تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم الخميس، حول عدة مواضيع تهم الشأن الوطني من أبرزها دعوة رئيس الجمهورية قيس سعيد مجددا الى التصدي لكل مظاهر التشغيل الهش والمناولة والتطرق الى الصعوبات التي يعيشها القطاع الطاقي خاصة مع ارتفاع الاستهلاك بسبب العوامل المناخية الى جانب ارتفاع عدد حالات الغرق بين المصطافين وعلاقتها بالتغيرات المناخية.
واهتمت جريدة (الصحافة) في افتتاحية اليوم، بتواصل العمل بالعقود الهشة وسط ظروف غير لائقة لفئات من المجتمع التونس والتي تطالب كل مرة السلطات بايجاد حلول جذرية لوضعياتها المهنية المزرية والمتراكمة منذ سنوات .
وأشارت الصحيفة، الى أنه على الرغم من التعليمات التي توجه بها رئيس الجمهورية قيس سعيد في عديد المناسبات من أجل القضاء على كافة أشكال العمل الهش والظروف غير اللائقة والتي تتنافى مع الكرامة الانسانية، نجد أن هذه الوضعيات ما تزال قائمة وبحاجة الى تدخل حكومي عاجل .
وبينت، أن تنفيذ هذه التوجهات تعترضه بعض التعثرات أونقص في التنسيق بين الأطراف المتداخلة في تجسيد الحلول المستوجبة للخروج من أزمة التشغيل الهش بكافة أشكاله وهو ما دفع رئيس الجمهورية الى الدعوة مجددا لتجسيد تعهدات الدولة تجاه هؤلاء العمال.
وذكرت في سياق متصل، أن الحكومة كانت قد أعلنت في شهر فيفري الفارط عن تحجير ابرام عقود مناولة جديدة بالقطاع انطلاقا من 23 من نفس الشهر، مشيرة الى أنه تقرر أيضا الغاء لتدابير المخالفة لهذا المبدأ وخاصة منها المنشور عدد 35 المؤرخ في 30 جويلية 1999 المتعلق بالمناولة في الادارة والمنشآت العمومية .
ومن جانبها،خصصت جريدة (المغرب) حيزا هاما للحديث عن الصعوبات التي يعيشها القطاع الطاقي الذي يؤثر في العديد من المؤشرات التي تحولت الى السلبية، مبينة أن الصعوبات تزداد مع ارتفاع استهلاك الطاقة تأثرا بالعوامل المناخية .
وأضافت الصحيفة، أن تونس تعد من بين البلدان الأكثرتأثرا بالتغيرات المناخية، فقد أشار المعهد التونسي للقدرة التنافسية والدراسات الكمية في تقرير له أن تونس خامس دولة في العالم الأكثر عرضة لخطر التغيرات المناخية .
وأشارت، الى أنه مع ارتفاع درجات الحرارة تزداد الحاجة الى الطاقة أكثر للتبريد خاصة مما يزيد من الطلب على الطاقة في فترات ارتفاع درجات الحرارة، مبينة أن الاستقلالية الطاقية تبلغ الى موفى ماي 2024 نسبة 45 بالمائة حسب وزارة الصناعة والطاقة والمناجم مقابل 52بالمائة خلال الفترة نفسها من السنة الفارطة .
وأوضحت الصحيفة، أن الوضع الطاقي الحرج لا يقابله ارتفاع في توجه ملحوظ الى الطاقات المتجددة 3000 ميغاواط علما وأن تونس وضعت هدف بلوغ 3 آلاف ميغاواط من القدرة الكهربائية المبرمجة من الطاقات المتجددة في الاعلان السنوي 2025/2022 .
وأشارت، الى أنه الى حدود ماي الفارط بلغ اجمالي القدرة الكهربائية المركزة من الطاقات المتجددة 660 ميغاواط من مجموع 7026 ميغاواط في حين تهدف تونس الى الرفع من انتاجها للكهرباء من الطاقات المتجددة في السنوات القادمة في محاولة للتقليص من التعويل على مصادر الطاقىة التقليدية في توليد الكهرباء أي الغاز الطبيعي أساسا .
أما جريدة (الصباح) فقد تطرقت في ورقة خاصة، الى ارتفاع عدد حالات الغرق منذ بداية الصائفة الحالية في مختلف الشواطىء حيث شهدت على سبيل المثال ولاية نابل نهاية الأسبوع الماضي العديد من حالات الغرق اذ تم تسجيل 15حالة غرق يومي السبت 6 جويلية والأحد 7 جويلية 2024 .
وأضافت الصحيفة، حسب الخبيرعامر بحبة الباحث في المخاطر الطبيعية، أن “حالات الغرق ناتجة بالأساس عن التيارات البحرية الساحبة التي تسحب المصطافين الى أعماق البحر بسرعة وبقوة حيث يعجز الشخص خلال عملية سحبه من قبل التيار التخلص منه اذ يشعر المصطاف في ذلك الوقت بالتعب، مبينا أن هذه التيارات القوية يمكن أن تفقد السباح التوازن وتجره في اتجاه الأعماق حتى ولوكان ماهرا في السباحة.
وتكمن خطورة هذه الظاهرة وفق المصدر ذاته، في كونها غير مرئية بالعين حيث تصطدم الموجة بالشاطىء وعند عودتها الى البحر تتكون التيارات البحرية الساحبة، مشيرا الى أن التيار الساحب هو تيار مائي قوي يحدث على سطح البحر يبدأ بالقرب من الشاطىء ويتدفق في اتجاه البحر فيسحب معه كل ما يوجد في مجراه خاصة اذا كان السباح في منطقة بعيدة عن الشاطىء .
وبين بحبة، أن هذه التيارات لا تتشكل بفعل ثورات البراكين ولا الزلازل الا اذا كان تسونامي ناتج عن زلزال قوته 7 درجات في البحر، مشيرا الى أن الرجات التي عاش المتوسط على وقعها في الفترة الأخيرة ضعيفة ولا يمكن أن تتسبب في تسونامي.