خصّصت جلسة عمل انعقدت، اليوم الخميس، بمقر ولاية قبلي، لمتابعة سير الموسم الفلاحي، وحسن الاعداد لحماية صابة التمور من الآفات والتقلّبات المناخية، خاصة بعد الفروغ من موسم تلقيح العراجين الذي تواصل من موفى شهر مارس الماضي الى منتصف شهر ماي الجاري.
وأكد ممثل دائرة الانتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، محمد بن عبد اللطيف، خلال هذه الجلسة، على تحقيق تطوّر في عملية تنظيف الواحات بلغت حدود 20 الف هكتار، بما يؤكد اقتناع الفلاحين بأهمية هذا التدخل لحماية مقاسمهم من بعض الآفات وخاصة منها عنكبوت الغبار، مشيرا الى ان مصالح المندوبية وخاصة منها مصالح الارشاد الفلاحي تحث الفلاحين على مزيد الاقبال على عملية التنظيف لبلوغ مساحة تصل الى حدود 28 ألف هكتار.
وأضاف أن موسم تلقيح العراجين جرى في ظروف طيبة رغم التقلبات المناخية المسجّة وخاصة هبوب الرياح، وسفر عن تلقيح 34 مليون عرجون بمختلف واحات الجهة منها 31.6 مليون عرجون دقلة نور، وذلك مقارنة بـاجمالي 38 مليون عرجون خلال السنة الماضية مرجعا هذا الانخفاض الى نقص مردودية النخيل خلال هذا الموسم.
وحول الوضع الصحي للواحات، أشار محمد بن عبد اللطيف الى ان صحة النباتات الى حد الآن بخير، حيث لم تسجّل اصابات خطيرة ببعض الآفات، داعيا الى الإسراع بتوفير مادة البخارة ووضعها على ذمة الفلاحين في أقرب الآجال من أجل الشروع في المداواة الوقائية ضد عنكبوت الغبار خاصة وانه قد تم تسجيل بداية تحرك لهذه الافة على جريد النخيل ببعض الواحات.
وفي ما يتعلق بانتشار حشرة الاوركتاس ببعض واحات الجهة، أكد ذات المصدر انه قد تم إجراء العديد من الزيارات الميدانية خاصة لواحات رجيم معتوق أين تنتشر الاصابة بهذه الافة، ورفع تقرير في الغرض لمصالح وزارة الفلاحة، مع تواصل الحملات الارشادية الموجهة للفلاحين حول سبل التصدي لهذه الحشرة سواء بالجمع او بتركيز المصائد الضوئية بدوره، أكد ممثل المركز الفني للتمور، أنيس زوية، خلال هذه الجلسة، أن الموسم الفلاحي الحالي سجل بعض الصعوبات خاصة من حيث توفر مادة اللقاح للعراجين بسبب تأخر ظهور طلع النخيل المنتج مقارنة بطلع نخيل اللقاح مما ادى الى ضياع كميات هامة من عراجين اللقاح التي لم يتم تجفيفها، الى جانب النقص الكبير في اليد العاملة المختصة في تسلق النخيل مما اثر على سير الموسم ببعض الواحات وقد يتسبب في ظهور الشيص بالعراجين.
ودعا، بالمناسبة، إلى مزيد دعم التوجّه نحو الميكنة بالواحات قصد الحدّ من مثل هذه الاشكاليات، مشيرا إلى الى تركيز 6 مراكز لرصد عنكبوت الغبار بمختلف واحات الجهة، علما أن ظهور هذه الافة بالمقاسم الفلاحية ظل ضعيفا الى حدود شهر فيفري الماضي الا انه سجل ارتفاعا ببعض الواحات منذ بداية شهر ماي الجاري، بما يقتضي الاسراع بالتدخلات الوقائية.
وأضاف أن مصالح المركز الفني للتمور بالتعاون مع مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية وكافة المتدخلين في القطاع يواصلون انجاز الحملات التحسيسية بكافة مناطق الجهة لحثّ الفلاحين على القيام بالمداواة الوقائية، مع تعريفهم بمقادير وطرق رش البخارة1م والوقت الانسب لرشها في اليوم.
وفي ما يتعلق بحشرة الاوركتاس، ذكر الزوية أنّها سجلت بعض الانتشار لتشمل عددا من الواحات بدوز والفوار بعد ان كانت محصورة في واحات رجيم معتوق، مؤكدا أن المركز الفني بصدد توفير عدد من المصائد الضوئية التي ستوضع على ذمة الفلاحين لاستعمالها في القضاء على هذه الحشرة بعد تكوينهم حول طرق مكافحتها.
وفي ذات الاطار، أكد ذات المصدر أنه سيتم استغلال ضيعة السميدة الموضوعة على ذمته كمحطة لتثمين نتائج البحوث العلمية في القطاع الفلاحي، والقيام بأيام حقلية ميدانية لارشاد الفلاحين حول مختلف التدخلات، علاوة على تركيز وحدة لانتاج المستسمد “الكومبوست” بهذه الضيعة، والشروع في استغلال المنظومات الحديثة للاقتصاد في مياه الري، علاوة على غراسة 400 شجرة لقاح نخيل ليتم في مرحلة لاحقة استخراج حبوب اللقاح منها وتعليبها ووضعها على ذمة الفلاحين.
وفي جانب آخر، أكد ممثل المجمع المهني المشترك للتمور، عياض بن حمد، أن المساعي حثيثة لتجاوز التأخر الحاصل في توفير مادة البخارة حيث من سيتم غدا الجمعة المصادقة مركزيا على طلب العروض للشروع في توفير هذه المادة، فضلا عن طلب العروض للانطلاق في التزود بالناموسية التي ستوضع على ذمة الفلاحين لاستعمالها في موسم حماية العراجين من دودة التمر ومن التقلبات المناخية، كما سينطلق المجمع قريبا في اقتناء المبيدات المصادق عليها في عملية المكافحة الدوائية لعنكبوتة الغبار لتوفيرها للفلاحين باسعار التكلفة.