أكد الناطق الرسمي بإسم التيار الشعبي محسن النابتي أن ما يحدث منذ أيام في المعبر الحدودي رأس جدير هو طور آخر في اجندا إستخدام الأزمة الليبية كبؤرة ضغط على مثلث تونس الجزائر ومصر
وأوضح النابتي في حوار لجريدة الشروق في عددها الصادر اليوم الإثنين أن الأحداث الأخيرة تندرج في نطاق مسار تذويب الدولة الليبية وجعل التقسيم الترابي أمرا واقعا مشددا على أن ما يسمى المجتمع الدولي الذي يرفع شعار الديمقراطية والاستقرار لا يهمه في ليبيا سواء ملفين اساسيين هما الهجرة غير النظامية بالنسبة إلى الإتحاد الأوروبي وملف الإرهاب بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التي تريد أن تحكم سيطرتها على الجماعات الإرهابية المتواجدة على الأراضي الليبية.
وأشار في هذا الصدد أنه منذ إندلاع الأزمة الليبية أدى إضعاف كيان الدولة إلى تقسيم المجال الترابي بين الميليشيات ومنها ميليشيات زوارة التي سيطرت على المنفذ الجمركي رأس جدير وميناءي الخمسة ومصراتة وهي المعابر الرئيسية للتجارة والإرهاب والإتجار بالبشر والتدفقات المالية واللوجيستية للإرهاب.
ورجح محسن النابتي في هذا الإطار أن تكون الولايات المتحدة تريد في نطاق ترتيبات جديدة السيطرة على هذه المنافذ الثلاثة للتحكم في أخطبوط الإرهاب وهو ما خلق حالة تصادم بين الحكومة الشرعية والميليشيات التي تحولت إلى دولة داخل الدولة الليبية يتحدد ولاؤها الداخلي والخارجي على مبدأ من يدفع أكثر.
وأشار في المقابل إلى أن صعود هذه الميليشيات منذ عام 2011 جاء في نطاق أجندا فرنسية للسيطرة على الغرب الليبي من أجل استهداف البنية الإجتماعية للمغرب العربي لتتمكن من الإشتغال على أهداف كبرى في مقدمتها الضغط على الجزائر وهو ما جعل الغرب الليبي نقطة تمركز للميليشيات الارهابية والاديولوجية والقبلية.
وأكد النابتي أن افتعال أزمة على الحدود في هذا التوقيت بالذات يهدف إلى خلق بؤرة إستنزاف أمني وإقتصادي لتونس داعيا الحكومة إلى فتح معابر أخرى مع غرب ليبيا كبدائل لمعبر رأس جدير لتامين استدامة المصالح التجارية والإجتماعية وتخفيف مستوى الضغط الأمني على تونس.