تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم السبت، حول عدد من المواضيع التي تخص الشان الوطني والعالمي مثل ملف عضوية دولة فلسطين بمجلس الامن الدولي أمام الجمعية العامة للامم المتحدة وظاهرة انتشار الدروس الخصوصية بكثافة وبأسعار خيالية والمبادرة التي أعلنت عنها، المنظمة التونسية للتربية والاسرة والطفولة، لتقديم دروس دعم مجانية لتلاميذ الباكالوريا الى جانب قطاع الفسفاط الذي “استعاد عافيته وبدأ يحقق أرقاما مقبولة”.
أثارت جريدة (الصباح) في افتتاحية عددها اليوم، استفهاما جوهريا حول مصير القضية الفلسطينية التي تزداد تعقيدا بمرور السنين خاصة بعد طرح ملف عضوية دولة فلسطين بمجلس الامن الدولي أمام الجمعية العامة للامم المتحدة للتصويت على حق، فلسطين المحتلة، في قبول انضمامها الى المنظمة الاممية مع امكانية منحها بعض الامتيازات والحقوق الاضافية الرمزية.وأضافت أن التصويت بعد أقل من شهر من فشل عملية تصويت مماثلة بمجلس الامن، يأتي بعد أن رفعت الولايات المتحدة الامريكية في 18 أفريل الماضي حق الفيتو ضد مشروع القرار مشيرة الى أن فلسطين سبق لها أن تقدمت لاول مرة بطلب قبول بعضوية كاملة بالامم المتحدة في سبتمبر 2011 لكنها حصلت فقط على وضع دولة غير عضو لها صفة المراقب بأغلبية كبيرة بتاريخ 29 نوفمبر 2012.
واعتبرت أنه من نكبات الدهر أن السعي لاستعادة شعب حقه المسلوب في دولته المغتصبة يقابله رفض منهجي من اسرائيل (الاعتراف بحق الفسطينيين في اقامة دولتهم على حدود 1967)، وتجاوزت ذلك الى رفض أي محاولة لحل الدولتين واصرارها على مزيد الاستيطان ومصادرة ما تبقى من الاراضي الفلسطينية حتى لا يبقى لها أي امكانية واقعية لتأسيس الدولة وذلك في وقت يرفع فيه العرب شعار السلام وقدموا تنازلات تلو الاخرى ومنها التطبيع.
واهتمت جريدة (الصحافة) في مقال لها، بقطاع الفسفاط الذي لاحظت أنه بدأ يستعيد عافيته حيث عادت، شركة فسفاط قفصة، خلال السنتين الاخيرتين الى سالف نشاطها لتحقق أرقاما قياسية في مستوى الانتاج والتصدير.
وأفادت أن انتاج الفسفاط شهد تحسنا بنسبة 4 بالمائة خلال الثلاثية الاولى من السنة الحالية مقارنة بالسنة الماضية حيث قدر انتاج الفسفاط خلال أشهر جانفي وفيفري ومارس ب789812 طن مقابل 728333 طن خلال نفس الفترة من السنة المنقضية، وذلك وفق أرقام شركة فسفاط قفصة.
وأضافت أن الشركة رسمت منذ بداية السنة الجارية هدفا لعودة نشاط الفسفاط الى نسقه الطبيعي وتحقيق انتاج شهري في حدود 420 ألف طن وذلك استنادا الى تحسن الاوضاع الاجتماعية بالحوض المنجمي وامتصاص غضب متساكني الجهة، وفق ما ورد بالصحيفة.
وفي موضوع آخر، سلطت، نفس الصحيفة، في ورقة خاصة، الضوء على ظاهرة انتشار الدروس الخصوصية بكثافة وبأسعار خيالية خاصة لتلاميذ الباكالوريا مشيرة الى أنه بالرغم من أن الاولياء كثيرا ما يشتكون من أعباء هذه الدروس وارتفاع أسعارها الجنوني الا أنهم يقبلون عليها بشكل مكثف مما ساهم في انتشار هذه الظاهرة.
وأضافت جريدة (الصحافة)، أن الدروس الخصوصية تعد تقليدا ثابتا في المنظومة التربوية التونسية رغم محاولات كبحها أو تقنينها لافتة الى أنها تواجه انتقادات كثيرة من قبل المختصين لكن الاقبال عليها يتزايد سنويا مدفوعا ببحث الاولياء عن تميز أبنائهم عبر الحصول على الدعم في أغلب المواد والمستويات التعليمية، وبالتالي فان عملية تقييم التلميذ لم تعد قائمة على القدرات المعرفية والتربوية بل مبنية على القدرة المادية للتلميذ.
وفي سياق متصل، أوردت جريدة (لابراس) في مقال لها، أن المنظمة التونسية للتربية والاسرة والطفولة، أعلنت أنها ستنظم دورات دعم مجانية لفائدة تلاميذ البكالوريا في الفترة من 20 إلى 30 ماي في 31 مؤسسة تعليمية على مستوى البلاد.
وأشار رئيس المنظمة، محمد مفتاح، في في تصريح له، إلى أن الدورات ستكون حسب احتياجات التلاميذ وفي مختلف الشعب داعيا، بهذه المناسبة، المدرسين الراغبين في إعطاء دروس مجانية للطلبة إلى الانضمام الى هذه المبادرة.
وأضاف، المتحدث، حسب نفس الصحيفة، أن المنظمة ستدفع أجر المدرسين الذين سينخرطون في هذه المبادرة ولكن لا يرغبون في تقديم الدروس بشكل تطوعي لافتا إلى أنه سيتم تقديم الدورات لجميع تلاميذ البكالوريا بغض النظر عن المؤسسة التي ينتمون اليها.