تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الأحد ، حول عدة مواضيع تهم الشأن الوطني من أبرزها ظاهرة العنف داخل المؤسسات التربوية والتطرق الى نقص حملات النظافة والعناية بالمدن الى جانب تسليط الضوء على الانتظارات الكبرى من الاجتماع التشاوري الأول لقادة تونس والجزائر وليبيا الذي تحتضه بلادنا غدا الاثنين .
واهتمت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها السياسية ، بالاجتماع التشاوري الأول لقادة تونس والجزائر وليبيا الذي تحتضنه بلادنا ،غدا الاثنين
تنفيذا للقرار الذي تم اتخاذه في اللقاء المغاربي الثلاثي قبل شهرين ونصف في العاصمة الجزائرية .
وأضافت الصحيفة ، أن هذا المسار المغربي الجيد انطلق على هامش القمة السابعة لمنتدى البلدان المصدرة للغاز المنعقدة بالجزائر في 2 فيفري الماضي حيث تدارس الرؤساء آنذاك الأوضاع السائدة في المنطقة المغاربية واتفقوا على ضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية بما يعود على شعوب البلدان الثلاثة بالايجاب وذلك عبر تنسيق أطر الشراكة والتعاون وقرروا عقد لقاء مغاربي ثلاثي دوري كل ثلاثة أشهر .
وخلصت في سياق متصل ، الى أن المعضلة الكبيرة اليوم بين ضفتي المتوسط هي الهجرة غير النظامية وهو ملف تمارس من خلاله الجارة ايطاليا والجيران في عموم أوروبا كل أشكال الابتزاز وقد نجح الحكام في أوروبا في توحيد جهودهم ومقارباتهم ومواقفهم في كيفية التعامل معنا مثلما اكتشفنا ذلك عند زارة رئيسة الحكومة الايطالية الى بلادنا فهي في نهاية المطاف تتعامل معنا ضمن المربع الذي رسمه الاتحاد الأوروبي ، مشددة على ضرورة العمل معا مرحليا على الأقل ضمن هذا الثلاثي من أجل تنسيق المواقف في علاقة بملف الهجرة حتى لا يكون حقا يراد به باطل كما هو الحال الآن ، سيما وأن الهجرة من النتائج المباشرة لسياسىة الدول التي كانت تستعمرها مباشرة في وقت من الأوقات رغم استقلالها فهي ما تزال تسعى جاهدة للتحكم في مصائرها .
وأثارت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي ، استفهاما جوهريا حول ظاهرة العنف داخل الوسط المدرسي التي ما فتئت تتفشى وتزداد تغلغلا مع كل يوم جديد ، حيث لم تخرج الأطراف المعنية منذ سنوات ، عن دائرة اجتماعات السفسطة والتنظير ، دون ايجاد حلول جذرية لهذا الخطر الزاحف في وقت يقتضي فيه تشخيصا دقيقا لمختلف أشكال العنف وأسبابه ومعالجة هذه الظاهرة من جذورها العميقة .
وأضافت الصحيفة ، “أنه بالرغم من أن الخبراء والمختصين قد دقو أجراس الخطر منذ سنوات وحذورا من التداعيات الكارثية لتغلغل وتفشي الجريمة ، في محيط أوداخل أسوار مؤسساتنا التربوية ، الا أنه لم نسجل تحركات فعلية للأطراف المسؤولة ، في حجم هذا “الغول المتمدد “، مبينة أن الأصوات تتعالى مع كل فاجعة جديدة لتوجه أصابع الاتهام للتلميذ المعتدي ، الذي يجد نفسه فجأة مجرما توجه له أبشع أصابع النعوت ، في حين أن هذا “المجرم الصغير ” هو نفسه ضحية عائلة غير مبالية ، ومجتمع متجاهل ومنظومة تربوية عاجزة على حماية أبنائها من الجنوح ، والدخول في متاهات عواقبها وخيمة “.
وأكدت في سياق متصل ، أن معالجة هذه الظاهرة والحد منها يقتضي بعث خلايا انصات داخل المؤسسات التربوية يشرف عليها مختصون في علم الاجتماع وعلم النفس مهمتها تشخيص ومتابعة كل الحالات الاجتماعية للوقوف على مشاكل التلاميذ ، والاشكاليات التي تواجههم اضافة الى السعي لتخصيص أيام السبت والأحد من كل أسبوع للأنشطة الرياضية والثقافية وتوفير رحلات لتلاميذ المناطق المهمشة والجهات المحرومة ، بما قد يغذي نفوس التلاميذ ويبعدهم عن مختلف المتاهات والمطبات .
ومن جانبها تطرقت جريدة (الصحافة) في افتتاحية عددها اليوم ، الى ملف العناية بالبيئة والنظافة التي أصبحت أحد أهم عناصر تقيم الوجهات السياجية حيث لا شىء يمنعنا من مزيد العناية بنظافة وجمالية المدن التونسية خاصة وأن للبلديات تجارب كبيرة في هذا المجال بالتعاون مع مختلف الوزارات والقطاعات المعنية من وزارة البيئة والسياحة ووزارة الداخلية وفرق المراقبة الصحية والاقتصادية ووزارة التجهيز والاسكان وغيرها من ألاطراف الأخرى ، مبينة أن النظافة تعبر من أهم عناصر حماية البيئة وذات الانعكاس المباشر على نوعية حياة السكان وهي تمثل بذلك من المهام الأساسية المنوطة بعهدة البلديات .
وأضافت ، أنه بالرغم من المجهودات التي تبذلها البلديات وأعوان النظافة ومختلف الأطراف المتداخلة في الحفاظ على نظافة المدن والبيئة وجماليتها وتوفير فضاءات آمنة ، الا أن النتائج المسجلة وما نشاهده يوميا على الميدان في علاقة بنظافة أغلب المدن والمناطق التونسية تبقى دون المأمول وهو ما يطرح عديد التساؤلات من قبيل هل امكانيات البلديات غير كافية للحفاظ على نظافة المدن في مختلف مناطق البلاد أم أن المسألة مرتبطة بعقلية المواطن التونسي وثقافة المواطنة والحفاظ على البيئة والمحيط ؟
وخلصت الصحيفة ، الى أنه يمكن للبلديات من خلال العمل المشترك مع كافة الجمعيات التي تعنى بالبيئة تفعيل خطة “سفراء “النظافة ” في مختلف مناطق البلاد والعمل على تكثيف المشاركة في مبادرات مسترسلة ودائمة ومتشابهة للقيام بحملات نظافة لأغلب الأماكن والمناطق المتسخة والمناطق السكنية وحماية الشريط الساحلي من الأوساخ استعداد لاستقبال الموسم السياحي والمساهمة في نجاحه .
وخصصت جريدة (لابراس ) في ورقة خاصة حيزا هاما للحديث عن تثمين مدينة تونس واستعادة نشاطها وحركيتها بالنظر الى طابعها الأصلي والديناميكي حيث أطلقت مجموعة “مدينتي ” التي تضم عددا من الحرفيين وأصحاب المطاعم وأصحاب دور الضيافة والمكتبات مؤخرا ، برنامج “فرصة ” لفائدة الشباب الذين تتراوح أعمارعهم بين 16 و26 سنة من العاطلين عن العمل لمساعدتهم على الاندماج في الحياة المهنية وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية .
وذكرت الصحيفة ، أن برنامج “فرصة” الذي تم احداثه يوم غرة فيفري المنقضي ويمتد الى غاية جويلية 2025 يهدف بالخصوص الى تنظيم دورات تكوينية في مهن السياحة البديلة والمستدامة وخلق ما بين 50 و60 موطن شغل في المدينة العتيقة .
وأشار مدير المشروع الطموح ” فرصة عن طريق مدينتي ” ابراهيم النابلي ، أن هذا البرنامج يهدف الى دمج الشباب في الديناميكيات الثقافية والاجتماعية الجديدة في المدينة العتيقة وتوفير فرصة لهم للتطوير الشخصي والمهني من خلال تكوينهم وتأطيرهم في السياحة البديلة والتعرف على فرص العمل في هذا المجال الواعد .