حلّت اليوم الجمعة بمطار تونس قرطاج (مطار الحجيج المحطّة 2) أول طائرة عودة للحجيج التونسيين على متن الخطوط الجويّة التونسيّة والتي حملت على متنها 226 حاجّا وحاجّة، أدّوا مناسكهم في البقاع المقدّسة.
وفي شهادات استقتها وكالة تونس افريقيا للأنباء، من بعض الحجّاج في أوّل رحلة عودة، خلال هذا الموسم الذى شهد تسجيل وفيات بالإضافة الى تيه حجاج بصعيد عرفة خاصة في صفوف الذين لم يسافروا ضمن القنوات الرسمية، أكّد عدد منهم قيامهم بجميع مناسكهم في ظروف طيّبة فيما وصف البعض الظروف ب”الصعبة نوعا ما ” ، بسبب عوامل مختلفة.
وقالت الحاجّة فاطمة البالغة من العمر 67 سنة، التي بدا على ملامحها التعب والإرهاق، إنّ الظروف كانت مقبولة عموما وتبقى الحرارة المرتفعة بالبقاع المقدّسة السبب الرّئيسي في مشقّة الحجّ.
وعن عناية الإطار الطّبي وشبه الطبي بالحجّاج، بيّنت أنّ الأطباء كانوا يطمئنّون على صحّتهم بالنّزل ويقدّمون لهم النّصائح ويحاولون قدر الإمكان الاعتناء بالحالات الحرجة .
أمّا الحاجّة يمان الله البالغة من العمر 43 سنة، فقد أكّدت أنها أدّت مناسكها في ظروف جيّدة، معتبرة أنّ عامل السّن مهمّ جدّا في مساعدة الحاجّ على القيام بحجّته في أفضل الظروف، وأبرزت أنّ أغلب التعقيدات الصّحية تحدث مع كبار السّن.
ووافقها في هذا الرّأي الحاج سالم البالغ من العمر 46 سنة والمرافق لأمّه المسنّة الحاجّة نعيمة (88 سنة) والتي كانت على كرسيّ متحرّك، حيث قال إنّ الحجّ ينطوي على مشقة كبيرة و”للأسف الشّديد الكثير من الحجّاج التونسيين لا يتوفّر لديهم المال لأداء هذه الفريضة إلاّ في سنّ متقدّمة ممّا يزيد من مشقّته عليهم ولئن اقترح الحاجّ محمد (50 سنة) ، أن تراجع الدّولة معايير الحجّ أو القوانين المنظّمة له، نظرا إلى أنّ مشقّة الحجّ تتطلّب وضعا صحّيا مقبولا إلى حدّ ما، فقد أكّد أنّ الحجّ يبقى “توقا لكلّ مسلم يروم إتمام أركان الإسلام” وهو ما يتطلّب جهودا مضاعفة من الجميع لتلافي أكبر قدر ممكن من حالات التّيه أو المرض أو الوفاة.
تجدر الإشارة الى أن عدد الحجيج التونسيين المتوفّين بالبقاع المقدّسة ارتفع إلى 49 حاجّا وحاجّة وفق ما أفاد به اليوم الجمعة وزير الشؤون الدينية ابراهيم الشايبي الذي أقر بإمكانية وجود تقصير في الإحاطة بالحجيج، قائلا “التقصير قد يكون موجودا وسنقوم بالتّقييم على مستوى الوزارة ومن قصّر سينال جزاءه”.
يذكر أن عدد الحجيج التونسيين ضمن البعثة الرسمية بلغ عددهم هذه السّنة 10982، وبلغت تسعيرة الحجّ 19970 ألف دينار.