تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الجمعة، حول عدة مواضيع تهم الشأن الوطني من بينها التأكيد على مزيد الاستثمار في البحث العلمي خاصة بعد تكريم صاحب جائزة نوبل للكيمياء البروفيسور منجي الباوندي بوسام الجمهورية من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيد والتطرق الى صدور أحكام بسنة سجن في حق اعلاميين مراد الزغيدي وبرهان بسيس على معنى الفصل 24 من المرسوم عدد 54 فضلا عن تسليط الضوء على اعتراف دول النرويج واسبانيا وايرلندا بدولة فلسطين .
وأشارت جريدة (الصحافة) في مقالها الافتتاحي، الى أنه منذ اعلان فوز البروفيسور منجي الباوندي بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2023 وهناك اهتمام بالغ من قبل عدد كبير من التونسيين واحتفاء بالغ أيضا وقد تولى رئيس الجمهورية وقتها الاتصال بهذا العالم وقام بتهنئته بهذا التتويج العلمي المهم جدا.
وأضافت الصحيفة، أن هذا الحدث المهم يجعلنا نطرح عديد الأسئلة المهمة المتصلة بمجال بالبحث العلمي وبصناعة المعرفة وبتفاعل الجامعة مع المجتمع وغيرها من القضايا المهمة التي كانت مطروحة ومنذ ستينات القرن الماضي عند تأسيس النواة الأولى للجامعة التونسية التي قال عنها عالم الاجتماع الفرنسي الكبير ومترجم القرآن جاك بيرك أنها ستكون منارة وقد صدقت نبوءته.
وبينت، هذه الجامعة الفتية تمكنت من أن تكون مخبرا لصناعة نخبة فكرية تونسية مستنيرة كما كانت فضاء رحبا للاعتمالات الكبرى السياسية والاجتماعية التي عرفها المجتمع التونسي في مراحل مهمة ودقيقة من تاريخه المعاصر، مشيرة الى أنها كانت أيضا جذابة لعديد المفكرين والباحثين الغربيين الذين تولوا التدريس فيها واستندوا العيش في تونس مستفدين من حالة الانفتاح الفكري التي تميز هذا البلد وفق ما ورد بالصحيفة.
وأكدت في سياق متصل، أن وضعية الجامعة التونسية اليوم تحتاج الى مزيد التطوير فهناك تراجع لا تخطئه العين في العقود الأخيرة، مبينة أن البحث العلمي في بلادنا في حاجة الى جهود مضنية وموارد مالية ضخمة ترصد له من أجل أن يكون مخبرا لصناعة المعرفة.
وخلصت الى أن الاشتغال على الرمزيات مسألة بالغة الأهمية، فان حصول البروفيسور منجبي الباوندي على جائزة نوبل للكيمياء يمكن استثمارها افضل استثمار ، ويمكن أيضا الترويج لفكرة الذكاء التونسي والكفاءات النوعية التي حصدت النجاحات والتتويج العلميى سواء في تونس أوفي خارجها .
وأوضحت جريدة (المغرب) في افتتاحية عددها اليوم، أن محاكمة مراد الزغيدي وبرهان بسيس وسنية الدهماني اليوم على خلفية تدوينات أو تصريحات، لم تقم على النصوص المنظمة للمهنة وأخلاقياتها بل تمت على معنى الفصل 24 من المرسوم عدد 54 ، الذي بات اليوم النص المنظم للمهنة، وهو نص يغلق جل المساحات أمام ممارسة أحد أركان المهنة..التعليق والرأي ويغير جملة من القواعد التي من بينها أن الانتاج الصحفي بات يخضع لسؤال قانوني عن “المعنى الخفي”منه، مبينة أن هذا يعني أن القواعد تغيرت كليا وباتت محكومة بما قد تعتقده الجهة التحكيمية ولا لقواعد واضحة ومعلنة تحدد الممكن وغير المسموح في مزاولة الصحافة كمهنة.
وأشارت الصحيفة، الى أن هنا قد لايكون الجمهور على دراية بأن الصحافة مهنة من الشق جدا ممارستها ، كتابة أوقولا أوصورة ، مضيفة أنها مهنة محكومة بما يمكن اعتباره “اتفاق أداء” بين الصحفيين والجمهور صارم ومضبوط يخضع فيه الصحفي الى ضوابط أخلاقية وقانونية ومهنية تحمي الجمهور المتلقي من أي انتهاك لحقه في الحصول على المعلومات والأخبار الصحيحة والتفسير والشرح الموضوعي دون أيه عملية تضليل أوتوجيه أو تلاعب به أوبالمعلومات التي تقدم لها .
واعتبرت جريدة (الصباح) في افتتاحية العدد، أن اعتراف دول النرويج واسبانيا وايرلندا بدولة فلسطين الا انتصارا جديدا للمقاومة سبقتها انتصارات كثيرة منها انتفاضة طلبة جامعات النخبة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي أعادت الضمير العالمي الى رشده، وقبلها المسيرات الشعبية الحاشدة في الدول الغربية والتي أحرجت حكوماتها المنحازة في الغالب للموقف الاسرائيلي ولكن اظهار الفضاعات التي ارتكبها الكيان الصهيوني ودفع الشعوب للاحتجاج واحراج حكوماتها هو ما أدى في النهاية الى تغيير العديد من المواقف المنحازة للكيان الصهيوني .
وأشارت الصحيفة، الى أن النتيجة اليوم أن هناك 147 دولة عضوا في المنتظم الأممي من أصل 193عضوا في الأمم المتحدة تعترف بدولة فلسطين كدولة ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة ، مبينة أنه رغم هذا الاعتراف هو أيضا اعتراف ضمني بحق الدولتين ولكنه يبقى انتصارا معنويا لشعب طالما سعى المحتل الى اغتياله معنويا ورمزيا ومسح وجوده الجغرافي من الخريطة، ولكن أصحاب الأرض يصرون دائما على كتابة التاريخ يليق بنضالات الأجيال .
وخلصت الى أن ملحمة 7 أكتوبر ليست مجرد حدث عابر في التاريخ بل انها منعرج كبير له تبعاته واستتباعاته ، حيث نجحت المقاومة بشكل غير مسبوق في كسر كل القيود وفي الوصول الى ضمير الأحرار وفي ابراز عدالة القضية الفلسطينية وحق المدافعين عن أرضهم رغم كل التشويهات وماكينات الدعاية المضادة التي حاولت الصاق كل الصفقات المشينة بالمقاومة وقوبلتها في قالب الايديولوجيا وافقادها السند الشعبي باللعب على هذا المعطى .