تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الاربعاء، حول عدة مواضيع تخص الشأن الوطني على غرار تسليط الضوء على حالات الضياع والوفاة في صفوف الحجيج التونسيين والاجراءات والتدابير العملية التي أعلنت عنها وزيرة التربية، سلوى العباسي، في علاقة باصلاح المنظومة التربوية الى جانب التطرق الى قرب موعد الانتخابات الرئاسية.
تطرقت جريدة (الصباح) في افتتاحية عددها اليوم الى ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي بداية من يوم عرفة والى حد اليوم الثاني من عيد الاضحى المبارك حول تسجيل عديد الوفيات وحالات الضياع في صفوف الحجيج التونسيين مشيرة الى أنه في الوقت الذي كانت فيه العائلات في انتظار المعلومات الرسمية حول المتوفين والمفقودين كانت وزارة الشؤون الدينية منشغلة فقط بنشاط السيد الوزير وصوره (128 صورة في يوم)، ولم تتم الاشارة الى الوفيات والمفقودين الا في بلاغ ذكرت فيه الوزارة أنها “لم تسجل أي وفاة في صفوف البعثات الرسمية”، وكأن بقية التونسيين الذين ذهبوا لاداء مناسك الحج بتأشيرات سياحية أو زيارة ليسوا مواطنين تونسيين ولا يعنون الوزارة المشرفة على شؤون الحج والعمرة ولا حتى وزارة الخارجية وسفارتنا بالسعودية التي انتظرت الى حد صباح أمس لتصدر القنصلية العامة بجدة قائمة اسمية في الحجيج المتوفين وعددهم 35 ويتبعها بلاغ توضيحي من وزارة الخارجية.
واعتبرت أن ما حصل في حج هذا العام تتحمله بعض وكالات الاسفار وبعض الحجيج أنفسهم الذين لم يلتزموا بالضوابط والقوانين المنظمة للحج وخرقوا القواعد وعرضوا أنفسهم وأرواح غيرهم للخطر خاصة في طقس حار جدا ودون رعاية وتوجيه وربما حتى ظروف اقامة ومعيشة عادية لتكون كل الوفيات تقريبا نتيجة ‘ضربة شمس’ وتعب واجهاد.
وسلطت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الخامسة، الضوء على الاجراءات والتدابير العملية التي أعلنت عنها وزيرة التربية، سلوى العباسي، في علاقة باصلاح المنظومة التربوية بدءا بالمستوى التحضيري حيث أشارت الى أن هذه الحزمة من الاجراءات تأتي في اطار تأكيد مصداقية وزارة التربية في تفعيل مخرجات الاستشارة الوطنية حول الاصلاح التربوي.
واعتبرت الصحيفة أن مثل هذه الاجراءات جاءت كرد على الارقام المفزعة في اتجاه اصلاح المنظومة التربوية لان تصبح المؤسسات التعربوية فضاءات جاذبةى للتلاميذ وليست طاردة لهم بما سيساهم من الرفع من جودة التعليم في بلادنا والدفع نحو ارساء عدالة شاملة في التععليم العمومي لمختلف الفئات وفي كل الجهات وخلق مواطن شغل اضافية فيؤ الاقاليم الخمسة التي من المنتظر أن يشملها البرنامج الجديد وفق الاجراءات المتخذة من قبل وزارة التربية في اطار الاصلاح التربوي.
وأضافت أن مثل هذه الاجراءات يمكنها أن تحقق أهدافها المرجوة المحددة مسبقا بالتزامن مع الشروع في تنفيذ البرنامج الشامل للاصلاح التربوي والذي سيشمل الى جانب المسائل البيداغوجية والزمن المدرسي وغيره من المسائل الهيكلية والتنظيمية والتقنية وتحسين البنية التحتية للمؤسسات التربوية وصيانتها وتأمينها لان تصبح فضاءات جاذبة ومحببة للتلاميذ في المناطق الداخلية والحدودية، وفق ما ورد بالصحيفة.
واهتمت صحيفة (لوطون) في ورقة خاصة، بقرب موعد الانتخابات الرئاسية مشيرة الى أنه مع تزايد الحرارة في شهر جوان الحالي، من المرجح أيضا أن تشتد حرارة الحياة السياسية، لأن الانتخابات الرئاسية تلوح في الأفق بالفعل، والأشهر الأربعة المقبلة ستجعلنا نشهد مناخا سياسيا خاصا مع احتمال حدوث مفاجآت وسيشهد الصيف نشاطا سياسيا واجتماعيا تحسبا للانتخابات الرئاسية المقررة عادة.
وأضافت أنه وفي انتظار إضفاء الطابع الرسمي عليها خلال أربعة أشهر، وفقا للمسؤولين في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، تشكو بعض الأحزاب السياسية من تأخر الإعلان رسمياً عن إجراء هذه الانتخابات، لكن من الناحية القانونية يجب على رئيس الجمهورية أن يفعل ذلك قبل ثلاثة أشهر على الأقل من هذا الموعد النهائي، وحتى الآن أمامه أشهر أخرى للقيام بذلك.
وبينت أن المخاطر ستكون هذه المرة كبيرة لأنها تتعلق بمفاتيح قصر قرطاج، مكان السلطة المقدس منذ حل البرلمان في جويلية 2021 واعتماد دستور جديد لعام 2022 الذي يمنح رئيس الجمهورية صلاحيات واسعة في ظل غياب أحزاب سياسية قوية ومؤثرة.