تونس وبالاتفاق مع الجانب الليبي الرسمي وكل دول المنطقة الداعمة للاستقرار يجب أن تبادر الى وضع خطة عمل ناجعة لادارة المعبر بعيدا عن كل الاضطرابات الممكنة ، بما يضمن انسيابا للحركة التجارية ولحركة المسافرين وأن تكون هذه الخطوة تأسيسا لاستراتيجية بعيدة المدى تهم معبر رأس جدير وكذلك معبر الذهيبة وهما من المنافذ البرية التي لها أهمية كبرى بالنسبة لتونس .
وتطرقت جريدة (الصحافة) في مقال بركنها (مجتمع) ، الى ملف النقل العمومي الذي يعد من الملفات الثقيلة التي تتطلب اجراءات تتماشى وحجم الخراب الذي طاله ، اجراءات تغير واقعا لفظه التونسي وقد باتت يومياته صعبة جراء هذا القطاع الذي يشير بأن كل مقومات صموده آيلة للسقوط
وأشارت الصحيفة ، الى أن التحديات المطروحة اليوم هي انقاذ هذا القطاع الحيوي وتعديل مساره ليصبح قاطرة نمو لا عبءا على الدولة والمواطن ، مبينة أنه لاغرابة ما بلغه القطاع من خراب ، فالأسباب معلومة وقد عبثت به أيادي المفسدين لسنوات طوال كغيره من القطاعات التي طالها الفساد .
وأضافت في سياق متصل ، أن بلادنا تعرف تدهورا كبيرا لمستوى خدمات النقل تمثلت في تهرؤ أسطول الحافلات والقطارات والمترو والاكتظاظ وانعدام الجانب الأمني في السفرات التي توفرها الشركة ، مبرزة أن الخدمات باتت تصنف تحت سقف الحد الأدنى لا تتماشى مع المواصفات العالمية ، فقد أصبحت وسائل النقل العمومي تعاني أزمة مزمنة أثرت بشكل واضح على صورة القطاع وثقة الحرفاء مما انعكس سلبا على مردودية هذا القطاع الحيوي الذي يعد شريان البلاد وقبلة الحرفاء على المستوى الاقتصادي .
ومن جانبها اهتمت جريدة (المغرب) في ورقة بصفحتها السياسية ، بالمبادرة الوطنية للخروج من ” الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ” التي أعلن عنها الناشط السياسي والمحامي العياشي الهمامي ، والتي دخلت حاليا مرحلة الاتصال بالأطراف السياسية لاطلاعهم عليها وتوضيح آرائهم ومواقفهم منها والاجابة على كافة استفساراتهم وتحفظاتهم .
وأكد الهمامي ، أنه سيتم خلال شهر مارس الجاري تقدير نتائج هذه الاتصالات والأطراف التي تفاعلت ايجابيا للانطلاق في عقد اجتماعات مشتركة مع أحزاب وشخصيات وطنية وجمعيات ومنظمات ، مشيرا الى أنه تم تكوين فريق اتصال يضم عدد من المناضلين يتبنون التمشي الموجود في المبادرة ويضم الفريق كلا من الوزير السابق محمد الحامدي والمحامية دليلة بن مبارك وفوزي عبد الرحمان ، والأستاذ كريم المرزوقي .
وسيقوم الفريق وفق المصدر ذاته ، بضبط المواعيد وعقد لقاءات مع الأطراف السياسية وبعض الشخصيات الوطنية وبعض الجمعيات الكبرى لعرض المبادرة ومناقشتها في انتظار القيام بتقييم حول مدى التفاعل الايجابي واتخاذ قرار اما بمواصلة النقاشات وعقد اجتماعات مشتركة أوانهائها وأضاف الهمامي ، أنه سيتم في صورة التوافق على المشاركة في الانتخابات الرئاسية اختيار مرشح مشترك ، وفي صورة تم اقرار المقاطعة ، فسيتم الاعلان عن ذلك رسميا وليس عبر بيان ، مشيرا الى أن المنظمات الوطنية معنية أيضا بالمبادرة وحسب خصوصية وموقع كل منظمة أي أنه لن يطلب منهم التدخل في العمل السياسي وانما الاطلاع على موقفهم وانتظاراتهم من الانتخابات وانتقاداتهم للواقع وآمالهم .