أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الثلاثاء 09 جويلية

تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الثلاثاء، حول عدة مواضيع تخص الشأن الوطني على غرار التساؤل حول أسباب اهمال المعالم التاريخية والتراثية في بلادنا منذ ما يزيد عن عقد من الزمن وتسليط الضوء على تداعيات فوز تحالف اليسار الفرنسي ‘الجبهة الشعبية الجديدة’ بالمرتبة الاولى في الدور الثاني للانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة، الى جانب التطرق الى ظاهرة الانتحار في صفوف الشباب والاطفال.

أثارت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، استفهاما جوهريا حول سبب اهمال معالمنا التاريخية والتراثية منذ ما يزيد عن عقد من الزمن وسبب وضع نقطة النهاية لصيانة مدننا العتيقة التي كانت تعنى بها جمعيات متخصصة وتتابعها الدولة خاصة أمام الوضعية التي باتت عليها معالمنا الاثرية ومتاحفنا مع استثناءات قليلة جدا تؤكد القاعدة ولا تفندها.

واعتبرت الصحيفة، أن التراث المادي واللامادي مقوم أساسي من مقومات حضارة أي بلد، ففي كل الدول تعد زيارة المعالم الاثرية والمتاحف من أهم ما يقوم به السائح عند السفر اليها. وفيها أيضا يتم الاحتفاء بشكل لافت بكل الملامح المميزة للمدن والترويج لها واعتبارها ‘ملمحا أساسيا’ من ملامح هذه المدينة أو تلك مضيفة أنه حتى بعض البلدان التي تعوزها المعالم التاريخية صنعت لنفسها معالم معاصرة حتى تصبح مزارا يتوافد عليه الضيوف من كل صوب وحدب.

وذكرت، في هذا الخصوص، أن في بلادنا العكس هو الصحيح، فالاهمال واضح من قبل وزراة الثقافة رغم أنه تداول عليها عدد لا يستهان به من الوزراء المحسوبين على النخبة التونسية مشيرة الى أن الزائر لبعض مدننا العريقة يشعر بالاسى جراء الحالة التي تردت فيها بعض المعالم الاثرية في ظل غياب الصيانة المستمرة وحالة بعض المتاحف.

وسلطت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي الضوء على فوز تحالف اليسار الفرنسي ‘الجبهة الشعبية الجديدة’ بالمرتبة الاولى في الدور الثاني للانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة الذي انتظم يوم، الاحد الماضي، وحصل على 182 مقعدا في البرلمان الجديد مشيرة الى أن حزب أقصى اليمين المتطرف ‘التجمع الوطني’ وحلفاؤه، اكتفى بالمرتبة الثالثة في هذه الانتخابات بحصوله على 168 مقعدا.

واعتبرت الصحيفة، في هذا الصدد، أن “جبهة اليسار لم تنتصر على أقصى اليمين المتطرف فحسب، وانما حققت نصرا مظفرا ضد اللوبيات الصهيونية المؤثرة جدا، هذا ان لم نقل بأنها كانت تتحكم في مصير الانتخابات” … انتصرت الجبهة الشعبية الجديدة على أقصى اليمين المتطرف الذي كان يهيئ الشخصية السياسية الصاعدة وزعيم حزب ‘التجمع الوطني’، جوردان بارديلا، لتشكيل الحكومة الجديدة قبل أن تتبخر الاحلام بفضل حالة الاستنفار التي تم تسجيلها لدى الناخبين الفرنسيين في الدور الثاني وانتصرت أيضا على اللوبي الصهيوني.

وأضافت، أن الامور لم تحسم بالكامل بسبب عدم توفر الاغلبية المطلقة في البرلمان، لكن لا شئ يمكن أن يسرق هذا النصر وخاصة محاولات التخويف من أقصى اليسار ومن مواقفه المناصرة للحق واعلانه عن عزمه الاعتراف بدولة فلسطين، وفق ما ورد بالصحيفة.

وفي سياق متصل، أشارت صحيفة (المغرب) في مقال لها، الى أنه منذ الاعلان عن النتائج ليلة 7 جويلية الجاري، ظهرت الانشقاقات في المشهد السياسي الفرنسي الجديد، فكانت تصريحات فصائل اليسار الفائز متناقضة ومختلفة حول التوجهات في تعيين المرشح لرئاسة الحكومة والتحالفات الممكنة وأسلوب العمل. أما الاغلبية الرئاسية المنهزمة فقد أظهرت هي الاخرى تقييمات مختلفة، ففي حين عبر الوزير الاول، غبريال أتال، عن تقديمه مقترحا جديدا، لم يفصح عن فحواه، أكد، جيرالد دومانان، وزير الداخلية، و،ادوار فيليب، زعيم حزب ‘هورايزون’ على عدم التحالف مع اليسار الراديكالي الذي هو الركيزة الاساسية في الجبهة الشعبية.

وأضافت الصحيفة، أن تلك التصريحات ولو أنها ظرفية لكنها تدل عن تقييمات مختلفة يمكن أن تعيق التوصل الى توافق حول برنامج حكومي يحتوي على اجراءات يعتبرها اليسار ضرورية في حين ترفضها شخصيات اليمين التي تشارك في الاغلبية الرئاسية.

وأبرزت، أن حتمية التغيير في هيكلة الاغلبية والانتقال من النظام الرئاسوي الذي اتخذه بكل مساوئه الرئيس، ماكرون، الى نظام برلماني تحكمه الاحزاب في ظل الجمهورية الخامسة لن يكون ممكنا دون موافقة الرئيس واحترام شروطه معتبرة أنها معادلة صعبة لا يبدو اليوم أنها ستشكل أرضية سانحة للتوصل الى اتفاق سريع، حسب ما جاء بالمقال.

من جانبها، تطرقت صحيفة (لوطون) في ورقة خاصة، الى ظاهرة ارتفاع حالات ومحاولات الانتحار في صفوف الشباب والاطفال حيث شهدت تونس، خلال الأشهر الستة الأولى من سنة 2024، 75 حالة انتحار ومحاولات انتحار، 18 بالمائة منها تتعلق بأطفال.

وعرجت الصحيفة على التقرير الصادر مؤخرا عن، المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الذي أشار الى أن الوضع يثير القلق بشكل خاص في ولاية القيروان التي تسجل وحدها حوالي 15 بالمائة من الحالات معتبرة أن هذا الارتفاع في حالات الانتحار، خاصة بين الشباب والأطفال، يتطلب تفكيرا معمقا في الأسباب الكامنة وراء ذلك والتدابير اللازمة لمعالجتها.

واستعرضت الأسباب وراء زيادة حالات الانتحار في تونس مشيرة الى أن الضغط الاقتصادي يعد عاملا مهما خاصة مع ارتفاع معدل البطالة بين الشباب الذين يجدون أنفسهم بلا آفاق للمستقبل، مما قد يؤدي إلى مشاعر اليأس والقلق والعجز.

وأكدت الصحيفة، في نفس الورقة، أن تزايد حالات الانتحار في تونس، وخاصة بين الشباب والأطفال، يمثل مشكلة مثيرة للقلق وتتطلب اتخاذ إجراءات فورية ومنسقة من خلال فهم الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة واعتماد نهج شامل لمعالجتها، بما قد يمكن تونس من تقليل عدد هذه الحالات وتوفير مستقبل واعد أكثر لمواطنيها. كما يعد التعاون بين السلطات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني أمرا ضروريا لتهيئة بيئة يشعر فيها الجميع بالدعم والتقدير.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.