تركزت اهتمامات بعض الصحف التونسية اليومية الصادرة، اليوم الثلاثاء، حول عدد من المواضيع أبرزها الوضع في قطاع غزة، مع حلول عيد الفطر المبارك، حيث يعيش الاطفال كل أنواع جرائم الاحتلال وتتمثل أقصى أمانيهم في يوم عيد دون قصف الى جانب تسليط الضوء على احياء بلادنا الذكرى 86 لعيد الشهداء التي شكلت منعرجا حاسما في حرب التحرير الوطني ضد المستعمر الفرنسي.
“أطفال غزة يسألون … هل هناك قصف يوم العيد؟”، هو العنوان الذي اختارته جريدة (الصباح) لافتتاحية عددها اليوم، مشيرة الى أن هذا هو حال أطفال غزة الذين خبروا كل أنواع جرائم الاحتلال من اغتيال وقصف وتجويع وابادة جماعية وهم لا يسألون عن ملابس العيد وهدايا العيد ولا ينتظرون لعبا ينسون معها أزيز القنابل وصوت الصورايخ وكابوس الاحتياجات المستمرة ليلا نهارا …” أطفال غزة وبينهم من بترت أطرافه دون تبنيج يسألون العالم ‘هل هناك قصف يوم العيد؟’، وقناعتنا أنه لا أحد اليوم يملك الشجاعة ليقدم اجابة مقنعة لاطفال غزة والمحرومين من حقهم في الحياة وهم الذين يواجهون بصلابة مذهلة وصبر عجيب كل المحن أمام أحد أعتى جيوش الاحتلال المدعوم من كل العالم”.
وأضافت الصحيفة “أن ما يحدث أن غزة انتقلت لعيش حياة بدائية أولى، حيث يعيش الناس في خيم تغيب عنها أبسط مقومات احترام الذات البشرية ويقتاتون على الاعشاب والخبيزة وأعلاف الحيوانات ان توفرت ويشربون المياه الاسنة ويطبخون على الحطب “… لافتة الى أن كل ذلك يحدث فيما يتابع العالم أطوار هذه الحرب الجماعية على المباشر. أكثر من أربعة عشر طفلا في غزة قتلوا وأكثر من أربعين ألفا أصبحوا يتامى بسبب الجوع والامراض.
وخلصت الى أن غزة في عيدها تردد ما قاله المتنبي ‘بأي حال عدت يا عيد’ ونحن بدورنا نقول “ان من شاركوا في بتر أعضاء أطفال غزة لن يتمكنوا من بتر أحلامهم وهم الاطفال الابطال الذين يعلمون شعوبا ودولا أصابها العقم كيف يكونون أحياء”، وفق ما ورد بالصحيفة.
وتطرقت نفس الصحيفة، في ورقة خاصة، الى احياء بلادنا الذكرى 86 لعيد الشهداء احتفاء بأحداث 9 أفريل 1938 بما سجلته من أحداث دامية ومستجدات قمعية لقوات الاحتلال الفرنسي ضد التونسيين باعتبارها حادثة أليمة سالت فيها الدماء الزكية لعدد من التونسيين وتأتي في سياقات وطنية واقليمية وعالمية جعلتها راسخة في أذهان التونسيين ونقطة مفصلية في تاريخ تونس المعاصر نظرا لما تحمله من رمزية وتأكيد لتطور في وعي الحركة الوطنية في الثلاثينات من القرن الماضي التي ميزت توجهات مسار الحركة في النضال ضد الاستعمار وتحشيد كل القوى الوطنية والشباب التونسي بالاساس في الدفاع عن استقلال تونس.
وأضافت أنه رغم تراجع الاحتفاء بمثل هذه المناسبات الوطنية بشكل لافت في السنوات الاخيرة، حسب اجماع عديد الجهات والمتابعين للشأن الوطني، الا أن أحداث هذه المناسبة تظل خالدة ومفصلية في تاريخ تونس النضالي ودور الحركة الوطنية في مسار التصدي ومقاومة المستعمر الفرنسي نظرا لما تحمله هذه الذكرة من دلالة ورمزية ومعنى في مسار النضال من أجل استقلال تونس والتمهيد لتأسيس الدولة الحديثة.
وفي سياق متصل، اعتبرت جريدة (الصحافة) أن 9 أفريل، ذكرى خالدة متوهجة في سجل التاريخ المعاصر لتونس وسميت بعيد الشهداء لانها تخليد لملحمة تونسية حقيقية ثار خلالها التونسيون في يوم مشهود ضد المستعمر الفرنسي وخرجوا في مظاهرة حاشدة في قلب العاصمة رافعين شعارات موجهة لفرنسا ‘الكولونيالية’ طالبوا خلالها باصلاحات سياسية عميقة وبتأسيس برلمان تونسي.
وأضافت أنه “بعيدا عن التفاصيل التي حفت بهذه اللحظة التاريخية، التي لا بد دوما من التذكير بها خاصة الاجيال الجديدة، فاننا يمكن أن نطرح تساؤلات مهمة بهذه المناسبة عن الاشتباك القائم بين التونسيين وتاريخهم وعن بعض الردة التي عشناها في العشرية الاخيرة التي تزعمتها بعض التيارات السياسية وذلك في سياق الطفح الثوري وما رافقه من غوغاء وصخب اختلط فيه الحابل بالنابل وعرفت ذروته خاصة من خلال التمشي الذي اعتمدته هيئة الحقيقة والكرامة التي تم توظيفها لتكون بمثابة انتقام رمزي من بعض الشخصيات التاريخية والتشكيك في أهم المحطات التاريخية التونسية التي شملت حتى الاستقلال”.
وأثارت الصحيفة في هذا الخصوص استفهاما جوهريا “حول مدى امكانية القول بأن تونس قد فضت الاشتباك نهائيا مع تاريخها المعاصر أو أن الامر ما يزال محل نقاش وخلاف؟”.