يؤدّي وزير الشؤون الخارجية والتجارة المجري “بيتر سيارتو”، بعد غد الإثنين، زيارة عمل إلى تونس، بدعوة من وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار، وهي الزيارة الرابعة منذ تعيينه، وتندرج في إطار علاقات الصداقة والتعاون المتميّزة التي تجمع البلدين منذ سنة 1956، وتكثيف المشاورات السياسيّة التي انطلقت سنة 1996.
وجاء في بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية اليوم السبت، أن المباحثات التي ستنعقد بالمناسبة، ستشكل فرصة لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي ومتعدّد الأطراف في شتى المجالات، لا سيما في أفق الرئاسة المجرية المرتقبة لمجلس الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تعميق التشاور بخصوص عدد من المسائل والقضايا الإقليمية والدولية الراهنة ذات الاهتمام المشترك.
وتمتدّ العلاقات التونسيّة المجريّة منذ سنة 1956 ، حيث كانت تونس أول دولة مغاربية والرابعة في العالم العربي (بعد العراق ومصر وسوريا) تبادر بإرساء علاقات دبلوماسية مع المجر. وفي شهر جانفي 2013، قررت تونس رفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في بودابست إلى مستوى سفير، وهو ما حظي بترحاب قوي من قبل السلطات المجرية.
من جهتها، تقدّم المجر منذ سنة 2011 دعما سياسيا متواصلا لتونس، ترجمه تكثيف وتيرة الزيارات، وكذلك مساندتها قرار سحب تونس من “القائمة السوداء” الأوروبية للبلدان عالية المخاطر في مجال غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتأييدها طلب تونس تمديد الآجال المتعلقة بإجراءات استعادة الأموال المنهوبة، وانضمام تونس إلى البرنامج الإطاري الأوروبي للبحث والتطوير التكنولوجي “أفق أوروبا 2021-2027”.
وكانت الدورة الأولى للجنة المشتركة قد انعقدت على مستوى كتاب الدولة يومي 11 و 12 مارس 2010 بتونس، في حين انعقدت الدورة الخامسة للجنة المشتركة لأول مرة على مستوى وزراء الشؤون الخارجية يومي 20 و 21 جوان 2023 بالعاصمة المجرية بودابست.
أما بالنسبة الى حجم المبادلات، فإن المبلغ الإجمالي للاستثمارات المباشرة المجرية في تونس لا يتجاوز 000ر490 ألف دينار، من خلال ثلاث شركات مرتكزة بتونس، في حين شهدت المبادلات التجارية البينية زيادة ملحوظة منذ انضمام المجر إلى الاتحاد الأوروبي سنة 2004، حيث تعد المجر الحريف رقم 24 لتونس، والمزوّد رقم 29 لها سنة 2019.
وفي خصوص التعاون في المجال السياحي، سجلت سنة 2022 عودة إلى النسق العادي لتدفق السياح المجريين إلى تونس، بتسجيل دخول حوالي 15 ألف سائح، في حين سجّلت سنة 2023 زيادة ملحوظة، حيث بلغ عدد السياح 20570 ، علما وأنّه لا توجد رحلات جوية مباشرة منتظمة بين تونس وبودابست.
على صعيد آخر، يرتبط البلدان باتفاقية تتعلق بالتعاون القضائي في المادة المدنية والتجارية، وبالاعتراف بالأحكام القضائية وبتنفيذها وبتسليم المجرمين، تم توقيعها ببودابست في 6 ديسمبر 1982 ، وصادق عليها الجانب التونسي يوم 6 أفريل 1984.
يشار إلى أنّ عدد المواطنين التونسيين المقيمين بالمجر يبلغ 1314 شخصا، منهم 149 يحملون الجنسية المزدوجة. كما تضمّ الجالية في تركيبتها المهنية 646 طالبا و 75 تلميذا و 253 عاملا و206 من الإطارات وأصحاب المهن الحرّة.
يذكر أنّ وزير الشؤون الخارجية نبيل عمّار، كان أدّى زيارة إلى المجر السنة الماضية، للمشاركة في اشغال الدورة الخامسة للجنة الاقتصادية المشتركة ومنتدى الأعمال التونسي المجري الثالث.