خلال الزّيارة التي يؤدّيها إلى بوركينا فاسو بمناسبة انعقاد الدّورة الثامنة للجنة المشتركة التونسيّة-البوركينية، كان لوزير الشؤون الخارجيّة والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار، لقاء مع كاراموكو جان ماري تراوري، وزير الشؤون الخارجيّة والتعاون الإقليمي والبوركينيين بالخارج، حيث مثّل هذا اللّقاء فرصة للإشادة بمتانة التعاون الثنائي منذ إرساء العلاقات الدبلوماسيّة بين البلدين سنة 1964.
وفي مستهلّ اللّقاء، أعرب الوزير عن خالص شكره وامتنانه للحكومة وللشّعب البوركيني على حفاوة الاستقبال وكرم الوفادة التي حظي بها الوفد التّونسي منذ وصوله إلى بوركينا فاسو.
وأكّد الوزير، خلال اللّقاء، على أنّ تونس تحترم الخيارات والقرارات السّيادية لبوركينا فاسو وترفض أيّ تدخّل خارجي في الشّؤون الداخلية للدول، وترغب في إقامة شراكة متكافئة ومثمرة لكلا الطرفين، مذكّرا في هذا السّياق بالمبادرات التونسية الرّامية لتعزيز العلاقات بين البلدين في شتى المجالات، على غرار فتح السّفارة التّونسيّة بواقادوقو منذ سنة 2017 وتعيين سفير مقيم بالعاصمة البوركينيّة وإلغاء تأشيرة الدّخول إلى تونس منذ سنة 2015 وإحداث خطّ جوّي مباشر يربط عاصمتي البلدين.
وجدّد الوزير التزام تونس بمواصلة دعمها لبوركينا فاسو في مجالات التربية والتعليم العالي والتكوين المهني والصّحة وتكنولوجيات الاتصال والأشغال العمومية، مثمّنا الإقبال المتزايد للطلبة البوركينيين على الدّراسة بتونس، وأكّد على أهمّية تطوير المبادلات التجارية التي تظلّ دون الإمكانات الحقيقيّة للبلدين واستئناف التعاون في مجال التّرحيل الصّحي نحو تونس. كما أكّد على أهمّية تكثيف الزّيارات بين كبار المسؤولين للمحافظة على هذه الديناميكية الإيجابية للعلاقات الثنائية.
ومن جهة أخرى، عبّر الوزير عن تضامن تونس الكامل مع حكومة بوركينا فاسو في حربها ضد الإرهاب، ومذكّرا في هذا السّياق باستعداد تونس التّام لمزيد تطوير التّعاون بين البلدين في مجال التّكوين العسكري، حيث يباشر عدد من إطارات القوّات المسلّحة البوركينية تكوينهم بتونس.
ومن جانبه، عبّر وزير الخارجيّة البوركيني عن ترحيبه بزيارة الوزير والوفد المرافق إلى بوركينا فاسو، معربا عن تقديره وامتنانه لتونس وما توليه من أهمّية لتوطيد العلاقات بين البلدين والشّعبين الشقيقين، مذكّرا بعراقة العلاقات بين تونس وبوركينا فاسو.
كما أشار إلى أنّ بلاده تتطلّع إلى مزيد الاستفادة من الخبرات والكفاءات التونسيّة في المجالات الحيوية والاستراتيجية التي ستساهم في بناء مستقبل واعد لكلا الطّرفين منوّها بأنّ تونس تبقى مصدر إلهام لعديد الدّول الإفريقيّة.
ولدى تطرقهما إلى مسألة الهجرة غير النظامية، أكد نبيل عمّار ونظيره البوركيني على تقارب وجهات نظر الجانبين بخصوص هذا الموضوع واتفقا على مزيد التنسيق بشأنه.
وقد تبادل الجانبان الرأي حول عدد من المسائل الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التأكيد على تقارب وجهات النظر بخصوص الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقد شدّد الوزير في هذا الصدد على ضرورة وضع حدّ للإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيّون في قطاع غزة وفي الضفة الغربية من طرف قوّات الاحتلال، مؤكدا موقف تونس الثابت ودعمها الكامل للشعب الفلسطيني الشقيق ولنضاله من أجل استرداد حقوقه التاريخية المشروعة والتي لا تسقط بالتقادم في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على كامل أراضيه وعاصمتها القدس الشريف.