تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الثلاثاء، حول عدد من المواضيع التي تخص الشأن الوطني والعالمي على غرار تسليط الضوء على محاولة اغتيال ترامب الفاشلة وتداعياتها على الحياة السياسية في الولايات المتحدة الامريكية والتساؤل حول الاسباب التي حالت دون أن تحقق بلادنا اقلاعها الاقتصادي المنشود الى جانب فتح ملف المياه في تونس وهاجس العطش خاصة مع تكرر حالات انقطاع المياه في عدد من مناطق الجمهورية.
تطرقت جريدة (الصباح) في افتتاحية عددها اليوم الى محاولة اغتيال ترامب الفاشلة، معتبرة أنه من حسن حظ أمريكا أنها تجاوزت خطرا حقيقيا كان يمكن أن يدفع بها الى حرب أهلية ثانية وانقسامات نجح الشعب الامريكي بكل مكوناته في تخطيها منذ عقود.
وأضافت أن هذا ليس الدرس الوحيد الذي أدركه ساكن البيت الابيض ومنافسه حيث عجلا بدعوة الامريكيين الى جمع الصفوف والتخلي عن حملات التحريض والكراهية التي باتت سيدة المشهد مبرزة أن هناك دروسا أخرى كثيرة يمكن استخلاصها من هذه الحادثة، أهمها أنه سيتعين على النخب الامريكية والساحة السياسية عموما التمعن جيدا في ما حدث والاعتراف بأنه كما للخطاب السياسي التحريضي الامريكي تداعياته في الداخل فان له أيضا تأثيراته وتداعياته في الخارج عندما يتعلق الامر بالمعايير المزدوجة للسياسة الخارجية الامريكية وما تحتمله من تأويلات خطيرة خاصة في ما يخص قضايا الشعوب العربية والحقوق المشروعة للشعوب المستضعفة التي تدفع ثمن هذه الخيارات الظالمة في أحيان كثيرة، وفق ما ورد بالصحيفة.
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة (لوطون) في مقالها الافتتاحي، الى أن العالم كله في حالة صدمة أمام هذا العنف السياسي الذي كاد أن يكلف حياة الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، حيث أصابت رصاصة أذنه بشكل خطير قبل أن يقول في آخر لحظة إن هذا بالتأكيد لم يكن كذلك وقد حان الوقت لوضع حد له لأن مصير أمريكا يقع عليه.
واعتبرت الصحيفة، أن العنف السياسي يعني بلا شك ما هو أكثر خطورة من قصف خامس لمدرسة تابعة للأونروا في غزة، ولهذا السبب لا تستطيع أمريكا أن تتحمل الصدمة لأنها موجودة هناك من أجل شيء ما.
وتساءلت، في هذا الصدد، … ماذا يعني ذلك بالضبط في بلد حيث يمكن لأي مواطن عادي أن يدخل في أي وقت إلى أي متجر ويشتري سلاحا دون أن يواجه أي مشكلة؟ كم عرفت أمريكا من الدراما منذ سنوات ضوئية لأن رجلا مجنونا اختار ذلك اليوم ليطلق النار على الحشد في أي مكان وفي أي وقت ليقتل الأطفال أو كبار السن النساء والرجال فقط بسبب هذا أو بسبب ذلك دون تشريع الحمل والبيع المجاني فيما يتعلق بتغيير الأسلحة؟.
وفي موضوع آخر، أثارت جريدة (المغرب) استفهاما جوهريا حول الخلل الذي حال دون أن تشهد تونس كغيرها من الدول في التجارب المقارنة ‘اقلاعها’ وقد توفرت لها نظريا عدة شروط بعد الثورة؟.
وأضافت الصحيفة، أن فرص الاقلاع الاقتصادي وتحقيق نسب نمو هامة تراكمت لتقود البلاد في مرحلة انتقالية لتجعلها في مستوى الدول ذات الدخل الضعيف الى الدول المتوسطة الدخل ثم المرتفعة الدخل، كانت متوفرة للبلاد التونسية خاصة اذا تعلق الامر بالمؤشرات الديمغرافية التي تعتبر من الركائز الاساسية للاقلاع الاقتصادي وارتقاء الدول والمجتمعات.
واعتبرت أن توفر عديد العناصر والعوامل كان من المفترض أن يقود البلاد الى مسار يحقق الرخاء والنمو الاقتصادي، لكن السياسات العمومية المعتمدة في ظل غياب الديمقراطية والحرية اضافة الى ضعف المشاركة في الشأن العام، كبحت محركات النمو والاقلاع الاقتصادي ولم تسمح الا بتحقيق القليل الممكن، وفق تقدير الصحيفة.
من جانبها فتحت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها، ملف المياه في تونس معتبرة أن تحلية مياه البحر، وبناء على ما يقوله المختصون والخبراء في هذا المجال، يمكن أن تكون حلا ناجعا لبلادنا تفاديا للنقص الحاد في كميات الامطار المسجلة وتراجع مخزون المياه في السدود. ولكن “علينا الاقرار بأن هناك حلولا موازية يمكن الاشتغال عليها على غرار بناء سدود جديدة”.
وشددت في هذا الاطار، على ضرورة المراهنة على التعاون مع بعض البلدان الصديقة والشقيقة بتوفير استثمارات في مجال المياه سواء من خلال بناء محطات لتحلية مياه البحر أو تشييد سدود بمقاييس جديدة على غرار تلك المغطاة والتي يعتمد فيها على الطاقة الشمسية.
وأكدت أن ملف المياه قد طرح في بلادنا بشكل استشرافي منذ سنة 2005، ولكن الاحداث التي تلت 2011 أخرت هذه الخطط، ومع تعاقب حكومات انغمست في الشأن السياسي الصرف والسجال في قضايا من قبيل الجدل البيزنطي، تفاقمت الوضعية المعيشية للتونسيين في كل المجالات وفي مقدمتها اشكالية المياه حتى وجدنا أنفسنا وجها لوجه مع التداعيات الخطيرة للانحباس الحراري، حسب ما ورد بالصحيفة.