شرعت بلدية فوشانة، في تنفيذ حملات ميدانية لمقاومة انتشار البعوض والحشرات بالمنطقة البلدية، حيث تم التدخل بالمسيل المائي بالطريق الوطنية رقم 3 في انتظار استكمال التدخل بعدة محاور تمثل بؤرا لتفريخ وانتشار هذه الحشرات.
وتعتبر التغيرات المناخية وتقلبات حالة الطقس بعد هطول كميات من الأمطار خلال الفترة الأخيرة والارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة، وفق المختصة في حفظ الصحة وسلامة المحيط سميرة الكيلاني، سببا في ارتفاع نسبة الرطوبة، وهو ما يشكل أرضية خصبة لتوالد الناموس والبعوض وتكاثره في المستنقعات والبرك.
وتطلق البلديات خلال هذه الفترة (مع اقتراب فصل الصيف ) برنامجا خصوصيا لمقاومة الحشرات وخاصة على مخافر البعوض والناموس، حيث تضبط الهياكل البلدية المعنية بالتعاون مع مصالح حفظ الصحة بالإدارات الجهوية للصحة مناطق التدخل بكل جهة بناء على خريطة للتحرك الميداني تعرف فيها كل جهة الأماكن والبؤر المعنية بالتدخل .
وترى الكيلاني في تصريحها لصحفي وكالة تونس افريقيا للانباء “وات” ان أنجع طريقة لمقاومة انتشار البعوض، هي طريقة المقاومة الفيزيائية والتي تعتمد أساسا على تجفيف الدهاليز وتطهيرها وتطهير المجاري والوديان وردم المستنقعات والقضاء على الأعشاب الضارة، وهو ما تقوم به المصالح المختصة التابعة لوزارات الداخلية والتجهيز والتطهير والمواصلات، الا انه هذه الطريقة تبقى منقوصة، وفق تقديرها، لأنها لا تشمل المخافر الخفية (التي تكون داخل المنشئات الخاصة والمنازل التي لا يقع الإعلام عنها)
وتعدد الكيلاني طرقا اخرى لمقاومة انتشار البعوض مثل المقاومة البيولوجية وهي الطريقة الآمنة للبيئة والتي تعتمد أساسا على زرع سمكة القمبوزيا (ملتهمة اليرقات) في المياه العذبة مثل البحيرات الكبرى، السدود، الابار المهجورة، الوديان، المسابح المهجورة ذات المياه العذبة، وهذه الطريقة مستعملة في تونس ولكنها غير صالحة للمخافر الاخرى.
كما توجد طريقة أخرى أكثر نجاعة وتعتمد على زرع بكتيريا مبيدة تكون طعما لليرقات، وهي صالحة لجميع أنواع اليرقات ولمعظم المخافر، ولكن تكلفتها الباهظة وصعوبة التعامل معها تجعلها الأقل استعمالا.
اما الطريقة الأكثر استعمالا في تونس فتتمثل في المقاومة الكيميائية وتعتمد أساسا على رش المبيدات الحشرية المصادق عليها من طرف وزارة الصحة إما عن طريق الطائرات في المخافر الريفية أو عن طريق الرش في المخافر الحضرية، وقد أثبتت هذه الطريقة نجاعتها مع البعوض وخاصة “الانوفال” التي تم القضاء عليها، ولكن الاستعمال العشوائي والمفرط لها وفق المختصة في حفظ الصحة وسلامة المحيط، يطرح مشكل المناعة إزاء المبيدات من طرف البعوض، بالاضافة الى الإضرار بالبيئة وبالمائدة المائية.
وتبقى انجح طريقة، وفق الكيلاني، المقاومة الفيزيائية وبالاستعمال ألآمن للمبيدات، ولا يكون ذلك إلا بالتنسيق بين جميع المتدخلين ( وزارات الصحة والداخلية والتجهيز والتطهير و المواصلات و السياحة …) وبالتثقيف الصحي، والذي يعتمد على إشراك المواطن في القضاء على المخافر الخفية بتفريغ جميع ألأواني الموجودة بمحيط المنازل والمكيفات وتغطية ألآبار والتخلص من ألإطارات المستعملة للسيارات وكذلك من خلال تركيز الناموسيات بالنوافذ واستعمال لاقطات البعوض الكهربائية الداخلية والخارجية، واستعمال الكريمات الواقية خاصة للأطفال والالتجاء للمبيدات في أقصى الحالات.