بعد نهاية الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال الإفريقية، وبعد جمع كل المعلومات والتقارير من مختلف الجهات الرسمية وهياكل النادي ومكونات الترجي الرياضي التونسي، اصدر الترجي اليوم الإثنين 27 ماي 2024، بلاغ توضيح للرأي العام الرياضي ولجمهور النادي، بخصوص حقيقة ما حصل فيما يتعلق بتذاكر المباراة وعملية الدخول إلى الملعب، وايقاف عدد من مشجعي الترجي واصابة احدهم في مصر.
وفي ما يلي نص البلاغ كاملة:
منذ الترشح إلى الدور النهائي أي مباشرة بعد لقاء الإياب ضد صانداونز سارعت إدارة الترجي الرياضي التونسي بمراسلة الإتحاد الإفريقي لكرة القدم و نادي الأهلي المصري لتحديد ومعرفة نسبة حضور جماهيرنا في مباراة الإياب الختامية في مصر وللإتفاق على التذاكر المجانية وعددها 500 تذكرة في إطار المعاملة بالمثل، وتلقينا الرد من الكنفدرالية الافريقية بأن القوانين تسمح بتمتع أحباء الفريق الزائر بنسبة 5 بالمائة على أقل تقدير من سعة الملعب وهي النسبة الأدنى حسب اللوائح اي انه يمكن قانونيا بعد التنسيق مع الجهات المعنية الترفيع في هذه النسبة وهو ما طالبنا به مثلما تسمح لنا هذه القوانين.
بعد نهاية لقاء الذهاب وعند تحول الوفد الرسمي للترجي الرياضي التونسي إلى مصر تم إعلامنا بأن سعة ملعب القاهرة في النهائي تبلغ 50 الف متفرج وان العدد المخصص لأنصار الترجي الرياضي التونسي هو 2500 تذكرة نسبة إلى 5 بالمائة.
وحال معرفة هذا الخبر انطلق الترجي الرياضي التونسي في مساعيه للحصول على عدد إضافي من تذاكر الدخول إلى الملعب من خلال مراسلات متواصلة مع الإتحاد الإفريقي لكرة القدم ومع الأهلي المصري وتم التنسيق مع السفارة التونسية في مصر و ووزارة الشباب والرياضة و السلطات التونسية، وفي هذا الصدد تحول رئيس وفدنا الرسمي صحبة سفير تونس بمصر مساء يوم الخميس إلى مديرية أمن القاهرة واجتمع مع كبار المسؤولين الأمنيين وأبلغهم برغبة وطلب إدارة الترجي الرياضي التونسي في الترفيع في عدد التذاكر المخصصة لجماهيرها نظرا للعدد الكبير الذي تحول إلى مصر.
كما تم تقديم طلبا في زيادة عدد التذاكر خلال الاجتماع الفني للمباراة لمسؤولي الأهلي المصري بحضور كل الأطراف المعنية من كنفدرالية وأمن.
هذا ولا بد من الإشارة هنا أنه لم يكن ممكنا تحديد عدد أحباء الترجي الرياضي التونسي الذين تحولوا إلى مصر لأن الدخول إلى التراب المصري لم ينحصر على التأشيرات الممنوحة من السفارة المصرية في تونس فقط وإنما وقع من العديد من البلدان الأوروبية للأشخاص المقيمين بها أو المتمتعين بتأشيرة الدخول إلى الإتحاد الأوروبي وكذلك المقيمين بدول الخليج وهو ما منع من تحديد ومعرفة العدد من قبل السلطات المصرية الرسمية.
بالنسبة لعدد 2500 تذكرة فقد اقتنت الهيئة المديرة للترجي الرياضي التونسي 2000 منها وتحصلت على 500 تذكرة مجانية في إطار المعاملة بالمثل، وكان من المستحيل تخصيص شباك في ملعب المباراة لبيع هذه التذاكر ليتم بسرعة تشكيل لجنة على عين المكان متكونة من عشرة أشخاص تابعين للجنتي الأحباء والتنظيم وقامت يوم الجمعة بزيارة ميدانية إلى الملعب بالتنسيق مع الجهات الأمنية لوضع طريقة لتوزيع التذاكر على الأحباء مع مواصلة الطلبات والمساعي للحصول على عدد إضافي من التذاكر وانتظار مآل طلبها وكذلك المساعي الرسمية التونسية للترفيع في عدد التذاكر.
يوم المباراة وفي حدود الساعة الواحدة ظهرا تحول كل أعضاء هذه اللجنة إلى الملعب للإعداد والإنطلاق في عملية توزيع التذاكر ، وارتأت اللجنة تخصيص نسبة من هذه التذاكر لمختلف مجموعات أحباء المنعرج الجنوبي التي تحول أفرادها إلى مصر ، وفي نفس الوقت تم التنسيق مع الجانب المصري و بطلب من أعضاء اللجنة تم السماح بدخول الأطفال والعنصر النسائي مجانا دون تعطيل والإصطفاف بالطوابير وتم توزيع بقية العدد على الأحباء الموجودين على عين المكان وقد بلغ عدد الأحباء الذين دخلوا إلى الملعب بين 5 و 6 آلاف محب في الأخير بفضل مجهودات اللجنة المذكورة و التي نحييها ونشكرها على كل ما قامت به.
وواصلت اللجنة مساعيها لإدخال كل الانصار الذين كانوا متواجدين خارج الملعب وكثفت من اتصالاتها مع الجهات الأمنية لكن دون جدوى مع الأسف الشديد.
هذا ويعترف الترجي الرياضي التونسي بأن البلاغ الصادر ليلة المباراة لم يكن واضحا ودقيقا بالشكل المطلوب لسبب بسيط وهو أننا كنا ننتظر ردا على طلبنا في الترفيع في عدد التذاكر من خلال فتح مدارج فوق التي منحت لأحبائنا وكنا عند كتابة البلاغ ننتظر إجابات من الجانب المصري و بطلب من الجهات الرسمية التونسية .
بالنسبة للتذاكر الخاصة بالمنصات الرئاسية والشرفية والتي تحصل عليها بعض التونسيين والتذاكر العادية الأخرى غير ال 2500 المخصصة للترجي الرياضي التونسي فإن العملية خارجة على نطاق الترجي الرياضي التونسي وهي تتجاوزه تماما وتعني أطرافا أخرى كرعاة الدورة والمستشهرين وعلاقات البعض من أحبائنا مع أعضاء الكنفدرالية والجانب المصري.
كما يجب توضيح أنه استحال على هذه اللجنة رغم كل مساعيها ومجهوداتها تلبية طلبات جميع الأحباء وإدخالهم جميعا إلى الملعب، وطبيعي جدا أن ينتاب هؤلاء غضب كبير وهو أمر مفهوم لكنه خارج عن نطاق المسؤولين في الترجي الرياضي التونسي وأعضاء اللجنة المتكونة للإشراف على عملية توزيع التذاكر.
إن العدد الكبير من الأنصار الذين تحولوا إلى مصر يدل على شيء واحد وهو تعلق الترجيين بناديهم وعشقهم اللامحدود للونين الأحمر والأصفر .
وننهي جانب وموضوع الدخول إلى الملعب بالتأكيد على أن الترجي الرياضي التونسي فكر وسعى بكل الوسائل لترضية الجميع ونتقدم هنا بكل الإعتذارات لأحبائنا الذين لم يتسنى لهم الدخول إلى الملعب ونتفهم غضبهم مثلما نحن متأكدون من تعلقهم وحبهم اللامشروط للترجي الرياضي التونسي.
في خصوص المحب الذي تعرض إلى إصابة في رجله فإن الترجي الرياضي التونسي وفور السماع بالحادث اتصل بالسفارة التونسية بمصر وتم التنسيق مع الجهات المصرية لنقله إلى المصحة وقد تكفل أحد أحباء الترجي الرياضي التونسي المقيمين بمصر بكل المصاريف. وتم إعداد عودة هذا المحب إلى تونس في الطائرة الخاصة للوفد الرسمي وكانت سيارة إسعاف خصصها الترجي الرياضي التونسي بالتنسيق مع رئاسة الحكومة ووزارة الصحة في انتظار هذا المحب بمطار تونس قرطاج وتم نقله مباشرة إلى مصحة خاصة أين يتلقى كل الإسعافات اللازمة وهو لا يزال يقيم بالمصحة المتعاقدة مع الترجي الرياضي التونسي إلى حين تماثله نهائيا إلى الشفاء.
بالنسبة للأحباء الموقوفين فقد كان الترجي الرياضي التونسي في متابعة حينية لوضعيتهم بالتنسيق مع السفارة التونسية بمصر وقد تم إخلاء عددا منهم وتلقينا وعودا رسمية بإخلاء سبيل البقية وترحيلهم جميعا إلى تونس.
في الختام ، صحيح أننا لم نفز بلقب رابطة الأبطال الإفريقية لكننا وبفضل أحبائنا و بفضل العرض الخيالي الذي قاموا به في لقاء الذهاب في رادس كسبنا حب واحترام الجميع في مختلف بلدان العالم وضرب أنصار الترجي الرياضي التونسي الرائعون موعدا مع التاريخ بدخلة ظلت ولا تزال راسخة في قلوب كل من تابع المباراة على الشاسات من كل قارات العالم.
كما أن الهبة الكبيرة إلى مصر تعد سابقة في تاريخ التنقلات لا العربية والقارية فحسب وإنما العالمية في أعتى وأكبر المنافسات والتظاهرات.
فشكرا وتحية من الأعماق لجماهيرنا العزيزة والرائعة ومعذرة مرة أخرى على عدم تلبية رغبات كل الأنصار الذين تحولوا إلى مصر.
عاش الترجي الرياضي التونسي كبيرا شامخا … وعاش جمهوره العزيز