تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم السبت، حول عدة مواضيع تهم الشأن الوطني من أبرزها نتائج “السيزيام” وتراجع المستوى العام للتلاميذ التونسيين والتطرق الى تفشي ظاهرة الغرق في الشواطىء خلال السنوات الأخيرة اضافة الى تسليط الضوء على التطورات الجديدة في ما يتعلق بحرب الابادة الجماعية وبداية اعلان هزيمة المحتل .
وتطرقت جريدة (الصحافة) في مقالها الافتتاحي، الى النتائج المسجلة في مناظرة “السيزيام”، حيث أن استقراء الأعداد يضعنا أمام حقيقة لاغبار عليها وهي تراجع المستوى العام للتلاميذ التونسيين وأن هناك اشكاليات كبرى ترافق عملية التعلم ومسألة التقييم مما يجعلها تحتاج الى مراجعات عميقة.
وأضافت الصحيفة، أن ملف الاصلاح التربوي هو اليوم من أوكد الملفات المطروحة على طاولة وزيرة التربية السيدة سلوى العباسي ولكنه ليس شأنها بمفردها، اذ ينبغي أن يكون شأنا وطنيا تتجند له كل القوى الحية والكفاءات النوعية من أجل ايجاد الحلول الكفيلة بتطوير المنظومة التربوية.
وأشارت، الى أن الوضعية الحالية للمؤسسة التربوية التونسية صعبة ولا مجال لانكار هذا والتهرب منه لكن الخروج منها ليس مستحيلا خاصة اذا ما توفرت العزيمة والارادة والجدية في مجابهة كل الملفات الشائكة المتصلة بالشأن التربوي، مبينة أن كل ما يتصل بهذا القطاع يحتاج الى مراجعات جذرية بداء بالبرامج التي لا تتسق في أغلبها مع التحولات التي جدت في المجتمع والمحيط اضافة الى البرامج التي تحتاج الى تطوير وتجديد .
واهتمت الصحيفة ذاتها، باستفحال ظاهرة الغرق بالشواطىء التونسية حيث ترتفع كل صائفة عدد الحوادث وسط دعوات للحذر حيث لم تكن حادثة وفاة الفتاتين بشاطىء غار الملح بولاية بنزرت الثلاثاء الماضي الأولى ولا الأخيرة، مشيرة الى أن الحماية المدنية سجلت خلال شهر جوان الماضي 20 حالة وفاة غرقا .
وأضافت الصحيفة، أن أهم الأسباب الكامنة وراء تفشي ظاهرة الغرق خلال السنوات الأخيرة بحسب المتحدث الرسمي باسم الحماية المدنية معز تريعة الى عدم اتقان السباحة وعدم وجود رقابة كافية على الأطفال، محذرا من السباحة في مناطق خطرة مثل الشواطىء الصخرية أوالشواطىء التي تكثر فيها الأمواج أوالتي تحتوي على تيارات قوية مثل شواطىء الوطن القبلي وشواطىء بنزرت وهي أكثر الولايات التي تسجل حالات الغرق سنويا.
وأشارت في سياق متصل، الى أنه من المنتظر أن يتم احداث 276 نقطة حراسة بالشواطىء وتعيين 152 عون اشراف لحراسة الشواطىء والاشراف على السباحين المنقذين اضافة الى تحديد الحاجيات لانتداب نحو 2290 سباح منقذ للصائفة الحالية في حين يبلغ عددهم في الوقت الحالي حوالي 400 سباح، علما وأنه لايوجد اقبال على العمل كسباحين منقذين من قبل الشباب رغم الدعوات التي تم توجيهها من قبل وحدات الحماية المدنية.
ومن جانبها ، اعتبرت جريدة (الصباح) في افتتاحيتها ، أن المتأمل في سير الأحداث يلاحظ أن كل المؤشرات تدل على أن ضربات المقاومة وصمودها الأسطوري طيلة تسعة أشهر من القتال بامكانيات محدودة أمام جيش مدجج بكافة أنواع الأسلحة لا يتورع عن استهداف المدنيين واراتكاب جرائم الحرب والابادة كانت ومازالت حاسمة في سير المعارك وتوجيهها .
وأضافت الصحيفة، أن في تنويع المقاومة طيلة هذه الأشهر لعملياتها الميدانية، أكسبها خبرة في التعاطي مع تطورات العملية العسكرية، مع حسن ادارة المعركة سياسيا واتصاليا ، ساهم في اعادة جيش الاحتلال لحساباته العسكرية وأهدافه العملية البرية التي منيت بالفشل الى حد الآن رغم الدمار وعنف الحصار واعتماد الاحتلال أساليب التجويع ومنع المساعدات، مبينة أنها أساليب ترتقي الى جرائم حرب وكان يراهن عليها لاضعاف المقاومة أو لدفع السكان الى الهجرة أوالتمرد على المقاومة .
وأشارت، الى أن طول أمد الحرب لم يمكن الاحتلال من تحقيق نتائج ذات أهمية وهي التي غيرت من أهدافها عبر الترويج لهدف “اضعاف المقاومة” بدل القضاء عليها بعد أن تأكد لديها أن المقاومة فكرة وعقيدة متجذرة في قلوب الفلسطينيين وليست مجرد خيار سياسي أوتوجه ايديولوجي وفق ما ورد بذات الصحيفة.
وخلصت الصحيفة، الى أن ضغوطات الداخل الاسرائيلي وخاصة الصادرة عن عائلات المحتجزين والمتعاطفين معهم ، والضغوطات السياسية وضغوطات القيادات الأمنية والعسكرية الراغبة في انهاء الحرب، ساهمت في دفع حكومة الاحتلال الى خيار التفاوض الذي قد يفضي في النهاية الى اعلان غير رسمي لوقف الحرب وبالتالي الى هزيمة عسكرية واستراتيجية مذلة لدولة الاحتلال .