في متابعة لفاجعة المهدية بعد هلاك خمسة بحارة فجر أمس الخميس على بعد حولي 30 ميلا من سواحل المنستير إثر غرق مركبهم، نتيجة تسرّب المياه إليه، وانقاذ خمسة آخرين فيما لايزال بحارا آخر مفقودا كشف الرايس عماد مصدّق أوّل من تلقى نداء الاستغاثة الذي أطلقه المركب المنكوب، والذي خرج من سواحل صفاقس وعلى متنه 11 بحّارا، في حدود الساعة التاسعة والنصف مساء قبل أن ينقطع النداء في حدود العاشرة مساء.
وجاء في النداء أنّ “الماء تسرّب إلى القارب وأنّه اذا انقطع النداء فذلك يعني أنّه غرق”.
الرايس عماد توجّه لنجدة المركب المنكوب من سواحل المهدية إلى سواحل المنستير حيث حدثت الفاجعة، واستغرق ذلك 7 ساعات نتيجة سوء الأحوال الجوية.
يقول في شهادته لاذاعة موزاييك اليوم الجمعة : ”انطلقنا عند الساعة العاشرة مساء الأربعاء ولم نصل إلى المركب إلى مكان الحادثة إلا في الخامسة من صباح اليوم الموالي.. تطلّب الأمر سبع ساعات للوصول في حين أنّ الإبحار لقطع هذه المسافة في الظروف الإعتيادية لا يتطلّب سوى 3 ساعات”.
وأضاف: ” كانت الرياح شديدة والأمواج عاتية وقارب ارتفاعها ثلاثة أمتار”.
وصل مركب الرايس عماد إلى مكان الفاجعة حيث تمّ العثور على جثّة أولى لأحد البحارة الهالكين ثمّ الثانية والثالثة وكان جميعهم يرتدون سترات النجاة ولكنّهم ماتوا نتيجة البرد، وفق رواية عماد.
وغير بعيد عن المكان عثر على البحارة الخمسة الناجين وهم متمسّكون بسترة نجاة.
أمّا البحار المفقود فقد غرق دقيقتان قبل وصول مركب الرايس عماد لأنّه لم يكن يرتدي سترة نجاة ولم يسمح له وضعه الصحي بالصمود أكثر، وفق ما صرّح به لموزاييك.