يتجه التفكير وكافة الأنظار هذه الأيام، نحو أسواق الماشية، وذلك مع اقتراب عيد الأضحى الذي تفصلنا عن احيائة قرابة ال10 ايام، حيث تشهد أسواق الماشية ونقاط بيع الأضاحي ازدحاما رغم الاجماع على ارتفاع الأسعار هذه السنة، وفي ولاية سليانة عبر عدد من المواطنين لصحفية “وات” عن الحيرة بين تحمل اعباء تصعب مجابهتها او التخلي عن إحياء هذه المناسبة الدينية.
ورغم ما يعرف عن الولاية كمنتج للخروف باعتبارها منطقة فلاحية بالأساس، الا ان الأسعار كانت مشطة في الوقت الذي وصف فيه الموسم الفلاحي بال”متوسط” مقارنة بوضع الجفاف الذي شهدته الجهة خلال السنة المنقضية، وهو ما جعل المواطنين فى حيرة وعجز وحرمان.
وفي منطقة سيدي الباهي، التي تبعد مايقارب 12 كم عن مدينة سليانة، أجمع عدد من الفلاحين على أن عوامل عديدة تسببت في غلاء أسعار الخرفان للموسم الحالي خاصة منها الزيادة في سعر الأعلاف، وقال أحدهم (أنيس المديوني) أن ارتفاع اسعار مستلزمات الإنتاج في السنوات الأخيرة، دفع بعدد منهم الى بيع القطيع، حيث تجاوز سعر حزمة التبن ال25 دينارا وارتفعت بدورها أسعار الشعير وغابت الأعلاف المدعمة، وفق قوله.
واضاف ان اسعار الاضاحي تراوحت بين 700 دينار وألف دينار بالنسبة للخروف (بين 6 أشهر وسنة) وأكثر من ألف دينار للخرفان (أكثر من سنة) ولفت الى أن أسعار الجدي تراوحت في السنة المنقضية بين 300 و400 دينار ليرتفع سعره خلال هذه السنة حتى يتراوح بين 700 و750 دينار، مؤكدا أن الطلب متوفر غير أن الإقبال غائب تماما، ملاحظا ان الحرفاء يتنقلون من منطقة إلى منطقة لعلهم يظفرون بأسعار مناسبة، وقال “جدل ونقاش لكن دون جدوى، فالعيون بصيرة و اليد قصيرة”، واشار الى ان الكثير من العائلات اختارت شراء كميات من اللحوم والأحشاء والكبد حسب مقدرتها الشرائية وتخلت عن شراء الاضحية هذه السنة.
من جهته، وصف محمد اللواتي، وهو قصاب بالسوق البلدي بسليانة، أسعار الأضاحي لهذه السنة ب”المرتفعة” مقارنة بالسنة الفارطة وذلك بزيادة بحوالي 200 دينار، لافتا الى أن عددا من العائلات، ينوون شراء اللحوم حسب مقدرتهم وظروفهم، موضحا أن سعر 1 كغ من لحم الضأن يتراوح بين 36 و42 دينارا، ووصف منجي الجندوبي (قصاب بدوره) الإقبال بسوق المواشي ب”الغائب” من قبل الحريف وبالمكثف من قبل التجار الذين سيتولون نقلها وبيعها إلى الولايات المجاورة
وذكر عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري رؤوف الحسني، لصحفية “وات” أن إنتاج الجهة من الخرفان يتراوح بين 107 و 108 ألاف رأس، غير أن العدد شهد انخفاضا خلال هذه السنة ليبلغ 80 ألف رأس غنم موزعة الى 40 ألف خروف و17 ألف جدي والبقية بركوس.
وقال أن “غلاء الأسعار كان منتظرا، لكن ليس بهذه الكيفية”، وفق تعبيره، مبينا أن عددا من الفلاحين تخلوا على قطيعهم لغلاء المستلزمات وندرتها خاصة منها الأعلاف، وقال ان أسعار الخرفان أقل من 25 كغ تراوحت بين 650 دينارا و800 دينار، وهي الفئة المحبذة لدى أغلب التونسيين، واضاف ان الجهة لأول مرة تعجز عن تزويد الولايات المجاورة بالقطيع.
وأفاد من جهته المكلف بتسيير دائرة الإنتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسليانة عبد الرزاق الماجري، بأن ولاية سليانة تعد منطقة انتاج الخروف والبركوس، وشهدت خلال السنة الجارية زيادة في عدد الخرفان بنسبة 25 بالمائة مقارنة بالسنة الفارطة.
وأوضح أن الكميات المتوفرة بالجهة خلال الموسم الجاري تتوزع إلى 72 ألفا و974 رأس خروف (أقل من 25 كغ) و38 ألفا و197 بركوس و17 ألفا برشني، وذكر أن معتمديات جنوب الولاية تعد من بين المناطق الأكثر انتاجا بالجهة، خاصة منها معتمديات الروحية ومكثر وسليانة الجنوبية والكريب.