تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الثلاثاء، حول عدة مواضيع تهم الشأن الوطني على غرار نتائج الدور الاول للانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا والتساؤل حول مدى استعداد تونس للسيناريوهات الممكنة بعد أن أصبح اليمين والشعبوية في طريق مفتوح للحكم في فرنسا وأمريكا الى جانب تسليط الضوء على انطلاق لقاءات الدورة الثالثة للقاءات الاعمال التونسية الافريقية التي تتواصل على مدار يومي 2 و3 جويلية الجاري بالعاصمة.
تطرقت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي الى نتائج الدور الاول للانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا حيث حل حزب أقصى اليمين المتطرف ‘التجمع الوطني’ وحلفاؤه في المرتبة الاولى بنسبة تفوق ال34 بالمائة من الاصوات يليه تحالف اليسار ‘الجبهة الشعبية الوطنية’ التي فازت بحوالي 29 بالمائة من الاصوات وحلت كتلة الحزب الحاكم في المرتبة الثالثة بنسبة تقدر ب20 بالمائة من الاصوات.
واعتبرت الصحيفة، أن الامور لا تعتبر محسومة مسبقا وقد تتكون جبهة صد سياسية موحدة (يسار وجمهوريون بالخصوص) في الدور الثاني للانتخابات لكن لم يسبق أن كان قصر ‘ماتينيون’ قريبا من أقصى اليمين المتطرف بهذا الشكل ومن زعيم ‘التجمع الوطني’، جوردان بارديلا، الذي لا يخفي عداءه للمهاجرين فهو قد يكون الوزير الاول القادم في صورة فوز حزبه وحلفائه بالاغلبية المطلقة في هذه الانتخابات السابقة لاوانها ليفرض بذلك التعايش على الرئيس، ايمانيال ماكرون، للفترة المتبقية في حكمه وهي ثلاث سنوات.
وأضافت في المقابل، أن الامر لن يكون كما عليه من قبل الانتخابات التشريعية المبكرة، لكن لا بد من التذكير بشئ مهم وهو أن فرنسا وغيرها من الدول المتقدمة قد بنت نهضتها على أكتاف المهاجرين وما كان لفرنسا بالذات أن تنهض دون جهود المغاربة الذين تجدهم في كل القطاعات ونفس الشئ بالنسبة لمهاجري افريقيا جنوب الصحراء ومنهم من أفنى عمره في خدمتها.
وفي سياق متصل، أثارت صحيفة (المغرب) استفهاما جوهريا حول مدى استعداد تونس للسيناريوهات الممكنة بعد أن أصبح اليمين والشعبوية في طريق مفتوح للحكم في فرنسا وأمريكا مشيرة الى أن تنامي صعود اليمين المتطرف في أوروبا، اذا تزامن مع فوز ترامب بعهدة رئاسية، سينعكس على السياسات المتبعة من قبل هذه القوى لا فقط في علاقة بسياساتها الداخلية ومعاداة المهاجرين والاجراءات الحمائية بل في ما كشفته خطة ‘مشروع 2025’ التي سيعتمدها ترامب كخطة حكم اذا فاز.
وأضافت أن هذه الخطة التي أعدتها مؤسسة ‘هيريتيج’ تقوم على وعد كبير هو ‘وعد يجعل أمريكا أمة محافظة’ تعيش في ظل اعادة الحكم الذاتي للشعب وعلى مقولات كبرى أبرزها ‘الدفاع عن سيادة الامة وحدودها وخيراتها ضد التهديدات العالمية.
وأبرزت أن هذا التزامن في حكم اليمين والشعبوية للدول الكبرى اذا حصل قد يمكن محاصرته، لكن تداعياته ستتفاقم خاصة وأن الاقتصاد العالمي اليوم يقف على باب أزمة اقتصادية كبرى اتخذت اليوم عنوان أزمة حاويات النقل والتي انعكست سلبا على أسعار الشحن والتزويد وهذا بدوره بات ينعكس على أسعار السلع الرئيسية والاساسية. ويخشى الاقتصاديون في العالم أن يؤدي ذلك الى ارتفاع التضخم واتباع سياسات للحد منه تنعكس سلبا على الاقتصاديات الصغيرة والمتوسطة ومنها الاقتصاد التونسي الذي حتى وان كان في ظاهره متماسكا الا أن تماسكه هش قد ينفرط عقده قريبا، وفق ما ورد بالصحيفة.
من جانبها، سلطت جريدة (الصحافة) الضوء على انطلاق لقاءات الدورة الثالثة للقاءات الاعمال التونسية الافريقية التي تتواصل على مدار يومي 2 و3 جويلية الجاري بالعاصمة تحت اشراف رئيس الحكومة، أحمد الحشاني، وهي تظاهرة ينظمها مركز النهوض بالصادرات بالتعاون مع وزارة التجارة ووزارة الشؤون الخارجية وبحضور وزراء من عدة دول افريقية.
وأشارت الصحيفة الى عددا من الفاعلين الاقتصاديين يرون أن تونس بوابة تجارية واستثمارية حقيقية نحو افريقيا جنوب الصحراء لا سيما وأن البلاد تشهد تطورا صناعيا وخدماتيا، اذ تهدف هذه الفعاليات الى تطوير عدة قطاعات اقتصادية في افريقيا عامة وفي تونس على وجه الخصوص.
ونقلت الصحيفة، عن المدير العام لمركز النهوض بالصادرات، مراد بن حسين، قوله ان المرجو تحقيقه من نتائج في ‘لقاءات الاعمال التونسية الافريقية’ هو أن ينبثق عن 2500 لقاء مهني مباشر عقود لفائدة مؤسسات تونسية لتدعيم مكانتها التصديرية في دول افريقيا جنوب الصحراء.
وحاورت في هذا الصدد، عضو لجنة التنظيم في اللقاءات التونسية الافريقية، سليم يحيى، الذي أكد أن هذه التظاهرة تهدف الى رفع نسق التصدير نحو الاسواق الافريقية اذ أن هذه الدورة ستستضيف 120 شركة موردة من افريقيا ومشاركة 300 مؤسسة تونسية ناشطة في جل القطاعات.