انطلقت الاستعدادات لاحتضان ولاية تطاوين للنسخة السابعة للمهرجان الدولي للمونودراما المزمع تنظيمه خلال شهر أفريل من السنة المقبلة. وفي هذا السياق أدت الهيئة المديرة للمهرجان زيارة إلى الجهة لوضع التصورات النهائية وتقديم المقترحات مع الفاعلين الثقافيين.
ومن المنتظر أن يحتوي برنامج الدورة السابعة على مجموعة من العروض المسرحية والحكواتية، فضلا عن لقاءات حوارية مع فنانين عبر استوديوهات متنقلة في عدة أماكن تختص بها الجهة، بالإضافة إلى المسابقة الدولية في المسرح المونودرامي، بمشاركة دول عربية وأجنبية، منها إسبانيا ضيف شرف الدورة.
وقال إكرام عزوز مدير المهرجان، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء إن كلا من السلطة المحلية والجسم الثقافي بتطاوين بشكل عام، يتفاعل إيجابيا مع اختيار الجهة محطة سابعة لهذا الحدث، مؤكدا أن هذا الاختيار يأتي على ضوء ما شهدته الجهة من نجاحات على مستوى تنظيم العديد من التظاهرات الثقافية لا فقط المحلية، بل كذلك الوطنية والدولية، بالإضافة إلى احتوائها على موروث تراثي سيخدم بالأساس فن المسرح المونودرامي.
وأوضح الفنان إكرام عزوز، أن هذه الدورة تأتي أيضا ضمن التمشي القائم على تقديم الفرصة للجهات، بعد أن أقيمت دورات مشابهة في مناطق أخرى على غرار ولايتي نابل وسيدي بوزيد، مؤكدا أن الهدف الأساسي للمهرجان منذ دورته السابقة، الانفتاح على الجهات وإشراكها في فن المسرح المونودرامي، وهو ما تحقق من خلال إحياء الدورة السابقة “ربيع المونودراما” بالوطن القبلي، ملاحظا أن المهرجان ساهم في التعريف بعديد الجوانب في هذه المنطقة، حيث أتاح للضيوف المشاركين من دول عديدة عربية وأجنبية التعرف على ما يميز المناطق التونسية الداخلية.
وأضاف في السياق نفسه، أن ولاية تطاوين تحتوي على مناطق يجب التعريف بها ثقافيا وسياحيا، كما أشار إلى أهمية العلاقة التي تجمع الفنان المسرحي بالمحيط، وهو ما تمتاز به جهة تطاوين من خلال ما يميزها من خصوصية جغرافية فريدة (بين الجبال والقصور الصحراوية والجبلية وعمق الطبيعية الصحراوية)، وهو ما سيخلق تقاطعا مهما بين التنميتين الثقافية والسياحية.
وستمثل هذه الدورة وفق مدير المهرجان، فرصة حقيقية لإشراك الفاعلين الثقافيين والهواة على حد سواء، حيث سيتضمن البرنامج مجموعة من التربصات والدورات التكوينية بقيادة فنانين بارزين من داخل وخارج تونس، مما يسمح مستقبلا بتكوين نواد للمونودراما تكون تحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، وذلك بهدف خلق تنوع في الممارسة المسرحية بالجهة.
من جهته قال فرج صفيفير المندوب الجهوي للشوون الثقافية بتطاوين، إن إحياء المهرجان الدولي للمونودراما على أرض تطاوين، يعتبر فرصة مهمة للفعل الثقافي بالجهة، باعتبار القيمة الفنية الكبيرة للمهرجان من جهة، وقدرة هذه الاستضافة على المساهمة في تنمية الممارسة الثقافية خاصة بين الشباب. وأكد أن تطاوين تزخر بالعديد من الطاقات المبدعة التي ستساهم في إنجاح هذه الدورة.
وأوضح صفيفير، أن كل الأطراف في جهة تطاوين وخاصة السلط المحلية والجهوية، تدعم بقوة تنظيم هذه الدورة، مؤكدا أن المندوبية الجهوية للشوون الثقافية، ستعمل بمعاضدة الإدارات الجهوية الأخرى، على إنجاح هذه التظاهرة خاصة وأن الناشطين من الشباب في دور الثقافة، متعطشون لهذه الفرصة لما لها من أهمية وما توفره من فرص لمزيد التعلم والنهل من التقنيات والمعارف المسرحية من فنانين متميزين داخل تونس وخارجها، وذلك من خلال الورشات والتربصات التي سيقع تنظيمها.