لا تزال احداث دربي العاصمة، بين النادي الافريقي والترجي الرياضي التونسي، الاحد الماضي، تثير الجدل بين الجماهير الرياضية وفي وسائل الاعلام التونسية.
ومن وجهة نظر علمية، اعتبر محمد الجويلي الأستاذ الجامعي والباحث في علم الاجتماع، ان هناك تنظيم شبابي وصفه بـ”الغاضب” بصدد التشكّل منذ سنوات وهو رافض للحياة الاجتماعية القديمة ويعبّر عن ذلك بإنتاج مخيّلات حضارية منتجة بدورها للمعنى شبابي يتمثل في الأغاني و”الدخلات” لكنه مرهف جدا وأي حركة قد تجعل منه عنيفا، وفق تعبيره.
واضاف الجويلي في حوار مع موزاييك اليوم الثلاثاء، أنّ الشباب يريد توجيه رسائل مفادها أنّه مستقل ومنتج لمعنى ويشرف عليه وعلى الآخرين أن يفهموا رغبته في استهلاك مدينته بطريقة حديثة وإنتاج جمالية جديدة لها.
وتابع بالقول: ”كل هذا للأسف لا يفهمه السياسي…هناك عدم تفاعل وفهم مشترك بين السياسي والشباب”.
وتابع: ”جرح عمر العبيدي لم تتجاوزه جماهير الإفريقي، وفي رواية عدد من جماهير النادي، لقطة تمزيق لافتات الفريق الذي يتنمي إليه المرحوم العبيدي استفزت الجماهير فكان التعبير الشبابي وردة الفعل الأمنية هي نفسها ووقع ما وقع”.
وأشار إلى أنّ تونس لم تتجاوز بعد إشكال حوكمة المجال الرياضي وقراءة التحولات الشبابية، حيث ما تزال تستعمل العصا الأمنية لفك النزاع ولم تحاول التوجه نحو أساليب تحترم الذات البشرية.
وشدّد محدّثنا على ضرورة إعادة النظر في القوانين المتعلقة بالرياضة عامة وكرة القدم خاصة وصياغة قوانين عادلة ومتطورة وتحقق العدالة الكروية والمساواة بين الجميع قدر الإمكان، كل هذا سيقلص الشعور بالمظلوميّة وبالتالي سنخطو خطوة نحو حوكمة جديدة في المجال الكروي، يقول ضيف ميدي شو.