” قبل عقود من الزمن كان ضيوف بيت الله من الحجيج يتزودون بحاجاتهم من مياه بئر زمزم من سقاة من عائلات مكية كانوا يتولون شرف تلك المهمة وفقا لتكليفات يحصلون عليها من السلطان العثماني” .. بهذه النبذة التاريخية استهل الرئيس التنفيذي لشركة “الزمازمة”، ياسر سليمان شوشو، حديثه عن هذه المنشأة وتاريخ سقاية الحجيج في مكة في لقاء جمعه أمس الأحد في مقر الشركة بوفد إعلامي لصحفيين من عدة دول إسلامية.
وتابع ياسر، مستعرضا صورا وخرائط ومجسما قديما لما كانت عليه بئر زمزم في السابق، قائلا “مهمة شركتنا التي أُحدثت قبل نحو 43 عاما هي تزويد حجيج بيت الله الحرام من مياه زمزم خلال موسم الحج، وهذا العام سننتج حوالي أربعين مليون عبوة وهذا تقريبا انتاج المصنع للعام الحالي”.
وأوضح المسؤول السعودي، لموفد وكالة (وات)، أن منشأة الزمازمة “تعمل وفق نظام آلي بنسبة مائة في المائة وعلى مدار ساعات اليوم الواحد”، مضيفا أنها “تعتمد أحدث آليات تعقيم وتعليب مياه زمزم التي تعبأ في قوارير بلاستيكية سعة 200 ملم.”
حديث ياسر شوشو ترافق مع استعراضه للطرق القديمة في سقاية الحجيج انطلاقا من عمليات جلب المياه من البئر الواقعة في صحن الحرم المكي مباشرة عبر الدلاء والحبال ثم تخزينها في أواني فخارية وتنظيفها وتبخيرها وعرضها في مساحات معينة لا تتجاوز مساحتها تسعة أمتار مربعة لكل عائلة تتولى عملية سقاية الحجيج، وتختص كل عائلة بحجيج قادمين من جهة معينة كحجيج شمال إفريقيا وحجيج شرق آسيا وغيرهم.
أما اليوم، فيتم جلب مياه بئر زمزم من المنبع مباشرة إلى مقر شركة الزمازمة في صهاريج معدنية تحملها شاحنات تجري متابعة خط سيرها وفق نظام تتبع المسافات (GPS) وتخزن كميات المياه وتعقم في المصنع الى حين تعبئتها في القوارير البلاستيكية التي وضعت عليها هذه السنة رموز من نوع QR بسبع لغات ضمن مبادرة ” سقاية وثقافة” التي أطلقت بالتعاون بين عدة وزارات وهيئات سعودية، وفق ذات المصدر.
وبهذه الطريقة يتعرف الحاج على مياه زمزم الحقيقية المعلبة والتي يتم توصيلها وتسليمها للحجيج وفق منصة الكترونية أعدت في الغرض وهي “منصة زمزم”.
وقال ياسر شوشو بشأن كيفية توزيع تلك المياه على الحجيج ” نحن نسلم بعض الدول حصص حجيجها من المياه مباشرة ومن تلك الدول تونس”.
وأضاف قوله ” إننا مرتبطون بمركز نسك لتوزيع كميات المياه على الحجيج، وتم خلال العام الحالي وضع أجهزة توزيع ذاتي لتلك المياه في الفنادق التي يقيم بها الحجيج وهي مرتبطة بمنصة نسك “.
وتراقب الجهات السعودية مياه زمزم المعلبة، إذ تتعاقد مؤسسة الزمازمة، وفق تصريحات مديرها التنفيذي، مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية وهيئات أخرى، كهيئة الغذاء والدواء، لمراقبة وقياس جودة منتجوها من المياه المعلبة في العلب البلاستيكية، التي عوضت علبا معدنية وأخرى بلاستيكية كان يحملها معهم الحجيج كهدايا لدى عودتهم إلى أوطانهم إثر انتهاء موسم الحج.
وأعدت شركة الزمازمة، خلال موسم الحج للعام الحالي، 6 مراكز خدماتية منتشرة في مختلف مناطق مكة وأعدت الشركة خطة عمل تم تقديمها لوزارة الحج والعمرة لسقاية نحو واحد مليون و800 ألف حاج.
وتوجه خلال هذا الموسم نحو 11 ألف تونسي إلى البقاع المقدسة لآداء فريضة الحج.