تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم السبت، حول عدة مواضيع تهم الشأن الوطني والعالمي أبرزها تسليط الضوء على الاتصال الهاتفي الذي جرى بين رئيس الجمهورية، قيس سعيد، ونظيره الفرنسي والتطرق الى أزمة انتشار داء الكلب في بلادنا وتداعياتها الخطيرة على الصحة العامة اضافة الى تخصيص حيز هام للحديث عن تأهل الترجي الرياضي التونسي الى الدور النهائي لكأس رابطة الابطال الافريقية واستعراض دلالات ‘الثورة’ الطلابية غير المسبوقة التي انطلقت من الولايات المتحدة الامريكية لوقف حرب الابادة الاسرائيلية في قطاع غزة.
سلطت جريدة (الصحافة) في ورقة بصفحتها الثالثة، الضوء على الاتصال الهاتفي الذي جرى بين كل من رئيس الجمهورية، قيس سعيد، ونظيره الفرنسي، ايمانويل ماكرون مؤكدة أن الاحداث المتلاحقة والمتسارعة التي يعيشها العالم تحتاج الى التنسيق والتشاور بين البلدين خاصة في الملفات ذات الاهتمام المشترك كما يقال باللغة الديبلوماسية.
وأشارت الى “أن رئيس الجمهورية لم يفوت هذه المناسبة ليؤكد لرئيس فرنسا أن تونس تريد أن تتعامل مع شركائها بندية مما يدرأ عن تونس أي امكانية من قبل أي دولة لتكون تابعة لها، فنحن نتعامل مع الاصدقاء والاشقاء الند للند وهذه حقيقة موضوعية ينبغي أخذها في الاعتبار دائما”.
وأضافت نفس الصحيفة، أن هذه المكالمة تأتي لتؤكد أن تونس على عكس ما يقال ليست في عزلة ديبلوماسية كما تروج بعض الاطراف المناوئة وأنها في تواصل دائم مع شركائها التقليديين وأنها في تنسيق مستمر معهم وهي متمسكة بالندية في هذه العلاقات ورافضة لاي تبعية مذلة بهذا الخصوص رغم حدة وطأة الازمة الاقتصادية والحاجة الى الدعم في هذه الظرفية.
كما اضافت الصحيفة ” تفند هذه المكالمة القول بأن فرنسا لا تبدو معنية بملف الهجرة السرية الذي تصدرت له ايطاليا في شخص رئيسة حكومتها جورجيا ميلوني، وهي فرصة للتأكيد على أن باريس كذلك تؤرقها الموجات البشرية الوافدة من الضفة الجنوبية وتشكل خطرا عليها بأشكال مختلفة ولا بد أن تساهم بشكل مباشر في التنسيق مع المتداخلين في هذا الملف وأولهم تونس من أجل التخفيف من تداعياته على الجميع، وفق ما ورد بالصحيفة”.
واهتمت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي، بتعالي أصوات شباب الجامعات معلنة عن ‘ثورة’ طلابية غير مسبوقة، لوقف حرب الابادة الجماعية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة، انطلقت شرارتها من الولايات المتحدة الامريكية الحليف الاول الداعم لاسرائيل معتبرة أن من دلالات هذه ‘الثورة’ أنها تتميز بقوة التأثير وهي ذات مصداقية وتعبر عن تضامن انساني غير مسبوق مع القضية الفلسطينية والدليل على ذلك أن لها تأثير الدومينو باعتبار أن شرارتها بصدد التمدد والتوسع الى جل الجامعات الامريكية، وامتد تأثيرها الى خارج الولايات المتحدة لتشمل جامعات كندية، وهاهي الان تخترق صمت الجامعات الاوروبية وتشعل تحركات طلابية في فرنسا وبريطانيا وألمانيا.
واعتبرت الصحيفة، أن ما يجري من غليان في الجامعات الامريكية والاوروبية قد يكون بداية تشكل حركة طلابية عالمية مناصرة للقضية الفلسطينية وقد تتسلم مشعل قيادة التظاهرات السلمية عن الشعوب المقهورة خاصة أن ما يجري في الجامعات الامريكية يعيد الى الاذهان الاحتجاجات الطلابية ضد حرب فيتنام والتي قادتها جامعة كولومبيا التي لها تاريخ طويل مع النضال الطلابي لكافة قضايا العالم مثل المطالبة بمقاطعة نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا ومواقفها المنددة بحرب فيتنام.
من جانبها، تطرقت جريدة (لوطون) في مقال لها، الى أزمة داء الكلب في تونس معتبرة أن ارتفاع أرقام الاصابة به تثير للقلق.
وحاورت في هذا الخصوص، منسقة البرنامج الوطني لداء الكلب، الدكتورة، كوثر حرابش، التي أكدت أن الزيادة في عدد حالات الاصابة خلال السنوات الأخيرة مثيرة للمخاوف حيث تم تسجيل ستة وفيات خلال السنوات الثلاث الماضية وتم الابلاغ عن أربع حالات وفاة خلال العام الجاري مشيرة الى اصابة طفل يبلغ من العمر 14 عاما بهذا الداء ويرقد حاليا بالمستشفى في العناية المركزة.
وخلصت الصحيفة، الى أن داء الكلب يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لتونس وله عواقب وخيمة على الصحة العامة مشددة على ضرورة اعتماد نهج استباقي وتعاوني، للتمكن من احتواء انتشار المرض وحماية السكان من آثاره الضارة. كما يجب اتخاذ تدابير عاجلة للسيطرة على أعداد الكلاب الضالة وتعزيز التطعيم والتوعية العامة.
وفي الشأن الرياضي خصصت جريدة (الصحافة) حيزا هاما للحديث عن تأهل الترجي الرياضي التونسي الى الدور النهائي لكأس رابطة الابطال بعد تجديد فوزه على فريق، صان داونز، وحجز مقعد في كأس العالم للاندية في أعقاب خروج مازمبي الكونغولي ضد الاهلي المصري المتفوق في لقاء العودة بنتيجة 3-0 لتعيش جماهير الاحمر والاصفر ليلة سعيدة بعد مباراة بطولية عرفت توقفا مطولا في منتصف الشوط الاول بسبب الاحوال الجوية.
وفي ذات الصدد، اعتبرت جريدة (الصباح) أن الترجيين أحسنوا التعامل مع مجريات اللعب باستبسالهم الكبير واستماتتهم في الذود عن مرماهم بانهائهم المباراة بانتصار ثمين جدا قادهم الى الدور النهائي لرابطة أبطال افريقيا وأهلهم بصفة رسمية للنسخة الاولى الموسعة من كأس العالم للاندية التي ستحتضنها الولايات المتحدة الامريكية سنة 2025