اعتبر رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بمعتمدية ماجل بلعباس في ولاية القصرين يوسف منصوري، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن تجربة الحبوب المروية بالمنطقة كانت رائدة “لاقت نجاحا رغم الصعوبات”، وهو ما جعل الفلاّحين يبادرون خلال الموسم الزراعي الحالي بالتوسع في المساحات السقوية إلى أكثر من 400 هكتار بين قمح وشعير، مقابل 130 هكتارا في الموسم الفارط.
وبين منصوري في ذات التصريح أن هذه التجربة، التي انطلقت منذ الموسم الفلاحي المنقضي بمعتمدية ماجل بلعباس، كانت بديلا عن الحبوب البعلية في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تعيش على وقعها كافة مناطق المعتمدية وجهة القصرين ككل، بسبب الجفاف وانحباس الأمطار وقلة التساقطات طيلة السنوات الماضية، موضحا أن التحدي بالنسبة لهذا الموسم يتمثل في بلوغ 45 قنطارا في الهكتار الواحد.
وذكر أن أكثر من 100 فلاح، موزعين على عمادات ماجل بلعباس السبع، انخرطوا هذا العام في زراعة الحبوب المروية رغم الصعوبات المطروحة في الموسم المنقضي، والتي قال إنها تعلقت خاصة بصعوبة حصول الفلاّحين على البذور الممتازة، وعدم تمكينهم من الكميات المطلوبة مع عدم توفر ديوان حبوب ومركز تجميع بمعتمدية ماجل بلعباس (الذى تم غلقه بعد الثورة) إلى جانب النقص الفادح المسجل في سماد الأمونيتر وغلاء سعره .
ولفت الى أن زراعة الحبوب، تبقى أفضل من زراعة الطماطم والخضروات، من حيث استهلاكها للمياه باعتبارها تستهلك كميات أقل، مؤكدا ضرورة تدخل مختلف الأطراف ذات الصلة لتذليل الصعوبات التي يواجهها الفلاح الذي توجه نحو زراعة الحبوب السقوية، واعتبر أن التشجيعات التي تقدمها حاليا الدولة للفلاحين الذين انخرطوا في زراعة الحبوب المروية “متوسطة”، ولا يمكن لها أن تساهم في تطوير هذا القطاع الواعد ( قروض عن طريق البنك التونسي للتضامن تقدر ب1500 دينار في الهكتار الواحد).
وتبلغ المساحة المبرمجة لموسم الزراعات الكبرى بالولاية للموسم الفلاحي الحالي 85 ألف هكتار ، تم بذر 36 ألفا و800 هكتار منها (5600 هكتار مروية بين قمح وشعير)، 60 بالمائة منها في معتمدية فوسانة التي تحتل المرتبة الأولى في إنتاج الحبوب المروية تليها معتمدية ماجل بلعباس، علما وأن نسبة انبات الحبوب المروية خلال الموسم الفلاحي الفارط ( 2022 -2023 ) كانت منعدمة بسبب انحباس الأمطار.
جدير بالذكر أن أغلب مناطق ولاية القصرين سجلت اليوم الإثنين تهاطل كميات متفاوتة من الأمطار تراوحت بين 2 و3مم، وكان ذلك محل استبشار من قبل الفلاحين والمواطنين على حدّ السواء.