تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الاربعاء، حول عدة مواضيع تخص الشأن الوطني والعالمي على غرار اثارة استفهام جوهري حول مكانة تونس صلب حلقة التجارة البينية الافريقية-الافريقية، وذلك على هامش احتضان بلادنا الدورة الثالثة للقاءات التونسية الافريقية والتطرق الى أهمية اعادة فتح معبر رأس جدير والجدل الذي أثاره صدور دليل التوجيه الجامعي لسنة 2024 الى جانب الوقوف على لآخر المستجدات في قطاع غزة.
أثارت جريدة (الصباح) في افتتاحية عددها اليوم استفهاما جوهريا حول مكانة تونس صلب حلقة التجارة البينية الافريقية-الافريقية وحصتها من المبادلات التجارية والاستثمارات في القارة التي تعتبر تونس بوابتها، ويمكن أن تكون ميناءها الكبير الرابط بين الشمال والجنوب وبين افريقيا وبقية قارات ودول العالم، وهي التي تمثل بعدا افريقيا حقيقيا باعتبارها من الدول الاولى الاعضاء في الاتحاد الافريقي وعديد المنظمات الافريقية الاقليمية والمنتمية كذلك لعدد من التجمعات الاقتصادية الافريقية منها خاصة ال’كوميسا’ ومنطقة التجارة الحرة الافريقية ‘زكاليف’.
وأكدت الصحيفة، أنه على تونس اليوم والتي كانت لها الجرأة والقدرة على أن تتخلص في المدة الاخيرة من سياسة وضع اليد الغربية وتختار وجهاتها حسب مصالحها، أن تركز أكثر في علاقاتها مع دول القارة الافريقية ومنظماتها وتكتلاتها الاقتصادية من أجل تعزيز استثماراتها ومستويات التجارة معها وافتكاك حصص أكبر في مختلف الصفقات في القارة التي ما زالت تعتبر عذراء والتي تتوفر على جميع الامكانيات والسبل للاستثمار والتبادل التجاري وعلى تونس أن تعمل كذلك على تأكيد مكانتها كجسر رابط بين مناطق وحضارات وثقافات متعددة غربا وشرقا شمالا وجنوبا.
وتطرقت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها السابعة، الى الافتتاح الرسمي للمعبر الحدودي رأس جدير بعد تعثر اجراءات ومواعيد فتحه في أكثر من مناسبة عقب اغلاقه لاكثر من ثلاثة أشهر لتعود الحركة بصفة عادية بين البلدين مواطنين وتجارا.
وتوقعت الصحيفة، أن تتدفق الدماء من جديد في شريان المبادلات التجارية والحركة السياحية بين البلدين وأن تستعيد الحركة نشاطها بالمؤشرات المعهودة حيث بلغ عدد السياح الليبيين سنة 2022، 7ر1 مليون سائح مشيرة الى أن معبر رأس جدير يمثل أهمية كبيرة للبلدين على الاصعدة الانسانية والاجتماعية والاقتصادية حيث يستحوذ المعبر على 80 بالمائة من حجم التجارة البينية بين البلدين التي يسعى البلدان أن تبلغ 6ر1 مليار دولار مع حلول سنة 2025 وبالتالي فان افتتاح المعبر سيساهم في نشاط الحركة التجارية للمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة القريبة على الحدود بعدما تتم اعادة فتحه كليا وسط توقعات بزيادة حركة السياحة العلاجية والترفيهية بالتزامن مع بداية فصل الصيف.
أما صحيفة (المغرب) فقد تطرقت في ورقة خاصة الى ما أثاره دليل التوجيه الجامعي لسنة 2024 من جدل في أوساط عدد من الهياكل النقابية في جامعات ومعاهد عليا على خلفية ما وصفته ‘بحذف أو تجميد’ عدد من مسارات التكوين صلبها مشيرة الى أن الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي تلقت عددا هاما من بيانات الاحتجاج صادرة عن هياكل نقابية بجامعات القيروان وقفصة وقابس وشبكة المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية على خلفية ‘حذف’ عدد كبير من مسارات التكوين صلبها طالت اختصاصات عديدة كاللغات والفنون والعلوم الاساسية.
وأضافت الصحيفة أن الجامعة العامة للتعليم العالي عبرت عن رفضها لاي مراجعة وصفتها ب’المقنعة’ للخارطة الجامعية تحت ما وصفته ب’غطاء دليل التوجيه الجامعي’ ومساندتها المطلقة لحق مؤسسات جامعات القيروان وقفصة وقابس والمعاهد العليا للدراسات التكنولوجية، في الدفاع عن حظوظها وتصوراتها في تحديد مسالك التكوين صلبها.
وسلطت جريدة (لابراس) في مقالها الافتتاحي، الضوء على أخبار غزة التي تعيش وضعا انسانيا صعبا على جميع الاصعدة مشيرة الى أن الناس لا زالوا يموتون يوميا في هذه القطعة من الأرض حيث يقتل المحتل يقتل بلا توقف منذ ما يقرب من 9 أشهر.
وأضافت أن جلاد غزة لن يوقف مذبحته بعيدا عن هناك، حيث أجبر مئات الفلسطينيين، صباح أمس الثلاثاء، على العودة إلى مدينة، خان يونس، التي استهدفتها عدة ضربات بعد أمر الإخلاء الذي أصدره الصهاينة.
وأبرزت، نفس الصحيفة، أن سكان قطاع غزة ورفح يعانون حاليا من واحدة من أشد الأزمات الإنسانية، حيث يؤدي نقص الغذاء إلى تأزيم الوضع بصفة كبيرة لدى الأسر التي تعاني من الجفاف والأطفال وكبار السن يتجولون مثل الأموات الأحياء في الشوارع المدمرة لافتة الى 2.4 مليون فلسطيني نزحوا بسبب القصف في حالة من انعدام الأمن الغذائي مع خطر انتشار المجاعة على نطاق واسع.