تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة ،اليوم الثلاثاء، حول عديد المواضيع التي تهم الشأن الوطني من بينها بلاغ وزارة التربية بمنع ارتداء الكوفية خلال امتحان الباكالوريا والتطرق الى تزايد الاقبال على الألعاب الالكترونية وتأثيرها على صحة الاشخاص النفسية والاجتماعية فضلا عن تسليط الضوء على أعمال العنف التي جدت بملعب رادس على هامش “دربي العاصمة ” .
واعتبرت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها، أن وزارة التربية حسنا فعلت بقطعها الطريق على كل اللذين يتاجرون بالقضية الفلسطينية ويسعون الى توظيفها للتغطية على الغش والتمويه من أجل التحيل، مشيرة الى أنه اذا كان البعض قد ساند هذه المبادرة عن حسن نية وعن رغبة حقيقية في مساندة الفلسطينيين ودعم حقهم المشروع، فان الغالبية العظمى تنشط في شبكات “الغش” المنظمة التي تهدف الى تسهيل عملية التحيل على المراقبين عبر اخفاء بعض الأدوات المستعملة تحت الكوفية.
وأضافت الصحيفة، أن الأمر انفضح وبدا واضحا، أن هذه “الحركة التضامنية” في بعدها الأول تخفي مآرب أخرى وهي أعدت خصيصا لغايات في ” نفس يعقوب” خاصة بعد أن “ازدهرت” في السنوات الأخيرة تجارة الغش الالكترونية وأصبحت تضم أطرافا عديدة تنشط في شكل شبكات رغم الحملات التحسيسية والتوعوية التي تطلقها وزاة التربية في كل سنة.
وأشارت في سياق متصل، الى أن بلاغ وزارة التربية جاء واضحا لا لبس فيه وهو ينهي أي مزايدة في هذا الخصوص، مبينة أن تونس من أكثر البلدان العربية التي اتخذت موقفا منحازا بشكل لا مشروط للحق الفلسطيني ودعمت المقاومة بوضوح وفي كل المحافل وكان توجه رئيس الجمهورية قيس سعيد داعما دونما قيد أوشرط.
وخلصت، الى أن الموقف التونسي المشرف والمتقدم جدا بالمقارنة مع الكثير من البلدان لا يقبل المزايدة، مبينة أنه لاينبغي أن نتخذ قضيتنا المركزية مطية لتسهيل الغش في امتحاناتنا الوطنية والتـأثير سلبا على مصداقية شهاداتنا العلمية.
وتطرقت ذات الصحيفة في ورقة خاصة، الى ما حدث في “دربي” العاصمة بملعب رادس من عنف واصطدام وصل الى منتهى خطير بين الأمن والجمهور مما يدعو الى طرح عديد الأسئلة المتعلقة بالبلد وحال البلد وامكانيات التعايش السليم بين مواطنيه، مشيرة الى أنه لا يمكن التعاطي مع أحداث العنف التي وقعت في “ستاد رادس ” أول أمس الأحد في “دربي العاصمة ” على أنها أحداث معزولة “لشرذمة من الشباب الضال ” .
وأكدت الصحيفة، على أن “أحداث معلب رادس ” لايمكن أخذها أوالتعاطي معها من خارج السياق العام الذي تحدثنا عنه وبمعزل عن معطياته وعن قيمه الجديدة، مبينة أن ما حدث هو صورة مكثفة لكل أشكال العنف في شوارع تونس وفي المدارس الابتدائية والمعاهد الثانوية وفي الفضاءات العامة .
وأشارت الى أن ما وقع من عنف في “ستاد رادس ” هو نفس العنف الذي يمارسه التونسيون بأشكال مختلفة مع فارق ضئيل في المكان وفي الزمان وفي الحمولة، مبينة أن البحث عن حلول لانهاء هذه “الانتكاسة المجتمعية ” لا يمكن أن يحدث بمعزل عن واقع المجتمع التونسي اليوم وبأكثر وضوح حيث من غير الممكن أخذ “واقعة رادس ” على أنها “واقعة رياضية ” معزولة وانما هي “واقعة مجتمعية ” من صميم التشنج العام السياسي والمجتمعي والأمني .
واهتمت جريدة (الصباح ) في ورقة خاصة، بقطاع الألعاب الالكترونية الذي له تأثير ايجابي على اقتصاديات الدول بما في ذلك تونس، مبينة أنه طريق مفتوح لتحقيق عائدات مالية مهمة كما يمثل مجالا جالبا لليد العاملة المختصة سواء كان في البرمجة أوالتصميم أوالتسوق وغيرها من التقنيات المرتكبة بصناعة الفيديو .
وأشارت الصحيفة، الى أن هذا الميدان يفتح الأبواب على مصراعيها لمراجعة عدة تحديات في مقدمتها الاتزان الرقمي وضمان صحة نفسية متوازنة سواء كان للفرد في جميع الأعمار أوأيضا للمجتمع ككل .
وبينت في سياق متصل، أن لمختلف هذه التطورات التكنولوجية والتقنية تداعيات ايجابية وأخرى سلبية، مشيرة الى أن التفكير يتجه مباشرة صوب حالة الادمان التي قد تصيب الأفراد عند ولوجهم للألعاب الالكترونية وخاصة منها الألعاب التي تحقق مداخيل وأرباح مالية .
ولا حظت، أن تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي يعزو هذا النمو الى رغبة ملايين الأشخاص بممارسة الألعاب الجماعية هربا من الملل والعزلة جراء الاجراءات الاحترازية وعميات الاغلاق الناجمة عن تفشي جائحة “كوفيد 19 ” ومن ذلك الوقت تعزز الاهتمام بهذا المجال، مشيرة الى أن عدة دراسات واستبيانات أجريت على مستوى عالمي أن الهواتف الذكية ساهما في جعل عملية اللعب أكثر سهولة، خصوصا أنها أتاحت للمستخدمين امكانية اللعب أينما كانوا وفق ما جاء في نتائج التقرير العالمي للاستبيان الرقمي 2024 الذي أجرته مؤسسة اثراء .