تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الثلاثاء، حول عديد المواضيع التي تهم الشأن الوطني من أبرزها ارتفاع أسعار المساكن وأكثر من 23 بالمائة من التونسيين لايملكون مساكن ويعيشون على وجه الكراء والتطرق الى أهمية الحوار لفض الخلافات وتنقية المناخات السياسية فضلا عن تسليط الضوء على الحرب على قطاع غزة التي تدخل شهرها الثامن .
خصصت جريدة (الصباح) في صفحتها الخامسة حيزا هاما للحديث عن ارتفاع أسعار المساكن مما أنجر عنه تراجع اقبال المواطنين على الشراء مقابل غياب أية مبادرات رسمية لحلحلة الاشكالات المطروحة في المجال العقاري .
وأضافت الصحيفة، وفق أرقام المعهد الوطني للاحصاء، التي لم يتم تحيينها منذ سنوات، أن أكثر من 23 بالمائة من المواطنين أي حوالي ربع التونسيين لايملكون مساكن ويعيشون على وجه الكراء، في حين تؤكد جهات رسمية أن حقيقة الوضع في هذا الجانب والأرقام التي تبينه
أكثر بذلك من كثير.
واستندت في سياق متصل بنائب رئيس الغرفة الوطنية للباعثين العقاريين جلال مزيو، الذي أفاد بأن “وضعية قطاع البناء والعقارات ازداد تعقيدا وتعكرا الأمر الذي صعب مهمة الشاري أوالمواطن الذي يطمح لاقتناء مسكن أوعقار مهما كان مستواه الاجتماعي” .
وأرجع المتحدث، سبب تردي الوضع الى توفر جملة من العوامل والأسباب من بينها دخول “الموازي” وغير المختصين على خط الاستثمار في قطاع بناء العقارات وارتفاع أسعار مواد البناء من اسمنت وحديد باعتبار أن نسبة زيادة أسعار هذه المواد تجاوزت 14 بالمائة.
ويرى المصدر ذاته، أن من أسباب التي ساهمت في تأزيم الوضع هو غياب سياسة سكنية واضحة تستجيب لمتطلبات وأهداف المرحلة الراهنة واستحقاقاتها في تونس .
واهتمت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها بالحوار الذي يبقى آلية لفض الخلافات أو”النزاعات” بالطرق السلمية والمدنية المتعارف حيث يمكن الجلوس على طاولة واحدة من أجل اذابة ثلوج الخلاف وابرام توافقات يجد فيها كل طرف ولو جزءا من قناعاته وخياراته فيما يتنازل البعض الآخر لفائدة مصلحة المجموعة.
وأضافت الصحيفة، أن الاتحاد العام التونسي للشغل يرى أن الوضع العام الذي وصفه أمين المنظمة الشغلية بالصعب على أكثر من صعيد يستوحب استدعاء آلية الحوار من جديد، مؤكدا أن الاتحاد متمسك بهذه الآلية ولايرى بدا من الخروج بتونس من أوضاعها الاجتماعية والسياسية الا بخلق قنوات نقاش بناءة تقوم على رغبة صادقة من جميع الأطراف للوصول الى حل تشاركي يرضي أغلبية الأطراف المعنية بعيدا عن منطق المغالبة والاقصاء الذي تحدث عنه الطبوبي لدى احياء المنظمة الشغلية لذكرى عيد الشغل العالمي ببطحاء محمد علي .
وأشارت في سياق متصل، الى أن الاتحاد مايزال يراهن على الحوار وعلى أهمية تنقية المناخات السياسية خاصة وأننا على مشارف تنظيم انتخابات رئاسية مع موفى السنة الحالية ما يجعل من تخفيف الاحتقان السياسي الحاصل ضرورة ملحة تستوجب من الجميع بسط تصوراتها لمستقبل تونس والخروج بتصورات مشتركة تغلب مصلحة مصلحة تونس على اعتبارت جانبية شخصية كانت أوسياسية.
ومن جانبها، تطرقت جريدة (لوطون) في مقال بصفحتها الثالثة، الى مشكلة ارتفاع نسبة الطلاق في تونس، مشيرة الى أن بيانات المعهد الوطني للإحصاء لسنة 2022، أكدت وجود أرقام قياسية تهم تراجع سن الزواج أوالامتناع عنه.
وأكدت الصحيفة، أن السبب الرئيسي للطلاق يبقى دائما المشكلة المالية التي تسبب مشاكل كبرى بين الزوجين. ويعتبر اختيار المرأة العاملة عند بعض الرجال أحد معايير اختيار زوجته على عكس الثقافة القديمة التي كان الرجل (رغم دخله المنخفض) يفضل أن تكون زوجته ربة بيت تعتني بالمنزل والأطفال، مشيرة الى أنه مع ارتفاع تكاليف المعيشة في البلاد تغير الوضع في تونس ولم يعد من الممكن للزوجين الاكتفاء بشخص واحد يعمل.
وأبرزت في سياق متصل، أن البعض يرفض تقديم التضحيات وابداء التضامن مع أزواجهم حيث وبمجرد أن تبدأ المشاكل المالية في الظهور، فإنهم يركضون إلى المحامين لتقديم طلب الطلاق، معتبرة أيضًا أن ذلك يعود الى الافتقار للشعور بالمسؤولية اذ يركز الناس بشدة على ما يعتقده الآخرون عنهم لدرجة أنهم يقضون وقتهم في تحسين مظهرهم الجسدي ومواقفهم العامة دون النظر إلى إمكانياتهم المالية وفق ما ورد في ذات الصحيفة.
وفي ما يتعلق بالحرب على قطاع غزة، بينت جريدة (المغرب) في افتتاحية عددها اليوم، أن ما تدفع اليه الادارة الأمريكية ودول أوروبية اليوم وقف لاطلاق النار واقرار صفقة تبادل للأسرى كخطوة في اتجاه حل سياسي للحرب، وهو ما يفسر ضمنيا تمديد مدير وكالة المخابرات الأمريكية لاقامته بيوم في الدوحة عاصمة قطر لانقاذ المفاوضات التي يعمل الاحتلال على اسقاطها بطرق شتى ومنها التصعيد الأخير في رفح .
وأضافت الصحيفة، أن الكرة اليوم في ملعب نتنياهو الذي اختار المضي قدما في حماية مستقبله السياسي ومنع انهياره حكومته وقد يلجأ الى سياسة الهروب الى الأمام واجتياح رفح بريا على أمل أن يحقق أي مكسب ينقذ به نفسه بعد أن سقطت كل محاولاته للنجاة سياسيا وقضائيا، مشيرة الى أنه بهذه المغامرة يضع الاحتلال لأول مرة في تاريخه في موقف دولي غير مسبوق ويثير غضب الادارة الأمريكية التي تواجه عدة مصاعب داخلية ودولية جراء دعمها السياسي والعسكري للاحتلال .