تنطلق الثلاثاء المقبل من مطار تونس قرطاج آخر رحلات الحجيج التونسيين، البالغ عددهم الجملي نحو 11 ألف حاج، باتجاه البقاع المقدسة لآداء فريضة الحج للعام الحالي (1445 هجري/2024 م).
وبدأت رحلات الحجيج جوّا نحو المملكة السعودية منذ أواخر شهر ماي الماضي انطلاقا من ثمانية مطارات تونسية عبر رحلات أمنتها الناقلة الوطنية (الخطوط التونسية) والخطوط الجوية السعودية.
وكانت أولى رحلات الحجيج التونسيين انطلقت يوم 22 ماي المنقضي من مطار تونس قرطاج وعلى متنها 227 حاجا توجهت بهم الطائرة إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي، بالمدينة المنورة.
وستكون أول رحلة عودة للحجيج يوم 21 جوان الحالي على أن تكون آخر رحلة عودة يوم 9 جويلية المقبل.
وقبل أيام قدّم وزير الشؤون الدينية، ابراهيم الشائبي، معطيات للصحفيين ذكر فيها أن رحلات الحجيج ستؤمنها الناقلة الوطنية (الخطوط الجوية التونسية) بـ 22 رحلة جوية والخطوط الجوية السعودية بـ 20 رحلة.
// حصة تونس .. الضوابط
تبلغ حصة تونس لموسم الحج لهذه العام 10 آلاف و982 شخصا باحتساب أفراد البعثة الإدارية. وكان تقدم لآداء المناسك نحو 217 ألف شخص.
ووفق مذكرة توجيهية صادرة في أكتوبر الماضي عن وزارة الشؤون الدينية والمتعلقة بتنظيم موسم الحج لسنة 2024-1445 يكون الترشح لآداء المناسك “حصريا عبر منظومة الحجّ”.
وتعتمد الوزارة “إجراءات فرز” للحجيج الذين يقع توزيعهم على المعتمديات باعتماد نتائج إحصاء السكان الأخير الصادر سنة 2014.
وحسب المذكرة ذاتها، تجري الوزارة “تدقيقا” لدى مصالح شرطة الحدود والأجانب لتحديد واستبعاد من سبق لهم آداء تلك المناسك.
كما يجري “تحديد الاستطاعة البدنية والذهنية للمترشحين عبر فحص طبي يتم على ضوء نتائجه تحديد قائمة نهائية وقائمة انتظار”.
وخصصت وزارة الشؤون الدينية، هذا العام، حصة للحجيج المكفولين من الخارج في حدود ألف حاج. كما خصصت حصصا لبعض القطاعات.
ونصّ قرار اتخذه وزراء خارجية دول التعاون الإسلامي، في اجتماع لهم عقدوه في عمان (الأردن) عام 1988، على أن يخصص للدول والمجتمعات الإسلامية حصة قوامها ألف حاج لكل مليون نسمة، مع مراعاة أن تكون نسبة التخفيض متماشية مع النسبة المخصصة لكل دولة أو جماعة.
وسيرافق الحجيج التونسيين خلال موسم حج عام 2024 وفد يمثل “مكتب تونس لمرافقة الحجيج” ويقدر عدد أفراده بـ 520 عضوا موزعين بين أعضاء في بعثة الإرشاد الديني والبعثة الطبية وبعثة الخدمات والإسناد.
ويبلغ معدل أعمار الحجيج التونسيين لهذا العام 56 عاما، وأكبر الحجيج سنا هي السيدة “رقية الحكيم ” (104 أعوام)، التي سافرت برفقة أفراد من عائلتها من مطار جربة-جرجيس الدولي يوم 30 ماي الماضي.
وقال الوزير ابراهيم الشائبي لدى توديعه يوم 22 ماي الماضي أول فوج للحجيج رفقة السفير السعودي عبد العزيز بن علي الصقر، إن الحجيج التونسيين “سيؤدون مناسكهم في يسر وسهولة “.
وذكر في هذا السياق بالمخيم الإضافي الذي تحصلت عليه تونس سنة 2023 من قبل السلطات السعودية، التي قال إنها رفّعت بخمسة أضعاف في عدد أعضاء “مكتب حجاج تونس” (ارتفع من 110 أعضاء إلى 520 عضوا).
من جهته، قال الدبلوماسي السعودي إن “الحج لا يكون إلا بتأشيرة الحجّ” الممنوحة من قبل سلطات بلاده “، مشيرا إلى أن “الحج منظومة متكاملة تشرف عليها جميع الجهات والوزارات السعودية المعنية”.
وفي موسم الحج لعام 2022 وبعد تحسن الوضع الصحي في العالم عقب جائحة كورونا، خصصتّ السعودية لتونس حصة قدرت بـ4972 حاجا.
وجرى العام الماضي (2023) العودة إلى حصةالمواسم السابقة المخصصة لتونس، التي كانت في حدود 11 ألف حاج.
وتسعى تونس إلى الترفيع في حصتها السنوية من الحجيج إثر صدور نتائج التعداد العام للسكان المنتظر لهذه السنة، والذي يجرى كل 10 سنوات، وفق الوزير الشائبي.
وفي موسم عام 2014 كانت حصة تونس من الحجيج في حدود 8730 شخصا.
وبحث وزير الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية توفيق بن فوزان الربيعة، في زيارة إلى تونس مطلع أكتوبر 2023، هي الأولى لوزير الحج والعمرة السعودي، ” التسهيلات الخاصة بمزيد تيسير إجراءات الحج والعمرة للتونسيين”، و” توفير أفضل الخدمات”.
كما دشّن الوزير السعودي معرض منصة “نسك”، وافتتح مركز “تأشير” الذي يهدف إلى تسهيل إجراءات إصدار التأشيرات، وتقليص مدة الحصول عليها.
وقال الوزير الربيعة إن بلاده “حريصة على تيسير إجراءات قدوم المعتمرين والحجاج من تونس، وإسداء أفضل الخدمات لهم، وذلك في كنف التعاون التام بين وزارته ووزارة الشؤون الدينية التونسية.
وتسهر وزارة الشؤون الدينية منذ عام 1994 على “تنظيم مواسم الحج والعمرة” وذلك إلى غاية عام 2013 وقع إحداث ” لجنة وطنية للحج والعمرة” وضبط تركيبتها وسير أعمالها بأمر حكومي.
// توعية وإرشاد : دروس فقهية وبرامج تلفزيونية
أولت السلطات التونسية اهتماما بالجانب التوعوي للحجيج، وذكرت وزارة الشؤون الدينية أنه تم تقديم 2504 دروس فقهية توزعت على 281 مركزا في عموم جهات البلاد ضمن أنشطة مخصّصة للتوعية والإرشاد الدّيني لفائدة قاصدي بيت الله الحرام.
وجرى أيضا تخصيص حصص نظرية وتطبيقية متنوّعة في مناسك الحجّ شملت في فقراتها، إلى جانب التّوعية الدّينية، الإرشادات السّلوكية والنّصائح الصحّية والتّوجيهات التّنظيمية للحجيج.
وقال وسيم (36 عاما)، الذي سيؤدي مناسك الحج لهذا العام رفقة زوجته، إنه تابع، في الفترة المتراوحة بين 15 ديسمبر 2023 ومطلع شهر ماي الماضي، دروسا دينية قدمت له ولحجيج آخرين من معتمدية التضامن (ولاية أريانة) بمعدل 3 ساعات في الأسبوع، وذلك يومي الأربعاء والسبت من كل أسبوع.
وأضاف وسيم، في تصريح لوكالة (وات)، إن غالبية المترشحين لموسم الحج في منطقته “تابعوا بانتظام تلك الدروس، التي شملت في البداية أمورا فقهية تتعلق بالمناسك وكيفية الإحرام”، أُضيفت إليها لاحقا “دروس تطبيقية داخل مسجد الحي أين تم وضع مجسم للبيت العتيق “.
وذكر أن المشرفين على تلك الدروس قدموا للمترشحين عروضا بصرية تتعلق بكيفية آداء بعض المناسك كالطواف والسعي، إضافة إلى عرض صور لمشعري “عرفات” و”منى”.
وشملت الدروس السلوك الذي يجب أن يتبعه الحاج خلال المناسك وأمورا أخرى تتعلق بالأغراض التي سيحملها.
وتولت وزارة الشؤون الدينية طباعة كتاب “الابتهاج في مناسك المعتمر والحاج” ووزّعته على المقبلين على آداء “الركن الخامس” ليكون لهم دليلا عمليا.
كما أنجزت برنامجا تلفزيونيا لفائدة الحجيج عنوانه “الحجّ المبرور” بثّته التّلفزة التّونسية على قناتيها الأولى والثّانية.
وأعدت الوزارة أيضا برنامجين إذاعيين إثنين، أولهما “مناسك الحجّ” بثّت حلقاته الإذاعة الوطنية، في حين بثت إذاعة صفاقس البرنامج الثاني وعنوانه “الحجّ المبرور”، إضافة إلى مداخلات عديدة للوعاظ والأئمة في وسائل الإعلام المختلفة لتأمين التّثقيف الدّيني للحجيج.