تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الخميس، حول عدة مواضيع تخص الشأن الوطني على غرار التطرق الى امتحان الباكالوريا وطريقة تعاطي وسائل الاعلام ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي معه واستعراض الحلول الهيكلية التي من شأنها تغيير المشهد الاقتصادي في بلادنا الى جانب تسليط الضوء على الاعلان عن انطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب في أفق سنة 2035.
أشارت جريدة (الصباح) في افتتاحية عددها اليوم، الى أن المتابع لاصداء امتحان الباكالوريا الذي اختتم، أمس، سواء في بعض وسائل الاعلام أو في مواقع التواصل الاجتماعي، يلاحظ أن التركيز هذا العام كان على الهوامش وليس على أصل الموضوع، حيث استقطبت مسألة الغش في الامتحان الاهتمام بشكل ملفت، لا حديث تقريبا طيلة أيام الامتحان الا عن الغش ومحاولات الغش والطرق المستعملة في ذلك والاساليب ‘المبتكرة’ للغش وكأنه لا شئ يهم بخلاف ذلك.
واعتبرت أن كل شئ تغير اليوم، حتى أن الملاحظ يشعر وهو يتابع ما جرى هذه الايام بمناسبة هذه المناظرة الوطنية الهامة من محاولات لافراغ الحدث من أهميته وكأن امتحان الباكالوريا قد تحول الى موضوع ل’الشو’ وذلك على حساب المضامين وعلى حساب رمزية هذه المناظرة الوطنية لافتة الى أن الباكالوريا، لمن نسي ذلك، تبقى هي أحد أهم مفاتيح المستقبل بالنسبة لمن يطمح لمسيرة جامعية ويحلم بشهائد عليا تتيح له ارتقاء درجات السلم الاجتماعي.
وذكرت أن لا أحد ينكر تراجع مستوى التعليم في تونس عموما بما في ذلك المناظرات الوطنية، لكن تبقى الباكالوريا التونسية قيمة ثابتة وهي معترف بها في الخارج وأبناؤنا تفتح لهم أكبر الجامعات في الخارج بفضل شهادة الباكالوريا بالذات وان كان لا بد من فتح باب النقاش حول الموضوع، فانه من المفروض أن يتمحور حول كيفية اعادة هيبة الباكالوريا وحول تحسين مستوى التعليم في تونس في كل مراحله وأيضا حول اعادة الاعتبار لقيم الاجتهاد والعمل والسعي الى النجاح والفوز بالباكالوريا وكل الشهادات العلمية عن استحقاق، وفق ما ورد بالصحيفة.
وتطرقت صحيفة (المغرب) في مقالها الافتتاحي، الى الخلل الهيكلي في الاقتصاد التونسي معتبرة أننا ازاء تتجاوز نقطة التوازنات المالية ونسب النمو وغيرها من المؤشرات اذ أننا ازاء أزمة شاملة وهيكلية تستوجب اصلاحا هيكليا شاملا ينطلق من تصورات مغايرة جذريا لما انتهج خلال السنوات الفارطة من مقاربة تقدم الملاءمة المالية على تحفيز الاقتصاد وتوفير عملة أجنبية وثانيهما خلق وظائف ومستهلكين لتحفيز عملية الاستهلاك الداخلي، وهذا مرتهن بقدرة البلاد وسياسييها على اعادة تشكيل المشهد الاقتصادي التونسي وقواعده التنظيمية والتخلص من كل ما يكبل نمو الانتاج، من ذلك تعزيز التنافسية في القطاع الخاص في اطار خطة تهدف الى الاستفادة من توجه أوروبا الحالي الى اعادة توطين بعض النشاطات الاقتصادية في دول الجوار لتجنب اضطراب سلاسل التوريد.
وشددت الصحيفة، على ضرورة عدم تكرار أخطاء الماضي وأن تبحث عن نمو اقتصادي سريع يضمن مقومات الاستدامة التي تشمل تحسين جودة التعليم ومضاعفة الانتاجية بهدف الارتقاء في سلاسل القيمة.
من جانبها سلطت جريدة (الصحافة)، في ورقة خاصة على الموكب الرسمي الذي شهده قصر الحكومة بالقصبة يوم الثلاثاء 11 جوان الجاري، وتم خلاله الاعلان عن انطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب في أفق سنة سنة 2035 باشراف رئيس الحكومة، أحمد الحشاني، وحضور وزير الشباب والرياضة، كمال دقيش، وعدد من الشركاء ومن ممثلي السفارات الاجنبية ببلادنا.
واعتبرت الصحيفة، أن هذه الخطوة تعد الابرز التي تقدم عليها منظومة الحكم الراهنة في باب ضبط السياسات العامة للدولة وتوضيح الخيارات المتصلة ببعض القطاعات والمجالات الاجتماعية وتكمن الاهمية أيضا في أن الامر يتعلق بالشباب وبمستقبله في هذا الظرف الدقيق الذي تعيشه تونس ودول العالم.
واعتبرت أن توقيت الكشف عن الخطة الاستراتيجية الوطنية للشباب هو أيضا مهم باعتبار أننا في زمن انتخابي دقيق وحساس يتعلق بأهم استحقاق انتخابي في بلادنا وهو الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها الخريف القادم، ولئن كان الشباب محددا في الانتخابات السابقة سواء بعزوف بعضه ومشاركة بعضه الاخر بشكل من الاشكال، فان المصلحة العليا للوطن تقتضي اليوم أن ننظر الى الشباب في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي 2024 من زاوية الاهداف الكبرى لا الاهداف الظرفية التي جربت في السابق وعادت بالوبال على العباد والبلاد، فالشباب ليس مجرد خزان انتخابي ووقود معارك انتخابية بل هو حاضر تونس ومستقبلها، حسب تقدير الصحيفة.
وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة، (لا براس)، في ورقة خاصة، أنه على الجميع الاعتراف بأن هجرة الشباب التونسي أمر مقلق للغاية وأن المزيد والمزيد من الشباب التونسي يريدون مغادرة البلاد.
وأثارت، في هذا الخصوص، عدة تساؤلات جوهرية، حول تفاقم هذه الظاهرة هل هي لاسباب اقتصادية فقط؟ وهل يمكن الاستجابة لهذه الرغبة الملحوظة بين الشباب للسفر إلى الخارج، وما يجب القيام به حتى يشعر الشباب بالرضا عن أنفسهم والبقاء هناك؟.
وأكدت على ضرورة الاجابة عن مختلف الاسئلة من أجل تصميم أنظمة شاملة وتحسين مصير هؤلاء الشباب بشكل ملموس من خلال تعزيز اندماجهم المهني واستقلالهم وتحسين ظروفهم المعيشية وإعطاء الأولوية للتعليم والتدريب من خلال مكافحة عدم المساواة وضمان مناخ منتج ومرضي من الحرية.