أعلن غازي الشواشي، الناشط السياسي، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة والتي سيتم إدراؤها يوم 6 أكتوبر 2024، وذلك عبر الرسالة التي تم نشرها على صفحته بالفيسبوك من سجن المرناقية.
وقال الشواشي في نص الرسالة ”لست أبغي إلا أن أجعل من تونس دولة عادلة و أرسّخ وحدة شعبها الذي يجتمع على قيم الإخاء والعدل، لا التخوين والعنتريات الزائفة”، مبرزا أنه سيخوص المعركة سلميا لا بقوة الأجهزة و خطابات العنف.
وفي ما يلي نص الرسالة:
“””🔴 إعلان ترشح للانتخابات الرّئاسيّة 2024
🔶️️ المرناقية في 15 جويلية 2024
🔶️ من المحتجز قسرا رقم 302730، الأستاذ غازي الشواشي الى عموم التونسيين و التونسيات،
بسم الله الرحمن الرحيم،
السجن هو العيش خارج الحياة بصبر و صمود، والحمدالله أن قضيتنا نبيلة، قضية وطنية إنسانية تمت فبركتها من أجل تكميم أفواهنا وتصفية كياننا السياسي، و بالرغم من كلّ المغالطات وكمّ القمع والتعتيم لا تزال حاضرة في وجدان كل ضمير حيّ، شأنها شأن كلّ معتقلي الحرية و الرأي في وطننا المسلوب.
تعيش بلادنا منذ فترة أوضاعا متوترة مع ركود اقتصادي خطير و تدهور غير مسبوق للأوضاع الاجتماعية وعلاقات ديبلوماسية مشحونة، ممّا حوّل الحياة اليومية لعموم التونسيين إلى معاناة يوميّة في أوضاع صعبة ومتردية وبآفاق محدودة إن لم تكن مظلمة.
وما يزيد من خطورة الوضع هو الاضطراب و التحولات المتسارعة التي يعرفها المشهد الدولي، و التي نخوضها من دون أن تكون لنا رؤية وطنيّة عقلانية تثمّن مصالحنا وتنأى بنا ما أمكن عن مخاطر الصراعات و الإصطفافات.
يرافق الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم الذي تعيشه بلادنا سلوكا سياسيا تسلٌطيا جائرا من المنظومة الحاكمة وانفرادا تاما بالسلطة وغياب أي مجال للحوار والنقاش في الشأن العام. حيث تم الدوْس على جميع مكتسبات ثورة الحرية والكرامة من حقوق و حريات فردية وعامّة، والأمر لم يعد يقتصر علينا كشخصيّات سياسيّة وقعت ضحيّة سلطة لا تمتلك أي ذرّة احترام للمرفق القضائي أو لقيم العدالة، بل استحال تنكيلا صريحاً ومعلناً لكل الأصوات المعارضة والنّافذة.
نعيش اليوم على وقع تأسيس لقواعد جديدة يصبح فيها المواطن مستباح الحقوق، تمام الانتهاك، ويسلّط فيها سيف القضاء على رقاب الجميع، تنفيذاً لأهواء الزّمرة الحاكمة، في انكار تامّ لقيم العدالة.
فلقد أطبقت هذه السلطة الفاشلة على أنفاس هذا الوطن فاعتصرته، من دون أن يكون لها أيّ تصوّر حقيقي للحكم غير بعض العناوين الهلاميّة والاطروحات المؤامراتيّة، بحثاً عمّن تحمّلهم مسؤولية فشلها وكذب وعودها وجهلها التّام بطرق التّسيير، ناهيك عن أي بناء أو إصلاح.
لطالما كنت دائما جديٌا على خدمة البلاد ومؤمناً بواجبي في التضحية من أجلها، فأنا أشهد الله وكل من عمل معي خلال مسيرتي السياسية، كمعارض جدٌي لمسار ما بعد الثورة وانحرافاته، أو وزيراً مجتهداً في مقارعة الفساد وصوْن أملاك الدّولة، وصولاً إلى انقلاب 25 جويلية وموقفي المبدئي منه الذي تبيّن للعموم صحّته، والذي أدفع اليوم في سجني ضريبة الثّبات عليه.
نحن في حاجة إلى تغيير عميق وجذري، وإلى مرحلة جديدة تتّعظ من أخطاء الماضي، تلك التي شهدناها زمن الديمقراطية العليلة أو زمن الاستبداد، تكون على رأس أولويّاتها الشروع في إصلاح الاقتصاد والمالية العمومية و إعادة الثقة للفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين وفتح باب الاستثمار ودفع النمو الاقتصادي، هذا بالتوازي مع إصلاح المنظومة السياسية على أسس ديمقراطية تشاركية تكون فيها دولة المؤسسات والقانون واستقلالية القضاء الذي تم تركيعه اليوم، محور كل الاصلاحات.
وبالرّغم ممّا تشهده هاته الإنتخابات من إخلالات أحاطت بها من قبل حتى أن يقع الإعلان عنها، وبالرّغم ممٌا أتعرّض له شخصيّاً من تضييقات، فأنا متشبّث بحقوقي المدنية و السياسية وحريص على الدّفاع عن آخر المكتسبات الدّيمقراطيّة التّي حقّقها شعبنا.
كمحامٍ ورجل قانون، أؤمن بالعدالة كقيمة إنسانية، ومهما كان القضاء مستباحاً وموظّفاً في خدمة هذا النّظام المستبدّ المستحدث، أبقى أؤمن بعلويّة القانون وبأنّ ما ضاع حقّ وراءه طالب، ولو بعد حين.
وفي هذا الإطار، كنّا أودعنا اليوم قضيتين استعجاليتين لدى المحكمة الاداريّة بعد رفض السّلطات مدّنا بالبطاقة عدد3 ورفض هيئة الانتخابات مدّنا باستمارة التّزكيات رغم وجود توكيل خاص بالغرض وقع نشره للعموم.
كما تقدّمنا بشكاية جزائية بالهيئة سالفة الذّكر وبرئيسها طاعناً في عدم استقلاليتهما، لما يسلكانه تجاه المترشّحين من تحيّز واضح و فاضح.
لقد بان من الكاشف أن النظام الذي يتبجّح بشعبيته الجارفة يخشى مواجهة الجميع، معتقلا كان أو مهجٌرا أو طليق السبيل، حدّ الرعب.
لهذه الأسباب، و رغم كل هذه العراقيل و التعطيلات، ومن داخل المعتقل، بقلب مؤمن وعزيمة ثابتة أعلن لعموم التونسيين ترشحي لرئاسة الجمهورية و خوض المعركة سلميا لا بقوة الاجهزة و خطابات العنف.
هي معركة وطن، معركة مصير، تحتّم علينا جميعا أن نخوضها لإنقاذ بلادنا من المستنقع الذي اقحمتنا فيه هاته المنظومة العبثيٌة، دوامة الاستبداد والكراهية، واستلاب الحقوق
لست أبغي إلا أن أجعل من تونس دولة عادلة و أرسّخ وحدة شعبها الذي يجتمع على قيم الإخاء والعدل، لا التخوين والعنتريات الزائفة.
أسعى وسأعمل على إعادة الأمل للجميع كي يتسنّى لهذا الشعب العيش الكريم في نظام عادل يسمو ببلادنا نحو الأفضل.
قال تعالى: اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا.
✅️ ناضل أينما كنت هو شعارنا
✅️ ناضل أينما كنت من أجل وطن مشترك.
#المعتقل_السياسي_غازي_الشواشي
#سجين_الرأي_302730″”