تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم السبت ، حول عدة مواضيع تهم الشأن الوطني من أبرزها موضوع الحريات وتحديدا حرية التعبير التي أثارها رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال لقائه مساء أول أمس بالرئيس المدير العام لمؤسسة “سنيب لابراس ” الصحافة اليوم ومفوض دار الصباح اضافة الى تسليط الضوء على الذكرى الثامنة والأربعين ليوم الأرض التي تتزامن مع استمرار جرائم الابادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني .
واعتبرت جريدة (الصحافة) في افتتاحية عددها اليوم ، أن المشهد الاعلامي كما أشار الى ذلك رئيس الجمهورية متنوع فيه ما فيه من جدية ومن مصداقية وما فيه أيضا من ابتذال وابتزاز وهذه المسألة يمكن للمهنة ومؤسساتها أن تسعى لتعديلها ، مبينة أنه لا يمكن أن ننكر أن هامش الحريات حقيقي وفعلي ولا أحد فرض على المؤسسات الاعلامية خطها التحريري بشكل رسمي ومباشر أوفي شكل تعليمات فوقية كما كان يحدث سابقا وهذا ما يمكن ملاحظته في بلاتوهات الحوارات الاذاعية خاصة والتلفزيونية وفي الصحافة المكتوبة .
وأكدت الصحيفة ، أنه على كل مؤسسة أن تتحمل مسؤوليتها المهنية والقانونية في حال تجاوزها لأخلاقيات العمل الصحفي وان هي سمحت لنفسها بالدخول في منطقة هتك الأعراض أوالانخراط في أعمال عدائية ضد الدولة ومؤسساتها وما عدا ذلك فان المشهد الاعلامي بما فيه من جدية ومصداقية وما فيه أيضا من ابتذال وابتزاز يمكن تعديله لكن دون المساس بما نعتبره مكتسبات في علاقة بالحريات وحرية التعبير تحديدا .
ومن جانبها ، تطرقت جريدة (الصباح) في افتتاحيتها الى احياء الذكرى الثامنة والأربعين ليوم الأرض الذي يأتي على وقع استمرار أعنف وأشنع جرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية على الاطلاق يرتكبها الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة منذ النكبة ، وحتى مقارنة بالجرائم المقترفة في تاريخ الانسانية .
وأضافت الصحيفة ، أن يوم الأرض يصادف هجمة اسرائيلية شرسة غير مسبوقة على جميع الأصعدة تستهدف ما له علاقة بالوجود الفلسطيني وتتزامن مع تصعيد الاعتداءات على ما تبقى من فلسطين التاريخية وعلى ممتلكات وأراضي فلسطينيي الداخل ومدن الضفة الغربية بالمصادرة والتهويد مع الامعان في تنفيذ مخططات الاستيطان وعزل مدن وقرى الضفة الغربية عن بعضها البعض عبر جدار الفصل العنصري .
وأشارت في سياق متصل ، الى أن يوم الأرض يجسد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه وتحولت أحداثه من حركة احتجاجية الى رمز للتذكير بسياسات الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ النكبة وحتى اليوم تجاه الفلسطينيين في الداخل وأيضا تجاه جل سكان الضفة الغربية وقطاع غزة ، مبينة أنها مناسبة للتأكيد على وحدة الصف الفلسطيني من أجل هدف واحد وهو المقاومة لكسب معركة الوجود والبقاء والتحرر من الاستعمار.
وأثارت ذات الصحيفة ، في مقال بصفحتها الوطنية استفهاما جوهريا ، حول الضبابية المخيمة والتداخل المطروح في مستوى المهام والصلاحيات بالنسبة للهياكل المنتخبة وعلاقة بعضها ببعض من ناحية وعلاقتها مع السلطات المحورية ممثلة في المعتمد والوالي وأيضا البلديات من ناحية ثانية لا سيما في ظل الاختلاف المطروح بين العلاقة بين هياكل دستورية أوالعلاقة بين هياكل وظيفية وأخرى رسمية محورية محلية وجهوية لتكشف عن ما سماه البعض ب”فراغ تشريعي ” تتحمل السلطة التنفيذية تبعات تأخرها في اعداده وتقديمه لتيسير مهام وأدوار هذه المجالس والهياكل الجديدة التي جاء بها دستور 2022 وتحديد وتنظيم صلاحياتها بما ينسجم ويتناغم مع التوجه لتكريس منظومة جديدة في جمهورية جديدة .
ويرى المختص في الحوكمة والمتابع للشأن الانتخابي محمد الضيفي ، أن الضبابية هي المخيمة على المشهد اليوم في ظل الوضع الحالي بعد ادراك المراحل النهائية في مسارانتخاب المجالس المحلية للجهات والأقاليم ، مضيفا قوله” الى حد الآن تم انتخاب هياكل ولكن لا أحد يعرف المهام الموكولة لها ، فهيئة الانتخابات أخطات حين اعتبرت أنه يمكن الاعتماد على مجلة الجماعات المحلية لمعرفة مهام مجلس الجهات والأقاليم في حين أن رئيس الجمهورية سبق أن أكد أنه لا علاقة لهذه المجلة بذلك ” .
واعتبر المتحدث ذاته ، أن الومضات التلفزية التي اعتمدتها هيئة الانتخابات حول هذه الهياكل المنتخبة الجديدة قدمت معطيات لا سند قانوني لها ، مضيفا أن المجلس الوطني للأقاليم والمجالس المحلية والجهوية اليوم لاعلاقة لها بالمجلس المحلي القديم ، فالنواب الذين تم انتخابهم لا يعرفون صلاحياتهم رغم أنهم قدموا وعودا انتخابية تقوم على تقديم مشاريع تنموية في حين أن القوانين المنظمة لهذه الصلاحيات لم تصدر بعد .