تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الثلاثاء ، حول عدة مواضيع تهم الشأن الوطني من أبرزها تحديد موعد الانتخابات الرئاسية خاصة بعد تواتر الترشحات بأشكال مختلفة وموضوع توافد المهاجرين من افريقيا جنوب الصحراء بكثافة غير مسبوقة اضافة الى تسليط الضوء على الهجوم الايراني على الكيان الصهيوني .
وتطرقت جريدة ( الصباح) في مقالها الافتتاحي ، الى تحديد موعد الانتخابات الرئاسية الذي يعد مسألة مهمة ، سيما وأن أغلب الشعوب التي تنتظرها انتخابات رئاسية هذا العام على علم بهذا الموعد وفي ذلك احترام للناخبين وللعقد القائم بين السلطة القائمة وبين الناخبين .
وأضافت الصحيفة ، أنه حتى هذه المرحلة يبقى موضوع الانتخابات الرئاسية والمترشحين المفترضين مسألة مطروحة على المواقع الاجتماعية التي باتت حلقة الوصل لمن أعلنوا حتى الآن عن نيتهم الترشح لهذا السباق الانتخابي ، مبينة أن كل الخوف أن تتحول العملية الانتخابية الرئاسية الى حدث روتيني تكون النتائج فيه معلومة سلفا وتدفع بالتالي الى عزوف الناخبين ، ولا شك أن في نسب المشاركة المتدنية في الاستشارة الوطنية والاستفتاء على الدستور وفي مسار الانتخابات التشريعية الأخيرة بكل محطاتها ما يجعل لزاما التفكير جديا في هذا الاستحقاق الذي سيحدد بوصلة تونس الى حدود 2029 .
واعتبرت في سياق متصل ، أن ترشح رئيس الجمهورية قيس سعيد لولاية ثانية أمر محسوم في ظل ما يحظى به من شعبية وفق مختلف استطلاعات الرأي فان ذلك لا يلغي بأي حال من الأحوال حق كل تونسي يستجيب للشروط من الترشح لهذا السباق وفق الفصل 89 من الدستور الذي ينص على أن الترشح حق لكل تونسي غير حامل لجنسية أخرى وفي خدمة تونس .
واهتمت جريدة (الصحافة) في افتتاحية عددها اليوم ، بموضوع المهاجرين غير النظامين حيث تعيش معتمدية جبنيانة والعامرة من ولاية صفاقس وضعية احتقان غير مسبوقة مع توافد كثيرة لمهاجرين من افريقيا جنوب الصحراء مع تدخل أمني ومع حملات فايسبوكية اختلط فيها الحابل بالنابل وتداول فيديو لم يتسن حتى اللحظة والتثبت من صدقيته وجدته يفيد بأن الأمن انسحب وترك الاشتباك قائما بين المواطنين والوافدين .
وأضافت الصحيفة ، أن هذا يحدث قبيل قدوم رئيسة الحكومة الايطالية جورجيا ميلوني مرة اخرى الى تونس وبالتحديد غدا الاربعاء للتباحث مع السلطات التونسية بشأن ملف الهجرة غير النظامية الذي يؤرق الأوروبيين وتحديدا ايطاليا تماما مثلما يشكل صداعا مزعجا لبلادنا .
وأشارت في سياق متصل ، الى أن بعض التحاليل تذهب في اتجاه أن التمركز الكبير للمهاجرين في معتمديتي العامرة وجبنيانة هذه الأيام بالذات وتضاعف أعدادهم بشكل كبيرة ليس عملية بريئة أوتلقائية ، مبينة وفق مصادر اعلامية ومواطنية أن الكثافة الكبرى لأعداد المهاجرين في هذين المعتمديتين والتي تضاعفت عديد المرات في الأيام الأخيرة ظاهرة غريبة ومحيرة فعلا .
وخلصت الى أنه من المتوقع أن يكون هذا الملف محل تباحث من قبل ميلوني مع السلطات التونسية حيث تفيد بعض المعطيات ، أنه ستقام مخيمات على الحدود التونسية لهذا الغرض بالتحديد وسيكون مصير هؤلاء المهاجرين اما الحصول على لجوء في أوروبا أوالعودة الى بلدانهم الأصلية ومن المنتظر أن يقوم الاتحاد الأوروبي بمساعدة تونس ماديا ولوجستيا في هذا الاطار .
وبخصوص الهجوم الايراني على الكيان المحتل ، اعتبرت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها ، ” أننا اليوم ازاء وضع اقليمي مركب تتم ادارته وفق توازنات هشة لايرغب أحد في انهيارها خشية دفع المنطقة الى حرب أوسع ستنعكس بأشكال عدة على العالم وذلك ما يشرح الموقفين الأمريكي والغربي اللذين اصطفا كالعادة الى جانب الكيان مع دعمه عسكريا باسقاط جل المسيرات والصواريخ مع رفض أي عمل عسكري مضاد .
وأضافت الصحيفة ، أن الولايات المتحدة وادارتها وضعتا العملية العسكرية الايرانية في اطارها السياسي والاستراتيجي لا العسكري ، خاصة وأنها قد حدت من خطر الترسانة التي أطلقت وهوما يعني أنها فكت رسائل ايران واستوعبت ماهيتها بعيدا عن المشهدية السياسية التي تجتاح المنطقة.
وأشارت في سياق متصل ، الى أن الضربة العسكرية الايرانية التي رافقها زخم اعلامي غير مسبوق ، لافقط لكونها أول مواجهة مباشرة بين ايران والاحتلال الصهيوني بل لما رافق الضربة من تفاصيل وقع الاعلان عنها عبر التلفزيون ووقع تتبع أحداثها عبر المنصات طوال رحلة المسيرات والصواريخ والتي دامت ساعات بالاضافة الى التصريحات الصادرة عن المسؤولين الايرانيين أن الضربة لاتحمل أهدافا عسكرية كبرى بل هي سعت الى تجنب حرب أوسع واكتفت بحملة “ردعية ” حملت رسائل ودلالات استراتيجية .
وأوضحت أن الهدف الرئيسي من الضربة اعادة رسم التوازن الاسراتيجي بين ايران والاحتلال واعادة ضبط قواعد الاشتباك التي يعتبر النظام الايراني أن الاحتلال الصهيوني قد تجاوز خطوطها الحمراء باستهداف مباشر لأراضي ايرانية مما دفعه الى الرد المباشر من الأراضي الايرانية .