أصدرت وزارة الصحة دليلا إرشاديا للتناول الإعلامي المهني لمسألة الإنتحار، حذرت فيه من إعتماد تفاصيل مثيرة حول حالات الإنتحار مثل الأساليب المستخدمة وأنواعها إضافة إلى الصور والبيانات أو رسائل الإنتحار، معتبرة ان ذلك يشجع السلوك الإنتحاري لدى الأشخاص.
ويتناول الدليل، كيفية معالجة موضوع الانتحار في وسائل الإعلام الجماهرية ويشدد على أهمية إحترام أخلاقيات المعالجة الصحفية والإعلامية للانتحار، حيث تلعب وسائل الإعلام دورا حاسما في زيادة الوعي والوقاية للأشخاص المهددين بالإنتحار.
وإعتبرت الوزارة أن موضوع الانتحار “حقل محفوف بالأشواك والمخاطر عند تناوله إعلاميا واتصاليا”، إذ يتعلق بذوات الأشخاص وبالأسرة والمجتمع عامة وحدوثه يمثل صدمة عائلية ومجتمعية.
ونشرت الوزارة صفحات هذا الدليل الذي يتوزع إلى ثلاثة محاور أساسية وهي تنزيل المسألة في إطارها الطبي والنفسي والاجتماعي والقوانين الوطنية والدولية حول الحق في الصحة والحياة والمستلزمات من أدوات وخطط من أجل درء أسباب الشروع في الانتحار أو التفكير فيه.
ويتمثل المحور الثاني في التناول الإعلامي السليم للانتحار كموضوع طبي نفسي اجتماعي قد يكون الاعلاميون غير مهيئين دائما للتداول بشأنه.وبالنسبة للمحور الثالث فيتعلق بالمحاذير التي نستبطنها عند تناول مسألة الانتحار خبريا أو تحليليا أو استقصائيا لتلافي التبعات السلبية ودرءا لكل حديث أو صورة لا تخدم المصلحة المجتمعية.
ومن الإرشادات التي تضمنت هذا الدليل لفائدة الصحفيين، تسليط الضوء على استراتجيات الموجودة للوقاية من الإنتحار مثل الإستماع الفعال والدعم النفسي والحصول على خدمات الصحة النفسية وإعلاء قيمة الصحة النفسية في المجتمع.
ودعت إلى تخصيص مقابلات مع خبراء ومختصين في الصحة العقلية والنفسية لتقديم المشورة والمعلومات المحددة حول الوقاية من الإنتحار ودعم الأشخاص الذين يعانون من الإضطرابات.
واعتبرت انه على وسائل الإعلام إحترام خصوصية الأشخاص المعنيين بالإنتحار، بما في ذلك عائلاتهم وأحبائهم وتجنب الكشف عن المعلومات الشخصية التي يمكن أن تتسبب المزيد من الألم والصدمات.
ويجدر التركيز على قصص التعافي والمرونة والدعم من خلال مشاركة قصص الأشخاص الذي تغلبوا على الميل الإنتحاري لزرع الأمل والتشجيع على البوح أو طلب المساعدة وعدم تناول حوادث إنتحار النجوم من ممثلين وغيرهم في الإعلام حرصا على عدم التمثل والتماهي، حسب ما جاء في الدليل.
وأكدت الوزارة على أهمية إعتماد لغة غير وصمية للحديث عن الإنتحار وتجنب المصطلحات والصور النمطية المثيرة او المسببة بالذنب إحتراما للنفس البشرية وللعائلات وللمجتمع.
وتوجه الدليل إلى الأسر بحثهم على الإستماع إلى المراهقين بمهارة دون أفكار مسبقة والتشجيع على البوح بمرونة المناسبة إضافة إلى دور الإعلام في توفير معلوملت حول التثقيف الجنسي الذي يناسب أعمارهم.