تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الجمعة، حول عدة مواضيع تخص الشأن الوطني والعالمي على غرار التطرق الى الانقلاب الصيفي الذي يأتي في ظروف مناخية وطبيعية غير عادية في تونس وطرح بعض الحلول لمجابهة الشح المائي والاهتمام بوضعية الجمعيات الخيرية الى جانب تسليط الضوء على الوضع في الشرق الاوسط.
تطرقت جريدة (الصباح) في افتتاحية عددها اليوم الى الانقلاب الصيفي الذي بدأ، أمس الخميس، ويأتي في ظروف مناخية وطبيعية غير عادية في تونس حيث ساهم ما يعرف بالتغيرات المناخية في تراجع التساقطات مقابل ارتفاع متواصل لدرجات الحرارة بدأ يأخذ حيزا زمنيا طويلا نسبيا على امتداد السنة حيث تغيرت نظرية الفصول وأصبحت ملامح الطقس المشمس أو الحار أحيانا هي الطاغية وهو ما يطرح عدة تحديات ويفترض أنه دفع بخبراء البيئة والمناخ الى البحث عن حلول لحماية الثروة المالية ويفترض أيضا أنه حرك لدى أهل الاختصاص البحث عن حلول تقنية عملية على المستوى الفلاحي في ظل الشح المائي و’الانقلابات’ المناخية المتواصلة.
وأضافت أن تونس مهددة بالفقر المائي وقد تصل مرحلة ‘العوز’ المائي … وتونس من بين أكثر البلدان تضررا من التغيرات المناخية … هذه الحقائق باتت ثابتة ولا مناص من التعايش معها لكن لا يعني ذلك القبول بالامر الواقع بل وجب ابتكار الحلول وكذلك توفر الاراة لمواجهة من يهددون الامن الغذائي للتونسيين وذلك عند الحديث عن آلاف الابار العشوائية التي حفرت ما بعد القورة ولم يتمكن أحد من مواجهة ‘كارتيلات’ استنزاف المائدة المائية والمتاجرة بها … بل بلغ بها الامر الى درجة التفكير في تغيير مجلة المياه في اطار خوصصة توزيع المياه أي خوصصة ‘الصوناد’ أثناء برلمانات العشرية التي تلت حداث 14 جانفي 2011.
وفي سياق متصل، استندت جريدة (الصحافة)، في مقال لها الى عدد من الخبراء الذين دعوا الى الاستعانة بنتائج البحوث العلمية من أجل مكافحة الشح المائي وطرح الحلول المتطورة والذكية والناجعة من خلال تنفيذ أهم المشاريع والتجارب والتقنيات التكنولوجية المحدثة في قطاع الماء للمحافظة أكثر على كميات الامطار من التبخر عبر المرور من السدود السطحية الى السدود الباطنية، هذا الى جانب المرور من فلاحة مستهلكة للمياه الى فلاحة ذكية أقل استهلاكا للمياه وزراعة الفلاحة على تفعيل اضافة الى تحيين التشريعات بما يتلاءم مع الوضع الحالي وذلك عبرب اصدار المجلة الجديدة للمياه بهدف اصلاح حوكمة الملك العمومي للمياه وتكريس آليات التصرف المندمج والمستدام والنأقلم مع التغيرات المناخية.
واهتمت صحيفة (لوطون) في ورقة خاصة، بالجمعيات الخيرية مشيرة الى وجود جمعيات معينة ذات طبيعة مشبوهة تبين أكثر فأكثر، وخاصة منذ دعوة رئيس الجمهورية مراجعة المرسوم 88 المتعلق بالجمعيات، أن العديد منها متورط في إرسال الشباب نحو النزاع. وكانت هناك في البداية ملاحقة لبعض قيادات حركة النهضة، ومن بينهم بالإضافة إلى، راشد الغنوشي، عدة قيادات أخرى مثل، الحبيب اللوز، وعلي العريض، رئيس الوزراء السابق، بالإضافة إلى ذلك، تبين أن بعض الجمعيات وبزعم العمل الخيري تسببت في الموت في تونس وأماكن أخرى من خلال إرسال الشباب إلى مناطق النزاع.
وبينت في هذا الخصوص، أن الشباب من أكثر أفراد المجتمع ضعفاً بسبب افتقارهم إلى الخبرة والنضج، ولهذا السبب من الضروري إدراج وسائل رقابية أكثر فعالية في القانون الجديد للجمعيات، وخاصة فيما يتعلق بالتمويل الأجنبي وذلك بهدف ضمان عدم استخدام هذا التمويل لأغراض غير قانونية وضارة للبلاد، وبالتالي فمن المشروع تنظيم ومراقبة مصادر تمويل الجمعيات لتجنب أي تدخل أجنبي ضار.
من جانبها، اهتمت صحيفة (لابراس)، بالتطورات المثيرة للقلق للاوضاع في الشرق الأوسط التي تثير مخاوف من امتداد الصراع إلى لبنان حيث يحبس العالم أنفاسه، بالنظر الى أن امتداد الحرب التي تخوضها غزة إلى لبنان لم يكن أكثر احتمالاً مما هو عليه الآن.
وأضافت الصحيفة، أنه بالنسبة لبعض المراقبين، فان الأمر أكثر من مجرد احتمال، فهو ببساطة مسألة أيام أو حتى ساعات قبل يوم واحد فقط من وقوع حقيقتين على درجة معينة من الخطورة أكدتا ذلك، بدءا بخطاب التهديد من الزعيم الشيعي لحزب الله، حسن نصرالله، من معقله المهيمن جنوب بيروت. فبينما قال إنه يرفض الذهاب إلى الحرب، ترك الباب مفتوحاً للاستهلاك من خلال وعده بتصريح قاسٍ لناتنياهو في حال غامر بالهجوم على جنوب لبنان.