تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم الثلاثاء، حول عديد المواضيع التي تهم الشأن الوطني من أبرزها بداية من اليوم رئيس الجمهورية قيس سعيد في زيارة رسمية الى الصين والتطرق الى التحوير الوزاري الجزئي الذي أجراه رئيس الجمهورية قيس سعيد، مساء السبت المنقضي، فضلا عن تسليط الضوء على ارتكاب الاحتلال الصهيوني مجزرة الخيام في رفح في ظل تواطؤ غربي وانسحاب عربي .
وسلطت جريدة (الصباح) في ورقة خاصة الضوء، على الزيارة الرسمية التي يؤديها بداية من اليوم رئيس الجمهورية قيس سعيد الى الصين بدعوة رسمية وجهها له نظيره الصيني شي جين بينغ وذلك لحضور مراسم افتتاح الاجتماع الوزاري ال10 لمنتدى التعاون الصيني العربي .
وأضافت الصحيفة، استنادا الى الديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي قوله ” أن الصين كغيرها من الدول الكبرى التي تبحث عن توسيع نفوذها الى افريقيا والمنطقة العربية عبر توسيع شبكة العلاقات الجيواستراتيجية، مؤكدا أنه على تونس أن تستغل هذا التقارب لأنها ستكون مستفيدة بشكل كبير ومن المهم استغلال هذه الدعوة لاعطاء نفس جديد للتعاون بين البلدين في قطاعات محورية مثل الفسفاط والمياه خاصة وأن الصين من بين الدول الرائدة في بناء أكبر السدود في العالم.
وشدد العبيدي، على أن الصين التي تحولت الى عملاق عسكري وتكنولوجي تربطها علاقات مع تونس يتجاوز عمرها الستون سنة، مشيرا الى أن صادرات الفسفاط من تونس الى الصين خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2023 بلغت حوالي 1.4 مليار دينار مسجلة زيادة بنسبة 50 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من عام 2022.
وذكرت الصحيفة، بأن تونس والصين وقعتا في 2018 مذكرة تفاهم تتعلق بانضمام تونس الى مبادرة “الحزام والطريق” الصينية وتهدف المبادرة الى دعم الاستثمارات والشراكة والتعاون في مختلف المجالات بين الشرق والغرب في اطار مقاربة تقوم على تبادل المصالح المشتركة .
واهتمت جريدة (الصحافة) في مقال لها بالتحوير الذي يتخذ أهمية بالغة رغم أنه تحوير جزئي نظرا لأهمية الوزارتين المعنيتين من ناحية وللعلاقة الوثيقة للوزيرين برئيس الجمهورية باعتبارهما من أبناء مشروعه السياسي ومن المراهنين على ارساء قواعده سواء عبر البناء القاعدي و الشركات الأهلية.
وأضافت الصحيفة، أن رئيس الجمهورية اختار أن يذهب في اتجاه تكليف كفاءات من التكنوقراط في هذين المنصبين الوزارين مما يوحي ضمنيا أن رئيس الجمهورية لم يكن مقتنعا تمام الاقتناع بأداء كل من وزير الداخلية السابق كمال الفقي الذي لم يمض على تعيينه الكثير على رأس هذه الوزارة، مشيرة الى أنه قد تولى هذا المنصب يوم 17 مارس 2023 في حكومة السيد نجلاء بودن.
وبينت في سياق متصل، أنه بعيدا عن كل التحاليل والتخمينات الممكنة، فان الثابت أن رئيس الجمهورية انحاز الى أبناء الادارة من خلال تكليفه لشخصيات من التكنوقراط بعيدين عن السياسة مفضلا تكليفهم بمهام واعفاء أبناء المشروع من تحمل مسؤوليات سياسية مباشرة على رأس الوزارات ربما تمهيدا للرهان عليهم في مهام أخرى .
وخلصت في سياق متصل، أن رئيس الجمهورية قيس سعيد اختار أن ينحاز للفاعلية والنجاعة في ادارة مفاصل الدولة ولو على حساب الولاء من قبل جماعة مشروعه .
وأشارت جريدة (المغرب) في افتتاحية عددها اليوم، أن الصورة القادمة من رفح كشفت عن هول المجزرة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني الذي يحظى بدعم غربي وفاضح سمح له بالاستمرار في حرب الابادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة رغم القرار الصادر عن محكمة الجنايات الدولية بالوقف الفوري للعمليات العسكرية في رفح .
وأضافت الصحيفة، أن الاحتلال برر هذه المرة قصف لخيام النازحين بأنها كانت تأوي عناصر قيادية من حماس وأقر بأن عمليته أسفرت عن مقتل مدنيين، مبينة أن جثامين الضحايا ال45 وخاصة الأطفال منهم تنزع عن الاحتلال أي مبررات وتكشف عن وحشية الكيان الذي يسعى بتصعيده العسكري الى الضغط على المقاومة لانتزاع تنازلات منها في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.
وأشارت، الى أن الوحشية أراد منها الاحتلال فرض أجندته التي تعرف زيف جل القوى الكبرى في المجتمع الدولي الغربي، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والثلاثي الأوروبي (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) التي لازالت تقدم الدعم العسكري والمالي لدولة الاحتلال رغم بعض التصريحات المنتقدة لاستهداف المدنيين .
وخلصت الى أن الدعم كشف عن تشكل توازنات جديدة في المشهد، الاحتلال والثلاثي الداعم له يدفعون الى أن تكون نهاية الحرب في صالح دولة الاحتلال رغم أن الواقع الميداني والسياسي والعسكري يختلف عن كذلك، مشيرة الى أن التصعيد الأخير ضد مخيمات النازحين لايكشف فقط عن اجرام هذا الكيان ووحشيته بل كذلك عن أزمته التي تتفاقم مع مرور كل ساعة من عمر الحرب.