تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الجمعة، حول عدة مواضيع تخص الشأن الوطني على غرار استعراض الصعوبات التي تواجه فكرة انشاء الشركات الاهلية وتسليط الضوء الضوء على القمة الاولى الكورية-الافريقية وتحليل أهميتها بالنسبة لبلادنا الى جانب فتح ملف الكلاب السائبة وتقديم عدد من الحلول لتفادي مخاطره.
تطرقت جريدة (الصباح) في افتتاحية عددها اليوم، الى فكرة الشركات الاهلية التي اعتبرت أنها ما زالت تتعثر مع صعوبات البداية بعد عامين من صدور المرسوم المنظم لتكوين هذه الشركات والدفع بها لتكون أحد روافد التنمية في اطار ما يسمى بالاقتصاد الاجتماعي التضامني والذي يبقى أحد أهم أهدافه خلق حرية اقتصادية محلية وجهوية قادرة على امتصاص البطالة والفقر محليا ليتسع الامر جهويا ويتوج وطنيا بنسيج اقتصادي متوازن وعادل.
وأضافت، أن كل الاراء تتفق اليوم على أن فكرة نجاح الشركات الاهلية مرتبطة بوجود هوية واضحة، تتنزل في اطار أشمل هو اطار الاقتصاد التضامني والاجتماعي الذي يحتاج الى كتابة دولة خاصة به تنظر في كل الاشكاليات وتذلل الصعوبات القانونية والتقنية وتمنحه الحماية والدعم اللازمين وتقوم بتسوية كل الاشكاليات وعلى رأسها التمويل الذي يجب أن تتعدد مصادره وينفتح أكثر على السوق المالية والبنكية بأريحية أكثر، وفق ما ورد بالصحيفة.
وعرجت جريدة (الصحافة) في مقالها الافتتاحي، على القمة الاولى الكورية-الافريقية التي احتضنتها العاصمة الكورية سيول يومي 4 و5 جوان الجاري تحت شعار ‘المستقبل الذي نصنعه معا .. النمو المشترك والاستدامة’، معتبرة أنها مثلت مناسبة هامة لبلادنا لطرح رؤيتها سواء في علاقة بواقع وآفاق الشراكات الممكنة أوالتحديات المطروحة أمام القارة الافريقية وفق التغيرات العالمية تماشيا مع البرنامج المخصص والمدرج ضمن هذه القمة.
وأضافت أن هذه القمة تعد بمثابة نقطة تحول مهمة للمنطتين في اتجاه تعزيز تعاونهما العملي بشكل كبير باعتبار أنها ستربط نقاط القوة في كوريا وافريقيا من منطلق أن افريقيا وكوريا شريكان متساويان يهدفان الى تحقيق المصلحة المشتركة وخلق مستقبل أفضل من أجل النمو المشترك والاستدامة والتضامن، حسب ما جاء بالصحيفة.
وعلى هامش انطلاق الدورة الرئيسية لباكالوريا 2024، أثارت صحيفة (المغرب) في ورقة خاصة، استفهاما جوهريا حول التعليم الذي نريد وكيفية تحقيقه مشيرة الى أن تراجع التحصيل المعرفي والعلمي هو أحد عناوين الاشكالية المخفية التي تواجه منظومة التعليم في تونس التي ومنذ سنوات باتت محل نقاش مجتمعي ورسمي يبحث عن تحديد مكامن الخلل وكيفية اصلاحه من منطلق سمته الاساسية أي الانطلاق من المنظومة الحالية وتقييمها موضوعيا مع الاخذ بعين الاعتبار جملة من الاسئلة في مسار التقييم.
وأضافت أن التعليم العصري ليس فقط محاولة لمسايرة سوق العمل وتوفير يد عاملة له أو ضمان اطارات لتسيير الدولة بل محاولة لتلبية احتياجات وحاجيات المجتمع بتنوعه وتعدده، مجتمع يشقه اليوم انطباع بأن منظومة التعليم بشكلها الحالي أقرب الى ‘استثمار فاشل’ اقتصاديا واجتماعيا يفرض مراجعته والاجابة عن سؤال جوهري … ماذا نريد من التعليم؟.
من جانبها فتحت صحيفة (لابراس) ملف الكلاب السائبة في الشارع معتبرة أن ذلك يشكل خطرا حتى لو تم تطعيم الكلب وتصبح هذه مسألة أمن قومي وليس فقط صحة عامة.
وأضافت أن الخطاب الذي يدافع عن الفرضية القائلة بأن الأمر يتعلق بتطعيم الكلاب الضالة يصبح قديمًا عندما تتكاثر بسرعة كبيرة. وحتى لو فكرنا في التعقيم، فإننا أيضًا لا نملك الوسائل اللازمة لمنع التكاثر المتسارع للكلاب كما أن الكلاب تعمل بغرائز القطيع والإقليمية مفسرة أنهم يصبحوا عدوانيين في المجموعة وهذه حجة لا يرغب أي مسؤول في الاعتراف بها حيث يمكن لعضو القطيع أن يحول الكلب الملقّح إلى خطر مميت.
وأثارت، في هذا الخصوص، استفهاما جوهريا … هل يجب أن نفكر في الذبح في الواقع، على الأقل مؤقتا حتى تقوم السلطات البلدية بتجهيز مركز لإدارة الكلاب الضالة والقيام بدورية يومية لجمع الكلاب الضالة ووضعها في المركز قبل تعقيمها؟.