تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم السبت، حول عدة مواضيع تهم الشأن الوطني والعالمي مثل قرار محكمة العدل الدولية التي قضت في جلسة خاصة بايقاف الهجوم العسكري على رفح وفتح المعابر فورا والتطرق الى استفحال ظاهرة هجرة الكفاءات التي تشكل نزيفا حقيقيا للثروة البشرية في تونس الى جانب تسليط الضوء على تحركات الاطباء العاطلين.
تطرقت جريدة (الصباح) في افتتاحية عددها اليوم الى ما اعتبرته “هزيمة جديدة مدوية للاسرائيليين، جاءت هذه المرة من محكمة العدل الدولية التي قضت في جلسة خاصة عقدتها، الجمعة 24 ماي، في مقرها بلاهاي بايقاف الهجوم العسكري على رفح وفتح المعابر فورا”.
وأضافت أن القرار في حد ذاته، يعد حدثا دوليا تاريخيا يضاهي في أهميته القرار الاول الذي اتخذته نفس المحكمة في 26 جانفي 2024، ويراكم سلسلة من القرارات الاممية السابقة مثل قرار الجمعية العامة للامم المتحدة بتاريخ 10 ماي 2024 الذي يدعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة بالامم المتحدة) الهادفة الى الاعتراف الدولي بعدالة للقضية الفلسطينية.
وبينت في هذا الصدد، أن قرارت محكمة العدل الدولية باتة ونهائية ولها طابع الزامي لكن المحكمة لا تتمتع بصلاحيات تنفيذية، لذلك يعد من الصعب تطبيقها ميدانيا في ظل اصرار الاحتلال على تجاهلها وعدم الامتثال لها، لكن بعدها الرمزي ودلالاتها تتجاوز ذلك بكثير وتعتبر نصرا جديدا ومكسبا يسجل لصالح دعم القضية الفلسطينية. كما من شأن هذه القرارات أن تزيد في الضغوط الديبلوماسية على حكومة الاحتلال، وفق ما ورد بالصحيفة.
وخصصت جريدة (الصحافة) حيزا هاما للحديث عن استفحال ظاهرة هجرة الكفاءات التي تشكل نزيفا حقيقيا للثروة البشرية في تونس في ظل الوضع الاجتماعي والاقتصادي الهش والصعب الذي عرفته تونس بعد الثورة وما رافقها من تداعيات وخيمة عمقتها جائحة كورونا التي عصفت بعديد الميادين والقطاعات مما جعل من الهجرة النظامية، وخصوصا نحو أوروبا والخليج، للاطباء والمهندسين والتقنيين والاساتذة وكذلك الهجرة غير النظامية للفئات الاكثر هشاشة، هدفا وحلما يراود الكثير منهم.
وأضافت الصحيفة أن المهتمين بالشأن العام في تونس أرجعوا هذه الظاهرة الى ضعف مستوى الاجور وانتشار البطالة وتعطل منظومة تشغيل خريجي التعليم العالي والاختلال بين ما توفره الجامعات من شهادات علمية في بعض الاختصاصات وبين ما تتطلبه سوق الشغل من حاجيات.
ولاحظت، في هذا السياق، أن ظاهرة هجرة الكفاءات التونسية في مختلف الاختصاصات أصبحت تؤرق الدولة بسبب ما خلفته من تداعيات وخيمة ومن الضروري اليوم البحث عن حلول ناجعة بعيدة عن الدراسات والمنتديات والملتقيات التي لا جدوى منها سوى اهدار المال العام، حسب ما ورد بالصحيفة.
وفي سياق متصل، اهتمت صحيفة (لوطون) بالاطباء العاطلين عن العمل بعد أن تم تنظيم تظاهرة أمام قصر الحكومة في القصبة يوم 8 ماي الجاري تحت شعار ‘التوظيف حق’، مشيرة الى أن نقابة الأطباء العاطلين عن العمل تعتزم تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يوم 30 ماي الحالي، للمطالبة بإنهاء تهميش حاملي أعلى الشهادات المعترف بها دوليا.
وأضافت الصحيفة، أنه من المقرر أيضا اتخاذ إجراءات تصعيدية مثل الإضراب عن الطعام والاحتجاجات أمام مقر مجلس نواب الشعب في الأسابيع المقبلة، خاصة مع عدم استجابة سلطة الاشراف للحلول المختلفة التي تم تقديمها للسلطات لوضع حد لمحنة الأطباء العاطلين والسماح لهم