تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية ، اليوم الاربعاء ، حول عدد من المواضيع التي تهم الشأن الوطني من أبرزها أهمية المحاور التي تم طرحها خلال انعقاد مجلس الأمن القومي مساء أول أمس تحت اشراف رئيس الجمهورية قيس سعيد وملف الهجرة غير النظامية والزيارة المرتقبة لرئيسة الحكومة الايطالية جورجيا ميلوني الى تونس فضلا عن تسليط الضوء على الهجوم العسكري الايراني على الكيان المحتل يوم 13 أفريل الجاري .
وتطرقت جريدة (الصحافة) في مقالها الافتتاحي ، الى محاور مجلس الأمن القومي التي أعلن عنها رئيس الجمهورية قيس سعيد في افتتاح الأشغال والتي كانت على غاية من الأهمية والخطورة باعتبارها هاجسا من هواجس الدولة والمجتمع أيضا وهي محاور ثقيلة في علاقة مباشرة بالأمن القومي وفي علاقة بسلامة المواطنين وأرواحهم وممتلكاتهم وفي علاقة بالمجتمع التونسي بشكل عام الذي تتهدده ظواهر ” انحراف كبرى” تحولت بعد تمددها الى تمرين يومي في شوارع العاصمة وأحوازها الشمالية كما الجنوبية وفي الأحياء الشعبية المجاورة والتي أصبح بعضها وكرا للجريمة المنظمة بكل أنواعها اضافة الى جرائم غير مألوفة في المجتمع التونسي الذي لم يتعود على سقوط ” قتلى ” وجرحى في ” معارك الشوارع ” المدججة بكل أنواع وأشكال الأسلحة البيضاء بما في ذلك ” السيوف ” التي أصبحت تعد خصيصا للجماعات الاجرامية .
وأضافت الصحيفة ، أن الأمر يستحق انعقاد مجلس الأمن القومي لأنه في علاقة بحياة الناس وأمنهم وأرواحهم ومن واجب الدولة أن تعلن “الطوارىء ” من أجل استقرارها ومن أجل أمن مواطنيها ، مؤكدة أنه أمام مجلس الأمن القومي محاور وأسئلة ثقيلة ومن واجبه تقديم الحلول من أجل استقرار الدولة وأمن المجتمع خاصة في هذه السياقات الاقليمية والدولية المتوترة زائد رهانات ومواعيد داخلية كبرى وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية والتي يترصدها عملاء الداخل وأعداء الخارج .
وخصصت جريدة (المغرب) حيزا هاما في صفحتها السياسية للحديث عن ملف الهجرة غير النظامية الذي يعد من أكبر الملفات المتشعبة والشائكة التي لم تجد طريقا للمعالجة الجدية والناجعة للتصدي لهذه الظاهرة التي تفاقمت بصفة غير مسبوقة في السنوات الأخيرة وأرقت بشكل كبير البلدان الأوروبية خاصة منها ايطاليا التي باتت اليوم تصارع من أجل الحد من هذه الظاهرة وايقاف عمليات الوصول “خلسة” الى ايطاليا مهما كانت الكلفة .
وأضافت الصحيفة ، أن الزيارة الخاطفة المرتقبة لرئيسة الحكومة الايطالية جورجينا ميلوني تأتي في هذا الاطار ، حيث ستحاول فيها ميلوني البحث عن مخارج جديدة لتقريب وجهات النظر بين البلدين وقد سبقها رد رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال اجتماع مجلس الأمن القومي مساء أول أمس .
وأشارت في سياق متصل ، الى أن تصريحات رئيس الجمهورية تأتي يومين قبل الزيارة المرتقبة لرئيسة الحكومة الايطالية والتي لا تنظر الى تونس الا ك”نقطة حدودية متقدمة تستوجب تعزيز القبضة الأمنية لايقاف عمليات الوصول الى ايطاليا مهما كانت الكلفة الانسانية ، وتحتاجها اليوم كورقة انتخابية في ايطاليا وأوروبا لتسويق نجاح نموذج التعاون مع تونس لايقاف الهجرة ” وذلك وفق ما أكده المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في بيان له أمس .
وبينت ، أنه تزامنا مع زيارة رئيسة الحكومة الايطالية لتونس ، من المنتظر أن ينظم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وعدد من المنظمات ونشطاء المجتمع المدني ، اليوم الاربعاء ، وقفة احتجاجية انطلاقا من العاشرة صباحا أمام مقر السفارة الايطالية بتونس وذلك للتنديد لما يتعرض له المهاجرون التونسيون في ايطاليا من حجز ومعاملات غير انسانية وموت مستراب في مراكز الاحتجاز وللمطالبة بايقاف عمليات الطرد الجماعي للمهاجرين التونسيين من ايطاليا والكف عن الضغط على تونس لتتحول الى شرطي يحرس السواحل الايطالية .
واهتمت جريدة (الصباح) في افتتاحية عددها اليوم ، بالهجوم الايراني على الكيان الصهيوني يوم 13 أفريل الجاري والذي يؤكد أن القوى النووية لا يمكن أن تدخل في حروب فعلية فيما بينها وأن الحروب الكبرى انتهت وأن التحركات العسكرية لا يمكن أن تكون اليوم الا من دولة قوية ضد أخرى ضعيفة .
وأضافت الصحيفة ، أن أية دولة في الشرق الأوسط لا يمكنها المساس بالكيان الصهيوني واستعراض القوى بما في ذك ايران التي قابلت استهداف سيادتها وقتل رعاياها عن طريق الغدر بهجوم معلن لم يحقق مكاسب ولم يضر بالعدو ، مبينة أنه لو استمرت طهران في تهديداتها والتظاهر باستعداداتها للرد لكان أفضل لها ولكسبت الحرب النفسية التي تقلق الكيان الصهيوني وقياداته وشعبه بشكل كبير .
واعتبرت أن الكيان الصهيوني ليس بالقوة الخارقة وليس بالجيش الذي لا يقهر والدليل على ذلك أنه عجز عن صد صواريخ وطائرات مسيرة وصلت ” أراضيه ” وأنه استعان بسلاح الجو الأمريكي والفرنسي خاصة لصد الهجوم ، مشيرة الى أن المناوشة الايرانية الصهيونية أثبتت لأهل غزة أنه لا يمكن الاعتماد الا على أنفسهم وأن القوى الاقليمية من الجوار لن ترد على الجرائم الصهيونية المرتكبة منذ 194 يوما في قطاع غزة ولن تناصر الغزوانيين الا بالشعارات والخطابات .